الرقيــــــــــــــــــــــة
قال الأب لويس معلوف اليسوعي:
’’ رقية: أن يستعان للحصول على أمر بقوى تفوق القوى الطبيعية في زعمهم أو وهمهم’’
و قال ’’ عوذه تعويذا: دعا له بالحفظ و قال له : أعيذك بالله ، رقاه’’.
هكذا يعتبر الأب لويس ’’ الرقية ’’ التي هي مشروعة عند المسلمين مجرد زعم أو وهم !!!
و بما أن الرقية بمثابة الإستعاذة بالله تعالى من كل سوء ، فإن الأب لويس معلوف ينسف ما تبقى
من عقيدة المسلم، لأن الإستعاذة بالله عز و جل هي طلب حماه و ذالك من المعلوم من الدين
بالضرورة و ليس مجرد اللجوء الى الله تعالى و طلب حماه من كل شر و سوء و كذالك من أنكر ذالك
أو أستهزأ بالامر كما فعل الأب لويس لما جعل الرقية و الاستعاذة مجرد مزاعم و أوهام!!!
فالمسلم مطالب بالإستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم و من التفاثات في العقد
و من شر حاسد إذا حسد و مطالب بأن يعيذ أبنائه و ذريته من ذالك و من كل مكروه هذا
ما تعلمناه منذ الصبا في كتاب الله تعالى.
قال الله عز و جل في سورة الأعراف:
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)
و في سورة النحل:
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)
و في سورة غافر:
إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)
و في سورة آل عمران على لسان أمرأة عمران:
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)
أما عند أهل اللغة ، فقد جاء في لسان العرب لابن منظور ’’قال ابن الأثير:
الرقية: العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى و لصرع و غير ذالك من الأفات
و قد جاء في بعض الأحاديث جوازها و في بعضها النهي عنها. و الأحاديث في القسمين
كثيرة .ووجه الجمع بينها أن الرقي يكره منها ما كان بغير اللسان العربي و بغير أسماء الله تعالى و صفاته و كلامه في كتبه المنزلة،و أن يعتقد أن الرقيا نافعة لا محالة فيتكل عليها و إياها أراد بقوله،
ما توكل من استرقى.
و لا يكره منها ماكان خلاف ذالك كالتعوذ بالقرآن و أسماء الله تعالى و الرقي المروية. و لذالك قال
صلى الله عليه و سلم للذي رقى بالقرآن و أخذ عليه أجرا:
من أخذ برقية باطل فقد أخد برقية حق.و كقوله في حديث جابر: أنه قال صلى الله
عليه و سلم قال: أعرضوها علي،فعرضناها فقال : لا بأس بها فإنها مواثيق.و كأنه
صلى الله عليه و سلم خاف أن يقع فيها شيء مما كانوا يتلفظون به و يعتقدونه من الشرك
في الجاهلية .و ما كان بغير اللسان العربي مما لا يعرف له ترجمة و لا يمكن الوقوف عليه،
فلا يجوز استعماله . و قد أمر صلى الله عليه و سلم غير واحد من أصحابه بالرقية و سمع بجماعة يرقون فلم
ينكر عليهم ’’
( مادة : رقا )