عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-06-2007, 05:17 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
Icon1 الصبر وضرورته في حياة المسلم

الصبر وضرورته في حياة المسلم
الحمد لله , وصلى الله وسلمَ على المُرسلِ رحمةً بالرحمةِ العظمى , وعلى آله وأصحابه الذين تأدبوا بآدابِه ,
وساروا في طريق صوابِه , ومن تبعَهم بإحسان , إلى يوم وضع الميزان..

أما بعد:

الصبر نعمة كبيرة على من يمن الله تعالى بها، وهو إما صبر على البلاء، أو صبر على الطاعة، والمسلم مأجور في كل الأحوال ما دام صابرا,وخُلُقَ الصبرِ من أعظمِ الأخلاقِ التي ربَّى الأنبياءُ أتباعَهم عليها, وقد حلاَّهُم المولى جل جلاله بها فكانوا قدوةً فيها, ولقد أثنى اللهُ تبارك وتعالى على أهليها, فقال سبحانه وتعالى في

كتابه في ذكرِ بعضِ أنبيائه (( انا وجدناه صابراً نعم العبد إنه اواب )) ولقد قال جل شأنه ))انما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب )).ولقد قال سبحانه وتعالى (( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الامور )) . ولقد قال نبيُّه المصطفى محمدٌ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (( والصبر ثوابه الجنة)) عندما ذكر فضل شهر رمضان فقال (( وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة)) . وكما قال تعالى في كتابه (( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار))

معنى الصبر

والصبرُ: حَملُ النفسِ على تَحَمُّل المشاقِّ وتَكلُّفِ المكروهاتِ لها , وتَرْكِ مَحبوباتٍ أو مألُوفاتٍ لها ليسَت في صالِحها تُردِيها أو تُهلِكُها أو تُضَيِّعُ و تُفَوِّت عليها خيرًا كبيرًا .. الصبر بهذا المعنى جندٌ من جنودِ العقل, تُضبَطُ به حركةُ الإنسانِ ، ويَقُومُ به ميزانُ الإنصافِ للناس , ويُوصِلُه ذلك إلى تركِ الانتصافِ للنفس, وهو وصفٌ مِن أوصافِ الكمال .. الصبرُ بهذا المعنى يحمل عليه حقائق الإيمانِ بالرحمنِ جل جلاله, والتصديق برِسالةِ نبيِّه المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم


أنواع الصبر




الصبر على الطاعة

فالمسلم يصبر على الطاعات؛ لأنها تحتاج إلى جهد وعزيمة لتأديتها في أوقاتها على خير وجه، والمحافظة عليها. يقول الله -تعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} [الكهف: 28]. ويقول تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} [طه: 132].

الصبر عن المعاصي

المسلم يقاوم المغريات التي تزين له المعصية، وهذا يحتاج إلى صبر عظيم، وإرادة قوية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:: (ما أُعْطِي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر)

[متفق عليه]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نَصَبٍ (تعب) ولا وَصَبٍ (مرض) ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكة يُشَاكُها إلا كفَّر الله بها من خطاياه) [متفق عليه

الصبر على بلاء الدنيا ونكبات الأيام

وهذا ما لا يخلو منه بر ولا فاجر، ولا مؤمن ولا كافر، ولا سيد ولا مسود، لأنه راجع إلى طبيعة الحياة، وطبيعة الإنسان، وما رأينا أحدًا يسلم من آلام النفس، وأسقام البدن، وفقدان الأحبة، وخسران المال، وإيذاء الناس، ومتاعب العيش، ومفاجآت الدهر. وهذا ما أقسم الله على وقوعه حين قال: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: -

ومما يعين المبتلى على الصبر أن يستعين بالله تعالى، ويلجأ إلى حماه، فيشعر بمعيته سبحانه، وأنه في حمايته ورعايته. ومن كان في حمى ربه فلن يضام.


وفي هذا يقول تعالى في خطاب المؤمنين: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 46).


وفي خطاب رسوله: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) (الطور: 48).


ومن كان بمعية الله مصحوبًا، وكان بعين الله ملحوظًا، فهو أهل لأن يتحملالمتاعب ويصبر على المكاره.

