عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-05-2007, 07:00 AM
الصورة الرمزية أبوسيف
أبوسيف أبوسيف غير متصل
مراقب سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: Twilight Zone
الجنس :
المشاركات: 3,457
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

بارك الله فيك أخي أبو إلياس على الموضوع الهام

لوحظ أخي الكريم أن هناك من الناس من يستغل هذا الأمر الذي شرحه إبن القيم رحمه الله ، في التعامل مع الجان و ما يُصاحب ذلك من دجلٍ و شعوذة ، و أكل مال الناس بالباطل ، حيث يقوم المشعوذ بالضحك على السُذّج من الناس بأن يورد لهم ما قيل في التقاء الأرواح ليُخبرهم ما سيحدث في المستقبل ، و الذي علمه عند الله سبحانه فقط.

لذلك إسمحلي أخي الكريم أن أضيف من عندي بعض ما تعلمته في هذا المجال ، لكي يتضح الأمر للقاريء ان شاءالله:

البرزخ في اللغة : الحاجز بين الشيئين.

قال في القاموس : الحاجز بين الشيئين ، ومن وقت الموت إلى القيامة ، ومن مات دخله ، انتهى .

فالبرزخ فترة زمنية تمر على كل ميت ، مسلم أو كافر ، صالح أو طالح ، ويجري خلالها فتنة القبر وهي سؤال الملكين ، ثم النعيم أو العذاب ، فالدور ثلاث : دار الدنيا ، ودار البرزخ ، ودار القرار .

والحياة في البرزخ مغايرة للحياة في الدنيا ، وللروح فيها تعلق بالبدن ، وإن فارقته في وقت ، ردت إليه في وقت آخر ، كوقت السؤال ، أو النعيم أو العذاب ، وعند سلام المسلم عليه ، ولا يعلم حقيقة هذه الحياة وكيفيتها إلا الله .

والحاصل أن المسلم العاصي وغيره لا بد أن يمر بمرحلة البرزخ ، وهو فيها إما منعم أو معذب حتى يبعثه الله .

فإن الروح لا تفارق جسد صاحبها إلا بأمر الله تعالى، فهو الذي خلقها، ولا يعلم كنهها إلا هو، كما قال تعالى: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) [الإسراء:85].

والروح لا تخرج من صاحبها إلا في حالتين بينهما الله تعالى في كتابه:
الحالة الأولى: عند النوم.
والحالية الثانية: عند الموت.

وهما المذكورتان في قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزمر:42].

وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ) [الأنعام:60].

شواهد هذه المسألة أكثر من أن يحصيها إلا الله تعالى، والحس الواقع من أعدل الشهود بها، فتلتقي أرواح الأحياء والأموات، كما تلتقي أرواح الأحياء.

وقال أيضاً: وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحي يرى الميت في منامه فيستخبره، ويخبره الميت بما لا يعلم الحي، فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل.

وقد ورد في تفسير آية سورة الزمر السابقة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فيتساءلون بينهم، فيمسك الله أرواح الموتى، ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها.

وعن السدي قال: يتوفاها في منامها، فيلتقي روح الحي وروح الميت، فيتذاكران ويتعارفان، قال: فترجع روح الحي إلى جسده في الدنيا إلى بقية أجلها، وتريد روح الميت أن ترجع إلى جسده فتحبس.

جزاك الله خيراً
__________________
.
.

لا اله إلا الله محمد رسول الله
.
.





.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.39 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (3.98%)]