[نور]

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

مشرفتنا الفاضلة راجية الشهادة
صاحبة المواضيع المميزة إجتماعياً التي تناقش بجدارة الحس بالمسؤولية تجاه المجتمع الإسلامي

بصراحة أرى حضرتك و مشرفنا الفاضل أبو سيف دوماً تبحرون بنا في المواضيع الإجتماعية الحساسة التي تهم العائلات العربية الإسلامية و تطور التربية والمبادئ الإسلامية فيها و الحرص على حسن التربية ، فبارك الله بحضرتكما و دمتما حصناً للتربية الإجتماعية الصحيحة و أكرمكما و الجميع بالذرية الصالحة و البنون الصالح الذي يتابع مسيرة أهله إن شاءالله.

طبعاً موضوعك يمس القيم والأخلاقيات ليس للتربية لأولادنا و حسب ، بل التربية الذاتية لأنفسنا أولاً ، كل شيء يجب أن ينبع منا قبل أن نكون قادرين أن نقدمه للغير

ففاقد الشيء لا يعطيه

لا أريد أن أطيل أكثر ، سأجيب بشكل مختصر على الأسئلة التي أوردتها حضرتك إن شاءالله



هل غرس القيم و الأخلاقيات أصبح من الرفاهيات و ليس أساسيات الحياة؟

في ظل الحياة المفتوحة ثقافياً ، أصبح هناك الكثير من القيم التي أصبحت ( تراث )
و أصبح بعض الناس خلال تربيتهم لأولادهم يشعرون أنها ( قيود ) تأخذ من وقتهم لمتابعة أولادهم ، و تحاصر أولادهم عن ( العولمة )
و هذا الموضوع الذي كان قد طرح من فترة من قبل مشرفنا الفاضل أبو سيف
و أنا أرى أن موضوع العولمة أصبح متداخلاً بشكل كبير في الكثير من (التربيات) المفروضة قسراً أو حتى إختياراً من الأهل

و لهذا وصفك أصبح من الرفاهيات ( قد يكون وصفاً دقيقا) فعلاً ، فكثير من القيم أصبحت ( دقة قديمة ) عند جيل الأهل هذه الأيام .


لمصلحة من تشويه الحس الجمالي اللغوي ؟

لمصلحة من ، لمصلحة الحياة المتسارعة التي تفرض علينا تربية محددة بتوجه محدد ، إلا من كان متفهماً للتربية الحياتية الصحيحة ، و من أراد أن يكسب أولاده فعلاً ، و من أراد أن ينطلق من ( أولادكم أمانة في أعناقكم ، فإرعوا حق أماناتكم )

و يبقى الحس اللغوي ، مهم جداً ، لأن لغتنا هي اللغة الراقية الجميلة ، العربية الفصحى ، لغة القرآن الكريم.

هل الرقى في التعامل وانتقاء الألفاظ أصبح شئ عفى عليه الزمان؟

بل أصبح نادراً لدى البعض ، الأهل يجب أن يتربوا على حسن التعامل ، حتى يكونوا قادرين على حسن توجيه أولادهم ، و بالتالي زرع هذه القيمة داخلهم ليتابعوا المسيرة بعدهم


هل الإلزام بأخلاقيات ومثل تربينا عليها أصبح نوع من القيد وكبت لحريات أبنائنا؟

بل أنا أراه أكثر حرية لأولادنا، فإن ربينا أولادنا على حسن التوجه الأدبي الأخلاقي ، بهذا نحن نحصنهم من أنفسهم و على أنفسهم و بتعاملهم مع غيرهم ، فإن ربينا أولادنا على حسن الأخلاق حفظنا لهم بعد ذلك حسن الحياة و الصدق و الصراحة بتوجهها الصحيح.

هل يجب ان أغير أخلاقيات المجتمع حتى استطيع ان انجح في تربية ابنتي؟

طبعاً لا ، بل يجب أن تصري وجميع الأهل على التربية الصحيحة أكثر ، والتمسك بالقيم والأخلاق أكثر ، حتى تفرض نفسها وسط تلك الشريحة التي تاهت عن نفسها و أخطأت في حق نفسها بالتربية ، في النهاية لا يصح الا الصحيح ، عليك أن تبرهني لأبنتك أن التربية الصحيحة هي القيم المثلى التي تساعدها أن تكون الفتاة الصالحة لتربي أجيالا صالحة لأمتنا الإسلامية الصحيحة.
في النهاية أقول أنه يجب أن نحترم أولادنا حتى يحترمنا أولادنا
يجب أن نتناقش معهم في أمورهم حتى يكونوا قادرين على أن يناقشوا الغير بالأفكار الصحيحة التي نزرعها فيهم
يحب أن نكون قدوة حسنة أمامهم ، فلا نطلب منهم ما نفعل عكسه ، يجب أن نكون مشعين أمامهم ، حتى نستطيع أن نضيء حولهم إن شاءالله كل القيم و الأخلاق الإسلامية و الخصال الحميدة

رائعة بمواضيعك مشرفتنا الفاضلة

تقبلي تحياتي و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة والسلام على رسول الله