تابع : 10 , 11 , 12 :
10-الحب أو العِشق ليس عيبا إلا ...:
أولا- إذا كانت مقدماته أو أسبابه أو الطرق والوسائلوالأساليب التي جاء بها محرمة .
ومن أمثلة ذلك الرجل الذي يكثر من مخالطة النساء بدون ضرورة , أو الذي يتفرج على النساء كثيرا ولا يغض بصره إلا قليلا , أو الذي يكثر من الحديث مع النساء بدون ضرورة وفيما لا يُهم , أو الذي يعاكس النساء أو يغازلهن , أو الذي يتفرج على عورات النساء من خلال التلفزيون أو الكمبيوتر أو الفيديو أو ...هذا الرجل إذا أحبَّ أو عشقَ المرأةَ بسبب من ذلك كان حبُّه وعشقُه لها حراما , لأنه حبٌّ أو عشقٌ جاء بوسائل محرمة .
وما يُقال عن الرجل يُقال مثلُه عن المرأة .
ثانيا - وإلا إذا انساق وراءه الشخصُ وفعلَ مع منيحبُّ أو يعشقُ حراما.
ومن أمثلة ذلك إذا قبَّـل الرجلُ المرأة التي يحب أو يعشق , أو اختلى بها , أو قال لها ما لا يجوز إلا بين الرجل وزوجته فقط , أو رأى من جسدها غير الوجه والكفين , أو ...الخ...
وما يُقال عن الرجل يُقال مثلُه عن المرأة .
لكن حتى إذا كان الحب والعشق كله حلالا في حلال (أي إذا كانت أسبابه حلالاونتائجه حلالا) , فإن الرجل الذي لا يُبتلى به خيرٌ من الذي يبتلى بهِ :
* أماقبل الزواج فخوفا من أن لا تتيسر سبلُ الزواج بالمعشوق لسبب أو لآخر , فيعانيالعاشقُ عندئذ الأمَرَّيْن .
* * وأما بعد الزواج فخوفا من أن يُذِلُّ الزوجُ ( العاشقُ ) نفسَه لزوجته إلى درجة يبتغي معها مرضاتها بإسخاط الله رب العالمينوالعياذ بالله .
وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة : نقول بأن التي لم تبتلَ بالعشقخيرٌ ممن ابتُليت به .
والله أعلم بالصواب .
11– بين قول الكفر وقول الكلام البذيء الفاحش:
أولا : يجوز قول الكفر إن كان نقلا عن الغير , كأن نقول :
* قال فلان " الله غير موجود " .
* قال آخر " الله ليس قادرا على أن يحيي الموتى" .
* قال النصارى " الله واحد وثلاثة في نفس الوقت" .
* قالت اليهود " يد الله مغلولة " .
* قال خامس " الله رب في السماء فقط وهو ليس ربا في الأرض" .
* قالت اليهود والنصارى " نحن أبناء الله وأحباؤه " .
* قالت اليهود " عزير بن الله " , وقالت النصارى " المسيح بن الله " .
وهكذا ... كل هذا النقل عن الغير جائز لنا ومباحٌ وحلالٌ , وليس فيه أي حرج من الناحية الشرعية .
ومنه فقائل الكفر كما هو معروف ليس بكافـر .
ثانيا : وأما نقل الكلام البذيء والفاحش فلا يجوز ولو كان نقلا عن الغير . هذا لا يجوز , وهو حرام مهما كان نقلا عن الغير ومهما كانت نية الناقل حسنة وطيبة .
12 -بين المصافحة و" التسليم ": وأقصد بالتسليم هنا تقبيل الرجل للمرأة على وجهها كما يفعل
الناس مع بعضهم البعض بعد غياب طويل . والكلمة هنا هي بلهجة الجزائريين .
أما مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية عنه – عن طريق اليد- فهي مسألة خلافية من زمان , حيث قال فريق من العلماء بأن ذلك حرام ,وقال آخرون بأنه جائز , ولكل فريق أدلته القوية أو الضعيفة ,الراجحة أو المرجوحة. المهم أن المسألة خلافية وليست أصولية , ومنه فالمطلوب حيالها سعة الصدر وإيجاد العذر للمخالف , والله لن يُعذِّبَ بإذن الله أحدا من المسلمين على مسألة اختلف فيها الفقهاء .
هذا عن المصافحة وأما ما أسميتُه بـ" التسليم " فهو حرام , وهو غير جائز بلا خلاف بين الفقهاء . إذن لا يجوز لرجل أن يقبل وجه امرأة أجنبية عنه بمناسبة أو بدون مناسبة , بنية حسنة أو بنية سيئة : قُبلتين أو أكثر أو أقل . لا يجوز التسليم بدعوى أن المصافحة مسألة خلافية .
1-وإن قال شخصٌ بأن الامتناع عن التسليم الذي هو سائد في كثير من المجتمعات – خاصة بين الأقارب- صعبٌ , فإننا نقول له بأنه صعبٌ ولكنه ليس مستحيلا .
2- كما نقول له بأن الصعوبة لا تغير من أحكام الإسلام شيئا .
3-ولا ننسى بأن الأجر عند الله أكبر بإذن الله كلما ازدادت صعوبة الامتناع , والله لا يمل من إعطاء الأجر , حتى نمل نحن من الاجتهاد في الطاعة وفي تجنب المعصية .
4-وحكاية أن الرجل يضطر أحيانا إلى "التسليم" على النساء الأجنبيات , فهي غير صحيحة البتة .
نعم قد يجد المرءُ صعوبة في الامتناع عن التسليم , ولكن الأمر لن يصل – غالبا- بإذن الله إلى " الضرورات التي تبيح المحظورات " .
5- إذا فرضنا بأن الرجل في شركة أو مصنع أو إدارة أو...فُرض عليه أن يسلم على امرأة مسؤولة وإلا طُرد من العمل , أو فرضنا بأن الشابَّ في بيته فُرض عليه أن يُسلم على قريبته الأجنبية وإلا طرده أهلُه من البيت أو ...فإن التسليم هنا – بشكل خاص- يصبح بإذن الله ضرورة , و"الضرورات تبيح المحظورات". و" الضرورة تُقدر بقدرها ". وفي هذه الحالة يرتفع الحرج الشرعي بإذن الله عن الرجل. وما قلتُه عن الرجل يقال مثله عن المرأة .
6- الكثير من الناس يفهمون بأن المرأة الأجنبية هي فقط البعيدة عن العائلة , وهذا خطأ لأن الأجنبية في الشرع هي المرأة التي ليست بزوجة ولا محرم , وهي المرأة التي يجوز للرجل شرعا أن يتزوج منها أو بها , ولو كانت ابنة عم أو ابنة خال أو ...
والله ورسوله أعلم .
يتبع :
|