وإذا العناية لاحظتك عيونها نم، فالمخاوف كلهن أمان

واصطد بها العنقاء، فهي حبائل واقتد بها الجوزاء، فهي عنان

ولما هدد فرعون موسى عليه السلام وقومه، أن يقتل أبناءهم، ويستحيى نساءهم، مستخدمًا سيف القهر والجبروت، قال موسى لقومه (اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا) (الأعراف: 128).


ولعل حاجة الصابرين إلى الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه هي بعض أسرار اقتران الصبر بالتوكل على الله في آيات كثيرة مر بنا بعضها. مثل قوله تعالى: (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (النحل: 42)، وقوله على ألسنة الرسل: (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)

(إبراهيم: 12).

الصبر على المرض

إذا صبر المسلم على مرض ابتلاه الله به، كافأه الله عليه بأحسن الجزاء، قال صلى الله عليه وسلم: (من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده، وكتمها ولم يشْكُهَا إلى الناس، كان حقًّا على الله أن يغفر له).

وصبر المسلم على مرضه سبب في دخوله الجنة، فالسيدة أم زُفَر -رضي الله عنها- كانت مريضة بالصَّرَع، فطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها بالشفاء. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيكِ). فاختارت أن تصبر على مرضها ولها الجنة في الآخرة. [متفق عليه]. ويقول تعالى في الحديث القدسي: (إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه (عينيه) فصبر، عوضتُه منهما الجنة) [البخاري].

الصبر على المصائب

المسلم يصبر على ما يصيبه في ماله أو نفسه أو

أهله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صَفِيهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة) [البخاري]. وقد مرَّت أعرابية على بعض الناس، فوجدتهم يصرخون، فقالت: ما هذا؟ فقيل لها: مات لهم إنسان. فقالت: ما أراهم إلا من ربهم يستغيثون، وبقضائه يتبرمون (يضيقون)، وعن ثوابه يرغبون (يبتعدون).

وقال الإمام علي: إن صبرتَ جرى عليك القلم وأنتَ مأجور (لك أجر وثواب)، وإن جزعتَ جرى عليكَ القلم وأنت مأزور (عليك وزر وذنب).

الصبر على ضيق الحياة

المسلم يصبر على عسر الحياة وضيقها، ولا يشكو حاله إلا لربه، وله الأسوة والقدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين، فالسيدة عائشة -رضي الله عنها- تحكي أنه كان يمر الشهران الكاملان دون أن يوقَد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، وكانوا يعيشون على التمر والماء. [متفق عليه].

الصبر على أذى الناس

قال صلى الله عليه وسلم: (المسلم إذا كان مخالطًا الناس ويصبر على أذاهم، خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) [الترمذي].

الأمور التي تعين على الصبر:*


معرفة أن الحياة الدنيا زائلة لا دوام فيها* معرفة الإنسـان أنه ملْكُ لله -تعالى- أولا وأخيرًا، وأن مصيره إلى الله تعالى.

* التيقن بحسن الجزاء عند الله، وأن الصابرين ينتظرهم أحسن الجزاء من الله، قال تعالى: {ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}

[النحل: 96].

* اليقين بأن نصر الله قريب، وأن فرجه آتٍ، وأن بعد الضيق سعة، وأن بعد العسر يسرًا، وأن ما وعد الله به المبتلِين من الجزاء لابد أن يتحقق. قال تعالى: {فإن مع العسر يسرًا. إن مع العسر يسرًا} [الشرح: 5-6].

* الاستعانة بالله واللجوء إلى حماه، فيشعر المسلم الصابر بأن الله معه، وأنه في رعايته. قال الله -تعالى-: {واصبروا إن الله مع الصابرين} [الأنفال:

الاقتداء بأهل الصبر والعزائم، والتأمل في سير الصابرين وما لاقوه من ألوان البلاء والشدائد، وبخاصة أنبياء الله ورسله.

* الإيمان بقدر الله، وأن قضاءه نافذ لا محالة، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله

يسير . لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} [الحديد: 22-23].

