تكملة القصيدة
يا ليت شعري ما دهانِ؟ وما جرى؟
لا زلـت حيـاً أم لقيـت منونـي؟
عجبـاً أسجـن ذاك أم هـو غابـةٌ
برزت كواسرهـا جيـاع بطـون ؟
أأرى بنـاء أم أرى شقـي رحــى
جـبـارة للمؤمنـيـن طـحـونِ؟
واهـاً أفـي حلـم أنـا أم يقـظـةً
أم تلـك دار خيـالـة وفـتـون ؟
لا لا أشـك هـي الحقيقـة حـيـة
أأشك في ذاتـي وعيـن يقينـي ؟
هذي مقدمـة الكتـاب فكيـف مـا
تحوي الفصول السود من مضمون ؟
هذا هـو (الحربـي) معقـل ثـورة
تدعـو إلـى التحريـر والنكويـن
فيـه زبانـيـة أعــدوا لــلأذى
وتخصصـوا فـي فنـه الملعـون
متبـلـدون عقولـهـم بأكفـهـم
وأكفـهـم للـشـر ذات حنـيـن
لا فرق بينهمـو وبيـن سياطهـم
كـلٌ أداة فــي يــدي مـأفـون
يتلقـفـون القادمـيـن كـأنـهـم
عثـروا علـى كنـزٍ لديـك ثميـن
بالرجل بالكربـاج باليـد بالعصـا
وبكـل أسلـوبٍ خسيـسـسٍ دونِ
لا يقـدرون مفكـراً ولــو أنــه
فـي عقـل سقـراط وأفـلاطـون
لا يعبئـون بصالـحٍ ولـو أنــه
في زهد عيسـى أو تقـى هـارون
لا يرحمـون الشيـخ وهومحـطـمٌ
والظهـر منـه تـراه كالعرجـون
لا يشفقون على المريـض وطالمـا
زادوا أذاه بـقـسـوةٍ وجـنــون
كـم عالـمٍ ذي هيبـة وعمـامـةٍ
وطئـوا عمامتـه بكـل مـجـون
لو لم تكن بيضاء مـا عبثـوا بهـا
لكنهـا هـانـت هــوان الـديـن
وكبيـرِ قــومٍ زينـتـه لحـيـةٌ
أغرتهـمـو بالـسـبِّ والتلعـيـن
قالوا لـه :انتفهـا -بكـل وقاحـةٍ
لـم يعبـأوا بسنيـنـه الستـيـن
فـإذا تقاعـس أو أبـى يـا ويلـه
ممـا يلاقـي مـن أذىً وفـتـون
أتــرى أولـئـك ينتـمـون لآدمٍ
أم هـم ملاعيـنٌ بنـو ملعـون ؟
تالله أيــن الآدمـيـة منـهـمـو
من مثـل محمـودٍ ومـن ياسيـن
من جودة أو من ديـاب ومصطفـى