تقوية مناعة الفرد النفسية في الإسلام
يعتمد الأسلوب التربوي في الإسلام على ثلاثة مناحٍ:
المنحى الأول: هو تقوية الجانب الروحي في الإنسان عن طريق الإيمان بالله وتقواه.
المنحى الثاني: أداء العبادات المختلفة لتعزيز الجانب الروحي والصفاء النفسي.
المنحى الثالث: هو السيطرة على الدوافع الغريزية في الإنسان والتحكم بأهواء النفس التي تؤدي إلى المعاصي.
و ما يهمنا نحن الان هو المنحى التاني المتعلق باداء العبادات كطريق للسلام النفسي والشفاء
إن القيام بالعبادات المختلفة من صلاة وصيام وزكاة وحج تربي شخصية الإنسان وتزكي نفسه، وتجعله يتحلى بكثير من الصفات التي تعينه على تحمل أعباء الحياة، ونجد في بعض الآيات القرآنية ارتباط الصبر مع الصلاة؛(واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) فالصبر على تقلبات الحياة يساعد في تكوين الشخصية السوية التي تتمتع بالصحة النفسية.
ولا يقصد من العبادة شكلها وحركاتها الظاهرة "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له"
قوله سبحانه: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، ولا يمكن تصور أن خليفة الله هذا مقصور دوره على أداء الصلوات والشعائر فقط دون الوصول إلى الغايات التي أقيمت لها، ما يعني أن للعبادة معنى واسعًا وشاملا.
هذا المعنى الواسع الشامل من غاياته المقصودة تنقية النفس من شوائبها وتخليصها من أدرانها؛ فعندما يستشعر المرء معنى عبوديته لله سبحانه، ويدرك ضعفه ونقائصه، ويعلم أنه يشترك بهذه الصفة مع إخوانه من بني البشر، فإنه بذلك يستطيع أن يقيم جسور المودة بينه وبينهم، ويمد أواصر التعاون معهم، من دون تكبر من أحد على أحد، ومن دون تذلل من أحد لأحد، وهكذا يتحقق أمر الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: "وكونوا عباد الله إخوانا"، وبذلك يتحقق السلام النفسي والأمن المجتمعي في آن واحد.
إن عبادة الله تسكب على النفس شعورا بالرضا وهو دليل على الصحة النفسية، والصلاة هي الصلة الحقيقية بالله سبحانه، وهنا نفهم جيدًا ذلك السر الكامن في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وجُعلت قرة عيني في الصلاة". ومعنى حديث ابن تيمية رحمه الله عن تحصيل "لذة لو علمها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف".
لقد تحدث القرآن الكريم عن مفهوم "شفاء ما في الصدور" لكن هذا الشفاء لم يكن بعقاقير طبية ومعالجات كيماوية، بل بالقرآن والصلاة.
إننا نربط أنفسنا حين نصلي بالقوة العظمى التي تهيمن على الكون ونسألها ضارعين أن تمنحنا قبسًا منها نستعين به على معاناة الحياة، بل إن الضراعة وحدها كفيلة بأن تزيد قوتنا ونشاطنا، ولن تجد أحدًا تضرع إلى الله مرة إلا عادت عليه الضراعة بأحسن النتائج".
جزاك الله خير الجزاء اخي على الاقتراح الموفق
كتبه الله في ميزان حسناتك
اتمنى ان يلقى الاستحسان و المساهمة من باقي الاعضاء
و الله المعين