يا الله !! فكيف بمن جاء عُمرُه كله وهو كذاب !؟
يحدثنا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في حديثه عن الشفاعة ... أن البشرية بعد طول وقفة يوم القيامة ... إنه يوم قاسٍ ... يقف الناس 50 ألف سنة حفاة عراة ، وتدنو الشمس من الرؤوس ، إنه يوم عصيب ، وفي ظل الألم الشديد يقول الكفرة : يا رب نجنا من هذا اليوم ، ولو إلى جهنم ! تذهب البشرية جميعاً إلى كل نبي ويقولون : اشفع لنا عند ربك أن يبدأ الحساب ، إلى أن ينتهوا عند النبي ( صلى الله عليه وسلم )، فيقول : " أنا لها أنا لها " ويسجد تحت العرش ويناديه الله سبحانه وتعالى ويقول له : يا محمد ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع .
الشاهد في حديث الشفاعة الشهير أن من بين الأنبياء الذين تذهب إليهم البشرية هو سيدنا إبراهيم (عليه السلام ) . فيقول : نفسي نفسي ، لست لها لست لها ، لقد كذبت ثلاث كذبات ( لا تتعجب )... إنها كانت تورية للحفاظ على الحق حينما قال : ( فعله كبيرهم هذا ) {الأنبياء : 63} ، ومع ذلك اعتبرها سيدنا إبراهيم كذبة .
سبحان الله !! فكيف بمن جاء عمره كله وهو كذاب ... إنها حساسية النفس المؤمنة ... وتخيّل هناك من يكذب الآن الكذبات ، ومع ذلك لا تستشعر نفسه خطورة ما وقع فيه . حقاً إن المؤمن يرى ذنوبه كالجبال ، أما المنافق فيرى ذنوبه كالذبابة .
قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ...
سبحان الله !! مُصِرّين على الكذب
يقول الله تبارك وتعالى : ( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ) { الأنعام :24} . انظر إلى أي ّحدبلغ الكذب ... يحلفون بالله أمام الله كذباً . فيقول الله : ( انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون ) { الأنعام : 24 } .
... يوم القيامة !! وتحاسب أمام الله !! ومع ذلك مصر على الكذب ...
( تذكر ميثاق الشرف الذي بينك وبين نفسك ) .