السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
* مكانته في نظر معاصريه :
ولأبي حنيفة -رحمه الله- تأثير كبير فيمن عاصره،ونجد ذلك منثورا في طيات كلامهم عنه:
فنجد عبد الله بن المبارك يقول: لولا أن الله أعانني بأبي حنيفة وسفيان كنت كسائر الناس،وعنه قال:ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتا وحلما من أبي حنيفة،وقال أيضا كما في (تهذيب الكمال)أفقه الناس أبو حنيفة ثم قال:ما رأيت في الفقه مثله.
وقال أبو نعيم:كان أبو حنية صاحب غوص في المسائل.
وقال عبد الله بن داود الحربي: ينبغي للناس أن يدعوا في صلاتهم لأبي حنيفة لحفظه الفقه والسنة عليهم.وقال سفيان الثوري وابن المبارك كان أبو حنيفة أفقه أهل الأرض في زمانه.
ولما انتَقد أحد المثبطين القاسم بن معن في جلوسه مع صغار الطلبة بين يدي أبي حنيفة،قال القاسم ما جلس الناس إلى أحد أنفع من مجالسة أبي حنيفة وقال له تعال معي إليه فلما جاء إليه لزمه وقال ما رأيت مثل هذا.
وقال مكي بن إبراهيم: كان أعلم أهل زمانه وما رأيت في الكوفيين أروع منه.
وقال الإمام الشافعي :الناس عيال على أبي حنيفة.
* علاقته بالحكام :
ابتلي الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- بالسلطة السياسية في وقته فقد جربوا معه فتنة المال وفتنة السجن فلم يهتز أو يتأثر،قال عبد الله بن المبارك:ما رأيت أحدًا أورع من أبي حنيفة وقد جرب بالسياط الأموال.
وقد كان لأبي حنيفة مصادمات مع الولاة،فقد كان يرفض الأوامر الخاصة كتوليته القضاء،وقد روى من غير وجه أن الإمام أبو حنيفة رب غير مرة على أن يلي القضاء فلم يجب،فقد كان ابن هبيرة قد أراده على القضاء في الكوفة أيام مروان الجعدي فأبى فضربه مائة سوط وعشرة أسواط كل يوم عشرة،وأصر على الامتناع فخلى سبيله،وكان الإمام أحمد بن حنبل إذا ذكر ذلك ترحم عليه.
* محفزات الاستمرار:
من توفيق الله تعالى أن تهيأت للإمام -رحمه الله- أسباب لطلب العلم والاستمرار فيه،فمن تلك الأسباب: - وفقه الله تعالى للتعلم على يد حماد الفقيه وملازمته السنوات الطوال.
- استغناؤه بالتجارة عن الحاجة للولاة ومنتهم،قال الذهبي"كان لا يقبل جوائز السلطان بل يتجر ويتكسب،وفي شذرات الذهب:كان لا يقبل جوائز الدولة بل ينفق ويؤثر من كسبه،له دار كبيرة لعمل الخز وعنده صناع وأجراء رحمه الله.
- وهذا يدل على أنه لم تشغله التجارة عن العلم،بل يشرف على عملهم ويستعين باثقات في إدارة تجارته.
وفي الرؤى مبشرات للمؤمنين،فقد جاء عنه أن قال:رأيت رؤيا أفزعتني رأيت كأني أنبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم،فأتيت البصرة فأمرت رجلا يسأل محمد بن سيرين فسأله فقال:هذا رجل ينبش أخبار رسول الله صلى الله عله وسلم.
يتبع بإذن الله .........