وقد ورد في الاثر : (لمّا كان من امر اخوة يوسف ما كان كتب يعقوب عليه السلام الى يوسف عليه السلام وهو لا يعلم انه يوسف : بسم اللَّه الرحمن الرحيم من يعقوب اسرائيل اللَّه ابن اسحاق ذبيح اللَّه ابن ابراهيم خليل اللَّه عزّوجلّ الى عزيز آل فرعون سلام عليك. فانّي احمد اليك اللَّه الذي لا اله الا هو. امّا بعد : فانّا اهل بيت مولعة بنا اسباب البلاء : كان جدّي ابراهيم القي في النار في طاعة ربّه، فجعلها اللَّه - عزّوجلّ عليه بردا وسلاما، وامر جدّي ان يذبح ابي ففداه بما فداه به، وكان لي ابن وكان من اعزّ الناس عليّ ففقدته فاذهب حزني عليه نور بصري، وكان له اخ من امّه، فكنت اذا ذكرت المفقود ضممت اخاه هذا الى صدري، فاذهب عنّي بعض وجدي، وهو المحبوس عندك في السرقة، وانّي اشهدك انّي لم اسرق ولم الد سارقا. فلما قرا يوسف كتابه بكى، وكتب اليه : بسم اللَّه الرحمن الرحيم اصبر كما صبروا تظفر كما ظفروا. فلمّا انتهى الكتاب الى يعقوب قال : و اللَّه ما هذا بكلام الملوك والفراعنة، بل هو كلام الانبياء واولاد الانبياء، فحينئذٍ قال :يا بنيّ اذهبوا فتحسّسوا من يوسف).

عن عبداللَّه بن سنان واسحاق بن عمّار، عن الصادق عليه السلام قال : (قال رسول اللَّه صلى الله عليه واله : قال اللَّه عزّوجلّ : انّي جعلت الدنيا بين عبادي قرضا، فمَنْ اقرضني منها قرضا اعطيته بكلِّ واحدة عشرا الى سبع مئة ضعف وما شئتُ من ذلك. ومَنْ لم يقرضني منها قرضا فاخذت منه شيئا قسرا فصبر اعطيته ثلاث خصال، لو اعطيت واحدة منهنّ ملائكتي لرضوا بها منّي. قال : ثُمّ تلا ابو عبداللَّه عليه السلام قول اللَّه عزّوجلّ : الَّذِينَ اذا اصابتهُم مُصِيبَةٌ قَالُوا انّا للَّهِ وانّا اليهِ راجِعُون * اولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن ربِّهِمْ فهذه واحدة من ثلاث خصالورَحْمَةٌ ثنتان واولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدونَ ثلاث . ثُم قال ابو عبداللَّه‏عليه السلام : هذا لمن اخذ اللَّه منه شيئا قسرا).حديث صحيح


مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم على قبر، فرأى امرأة جالسة إلى جواره وهي تبكي على ولدها الذي مات، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقي الله واصبري). فقالت المرأة: إليك عني، فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي.

فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن المرأة تعرفه، فقال لها الناس: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسرعت المرأة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم تعتذر إليه، وتقول: لَمْ أعرفك. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) [متفق عليه]. أي يجب على الإنسان أن يصبر في بداية المصيبة.***

أسلم عمار بن ياسر وأبوه ياسر وأمه سمية -رضي الله عنهم- وعلم الكفار بإسلامهم، فأخذوهم جميعًا، وظلوا يعذبونهم عذابًا شديدًا، فلما مرَّ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، قال لهم: (صبرًا آل ياسر! فإن موعدكم الجنة)

وصبر آل ياسر، وتحملوا ما أصابهم من العذاب، حتى مات الأب والأم من شدة العذاب، واستشهد الابن بعد ذلك في إحدى المعارك؛ ليكونوا جميعًا من السابقين إلى الجنة، الضاربين أروع الأمثلة في الصبر وتحمل الأذى.].


وبعض العلماء صنف الصبر كما يلي

صبر لله

أي لا تبتغى إلا وجه الله فيه.

صبرمع لله

أي مع أوامر الله أي يقبل كل ما يرضى الله.

وصبر بالله

أي لتتيقن أن الصبر من الله وإن لم يصبره الله فلن يستطيع الصبر.


واستخرج العلماء أنواع الصبر من هذه الآية كما يلي


يا بني اقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن النكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الأمور


أقم الصلاة وأمر بالمعروف ( صبر على الطاعة ).

وانهَ عن المنكر ( صبر عن المعصية ).


واصبر على ما أصابك ( صبر على أقدار الله ).


يتبع
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.34 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.45%)]