[ابن حزم المصري]

بارك الله في الجميع وفي الأمر سعة للخلاف وتقبل وجهات النظر المختلفة

وأخي الحبيب بدر من المغرب

الذين سخروا لسليمان عليه السلام فهم الإنس والجن والحيوان والطير مصداقا لقوله تعالي
( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ))

أما الذين كانوا يعاقبوا ويعذبوا ليطيعوه في أمره كانو الشياطين لإنهم لم يكونوا ليتسخروا له برضاهم وطواعية

وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ



ويؤكد ذلك قوله تعالي
وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ

قال ابن كثير
وقوله " ومن الشياطين من يغوصون له " أي في الماء يستخرجون اللآلئ والجواهر وغير ذلك " ويعملون عملا دون ذلك " أي غير ذلك كما قال تعالى " والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد " وقوله " وكنا لهم حافظين " أي يحرسه الله أن يناله أحد من الشياطين بسوء بل كل في قبضته وتحت قهره لا يتجاسر أحد منهم على الدنو إليه والقرب منه بل هو يحكم فيهم إن شاء أطلق وإن شاء حبس منهم من يشاء ولهذا قال " وآخرين مقرنين في الأصفاد " .