منازل الجنة
الأولى : التوحيد ، وهو إفراد الله بالقصد ونفي الند ، وتحقيق معنى العبد ، وقبول شرعه بلا رد.
الثانية : العلم النافع ، فهو يطرد الشبهات ، ويحرق الشهوات ، وبه تدرك الغايات ، وتنال الأمنيات وتنفي به الهموم المدلهمات .
الثالثة : التوبة ، وهي الندم على ما مضى من الآثام ، وطلب الإقالة من الملك العلام ، وترقيع ثوب العمر بالإتمام والبكاء على ما زلت به الأقدام .
الرابعة : الإحسان للناس ، وهو بذل المعروف للعباد ، وكف الأذى عنهم والفساد ، وإدخال السرور عليهم والإسعاد،وسلامة الصدر عليهم من الأحقاد .
الخامسة : الشجاعة ، وهي قوة القلب أمام العواصف ، وثباته في أشد المواقف ، وسكونه عند المخاوف ، وأمنه ولو في حال المتالف .
السادسة : سلامة القلب ، وهي سلامته من الأمراض ، ونقاؤه من الشكوك والاعتراض ورسوخه في التقوى مع الارتياض ، حتى يرتع من الوحي في رياض .
السابعة : نسيان الماضي ، وهو تجاهل ما مر من المحن ، واطراح ما سبق من الفتن لأن هذا شيء طواه الزمن ، وذكره يميت الفطن ، ويجدد الحزن ، ويثير الشجن .
الثامنة : اطراح كلام الأعداء ، وهو الإعراض عن كل كلام ساقط،والرمي به في عرض الحائط، ورده بجأش رابط ، واعتباره سفه من غالط .
التاسعة : عدم الاشتغال بالغد ، لأن الغد غائب في الظلام ، فصرف الذهن إليه إرهاق للنفس بما لا يجدي من الكرام .
العاشرة : القناعة ... وهي الرضا بالكفاف ، ولو بخبز جاف ، وماء صاف ، وادخار الزهد والعفاف ، إذا ادخر الكنوز الأجلاف.
الحادية عشرة : حسن الخلق ، وهو كلام رقيق ، وقلب شفيق ، ووجه طليق ، وفعل رشيق ، والانتهاء عما لا يليق .
الثانية عشرة : الإيمان بالقدر ، وهو العلم بأن كل شيء في كتاب ، والتسليم بالمصاب ، واحتساب الثواب ، وعدم الاعتراض على مسبب الأسباب.
الثالثة عشرة : الرضا ، وهو سكون القلب إلى المدبر ، والثقة بحسن تقدير المقدر ، والاطمئنان إلى حسن اختياره وهو المقدم والمؤخر .
الرابعة عشرة : التوكل ، وهو الركون إلى القهار ، وانتظار يسره وقت الإعسار ، وفرجه زمن الأخطار ، وأنه الغالب على أمره لأنه الملك الجبار .
الخامسة عشرة : الزهد ، وهو الإعراض عن الحقير ، والعلم بأن العمر قصير،ورؤية قنطار الذهب كالقطمير ، ليتقن الفناء القليل والكثير ، والصغير والكبير .
السادسة عشرة : قصر الأمل ، وهو الحد من الأماني ، والعلم بأن كل حي فاني ، وأن الموت داني ، فيوجب ذلك ترك التواني ، وتوبة الجاني .
السابعة عشرة : اجتناب الفراغ، وهو إشغال النفس بالعمل ، ومجانبة صحبة كل همل ، وعدم الوقوع في طول الأمل ،فإن عمرك ما حصل ، وكأن قد حل الأجل .
من كتاب " هكذا حدثنا الزمان " للشيخ عائض بن عبد الله القرني