[أبوسيف]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ٫

بارك الله فيكِ أختي راجية الشهادة على هذا الموضوع الرائع

أهم ما يميز الحوار البناء هو عدم الحكم مسبقاً على عقلية المتحاورين و عدم اختلاق سيناريوهات مسبقة لما ستكون ردة فعل الطرف الآخر.. و من هنا يجب على المتحاورين الإبتعاد أولاً عن الظن السوء بنية الطرف الآخر قبل بدء الحوار.

ما حصل في الآونة الأخيرة في فلسطين ٫ أسهمت في إشعال نار فتنته حرب المعلومات و الإنترنت بصورة كبيرة ٫ حيث أن الكل لديه وصلة انترنت يستطيع أن يرى ما يحدث بنفس اللحظة.. خبرٌ صادق ٫ خبرٌ كاذب أو حتى خبر مدسوس.. لا يهم.. المهم هو الفتنة و ما يُذكي نارها.

الآن ٫ هناك بعض النقاط المهمة لبدء و إكمال أي حوار بنّاء و منها:
١. البعد عن الجدل.
٢. البحث عن الحقيقة.
٣. عدم التجريح و القدح.
٤. تقديم الأدلة.
٥. عدم التناقض في سير الحوار.
٦. محاولة النظر دائماً الى الصورة الكبيرة.
٧. محاولة فهم الخلفيات الثقافية و البيئية للطرف الآخر (محاولة فهم الظروف الصعبة للناس في الأرض المحتلة مثلاً).
٨. الإعتراف بالخطأ عند حدوثه.
٩. محاولة ترك مجال للأطراف الأخرى للرد بصورة منطقية.
١٠. محاولة وضع النفس مكان الطرف الآخر.

بعد سرد تلك النقاط أعلاه ٫ وجب التطرق للحوادث المؤسفة التي تحصل في الأرض المحتلة و ماذا يحصل في المنتديات من مشاكل:

من خلال بحثي في المنتديات في الفترة السابقة ٫ وجدت أن معظم المتحاورين يُركزون على حوادث فردية و طرح العناوين الرنانة التي تثير الناس. و عندما يتم طرح الموضوع للنقاش نجد أن كاتب الموضوع يسارع الى تكذيب مخالفين الرأي بدون محاولته للنقاش ٫ حتى لو إدعى عكس ذلك فإن نيته باتت واضحة للعيان ٫ من خلال طريقته الإستعراضية في تزيين الموضوع و تبهير الأحداث ٫ ثم لا يلبث الحوار أن يتحول الى شتائم و ألفاظ لا تليق بإنسان يدين بالإسلام. و بمجرد أن يزيد عدد المشاركين في الموضوع نجد أن الهدف الأساس من الموضوع قد ضاع و انقلب الى ثناء و قذف من مؤيد و معارض ٫ بشكل عنصري قبيح.

من الأهمية بمكان عند الحوار أن ننظر الى وعي الناس من منظور واسع ٫ و لا نقوم برميهم بالجهل لمجرد أنهم يخالفوننا الرأي ٫ وهذا للأسف ما حصل في الفتنة الأخيرة في الأرض المحتلة ٫ إذ أن الناس انقسموا الى فريقين.. المسلمين و الكفار !!!

بالطبع ٫ لا يوجد مسلم واحد يرضى على نفسه صفة الكفر ٫ فما بالكم عندما يقذفه خصمه بها؟

في النهاية ٫ لنا في الرسول صلى الله عليه و سلم القدوة الحسنة في أدب الحوار . مجرد قراءة سيرته العطرة ٫ تنير لمنا طريق حكمته كيف أن ديننا يأمرنا بالمجادلة بالتي هي أحسن.

دمتم بخير.