
07-06-2007, 12:07 AM
|
 |
مراقبة سابقة
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 3,018
|
|
اقترب من الله
السلام عليكم:احبائى الكرام وجدت اليوم موضوع ارجوان ينال اعجابكم وتجدوا الافادة فيه وهو عن
افتقارك .. سر .. افتخارك
:
كلما استشعرتَ حقيقةَ افتقاركَ إلى اللهِ سبحانه
وشدةَ حاجتكَ إليهِ
شعوراً يملأُ عليكَ حنايا قلبكَ ، ويصبح هاجساً يشغلك في كل أوقاتك ، وحيثما كنتَ ..
فهناكَ تنهلّ على قلبكَ شوارقُ أنوارٍ تحسها إحساساً واضحاً لا لبسَ فيه ..

ولذا قالوا :
من أرادَ أن يغمرَ اللهُ قلبهُ بألوانِ العطاءِ ، فليتحققْ بالافتقار التام بين يدي الله سبحانه ..
فإنما الصدقاتُ للفقراءِ والمساكين ..فافهم ..!!

وقالوا :
من أرادَ ورودَ المواهبَ إليهِ .. فليحققِ الفقرَ والحاجةَ لديهِ ..
وفي الأثر الإلهي يقولُ الرب جل جلاله : أنا عند المنكسرة قلوبهم ..
وهو معنى عجيبٌ يلهبُ القلبَ الحيّ ويزلزله ، ليبقى في حالة انكسار مستمرٍ ،
ما دام هذا الانكسار ثمرته : أن يكون اللهُ جلّ في علاه قريبا منه ، حبيبا إليه ، لطيفاً به ..!!
وهناكَ معنى خفي عجيب آخر ..هذا المعنى يكمن في الحقيقة التالية :
كلما حققتَ افتقاركَ لله سبحانه ،، أغناكَ الله سبحانه من واسع كرمه ..!!

وكلما تحققتَ بروحِ الذلِ بينَ يديه ، ملأ قلبكَ بشعورِ العزةِ على الدنيا كلها وأهلها..!!
( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ )..
وللهِ در القائل : ... وأستعلي بإيماني على الدنيا وما فيها ..!!
هذه العزة إنما تتجلى بوضوح في كلّ قلبٍ ، استطاع صاحبه أن يذللـه بين يدي الله .
وعلى قدر قوة افتقاركَ وذلّك له سبحانه ، تكونُ قوةُ شعورك بهذه العزة ، المتكسبة من الله جل في علاه ..
وشيء آخر يُضاف إلى كل ما تقدم ..
أن الافتقارَ إلى الله في جوهرهِ ، إنما هو تحقيقٌ لروحِ العبودية لله سبحانه ،
وهل يريدُ الله منكَ ، إلا أن تتحققَ بمعانيَ العبوديةِ بين يديه في كل أوقاتك ..؟!!
وكلما كنتَ متحققاً بعبوديتك لهُ سبحانه ، على الوجه الذي يريد :
كانَ لك ، ومعكَ . حافظاً ومؤيداً ونصيرا ومعيناً ..
( قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى )..
(قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ )
( فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُ )
( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )..
والآيات كثيرة في كتاب الله ..
إنما يربيك الله سبحانه بها ، على هذا المعنى وأمثاله :
لتملأ قلبك ثقةً ويقيناً وإشراقاً وأنتَ تواجه طوفانَ فتنِ الحياةِ من حولكَ ..!!

و السجودَ أجلى مظهرٍ للافتقارِ بين يدي الله عز وجل :
فإنك في لحظةِ السجودِ تكونُ أقربَ ما تكونُ من الله سبحانه .. فافهم ..
في الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أقرب ما يكونُ العبدُ من ربه وهو ساجدٌ ، فأكثروا الدعاء" .. رواه مسلم
في هذا تعليم لنا أن نكونَ في حالة سجودٍ دائمٍ بين يدي الله ، لنكونَ في حالة قربٍ
من الله مستمر .. ومن كان مع الله في كل أنفاسه ، فلن يضيعهُ ، ولن يخيبه ..

سئل أحد العارفين : أيسجدُ القلب ؟
قال : نعم ،، سجدة لا يرفعُ رأسه منها أبداً ..!!
ولذا قالوا : من فهمَ سرّ السجود ، وذاقَ قلبهُ حلاوة الأنس فيه :
هذا الافتقار الذي تحققَ في سجودهِ ، وذاقَ حلاوته ، ، ليبقى في حالةِ قربٍ من ربه في ليله ونهاره ، وبهذا تهبّ على قلبه نسائمُ سماويةٌ ، ونفحاتٌ ربانية حيثما كان .
ومثل هذا الإنسان يصبحُ ويمسي وهو متميزٌ بلا شك .. أعني يصبحُ مباركاً أينما كان .
فاجهدْ جهدكَ لتتحققَ بفقركَ التام بين يدي الله ، على كل حالٍ تكونُ فيها ،
فمن تحقق بالافتقار إليهِ سبحانه ، أغناهُ الله بغير مال .. وأعزهُ الله بغير جاه ..
وهل هذا قليل ..؟!!

ولقد كان بعض الصالحين يكثر أنْ يقول في مناجاته :
اللهم أغننا بالافتقار إليك ، ولا تفقرنا بالاستغناء عنك ..
فالافتقار إليكَ وحدكَ ، هو عينُ الغنى بكَ .. والاستغناء عنكَ موتٌ محقق.. !!
منقوووووووووووووول
__________________
والله لو يمحو الزمان فضائلا
" 
|