
27-03-2007, 03:31 PM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: Paris
الجنس :
المشاركات: 48
|
|
إعجاز السنة النبوية في العلاج بالقسط البحري
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : (لا تعذبواصبيانكم بالغمز وعليكم بالقسط ) رواه البخاري وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسولالله صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع في رأسه فلتأخذقسطاً فتحكه بماء ثم تسعطه إياه ) رواه أحمد وأصحاب السنن .
وعن عبد الله بنعباس رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أن النبي صلى الله عليهوسلم احتجم وأعطى الحجام أجره واستعط ) رواه البخاري ومسلم .
وعن ابن عباس أيضاًأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن خير ما تداويتم به السعوط ) رواهالترمذي
وقد روى الشيخان عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخلعلى عائشة (رضي الله عنه) وعندها صبي يسيل منخريه فقال : ما هذا ؟ فقالت : إنالعذرة . فقال: ويلكن لا تقتلن أولادكن أيما امرأة أصاب ولدها العذرة أو وجع فيرأسه فلتأخذ قسطاً هندياً فتلحكه ثم يسعط به ) فأمرت عائشة فصنعت به فبرئ .
وقدروى البخاري أن أم قيس بنت محصن الأسيدة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها قدأعلقت عليه من العذرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم علام تدغرن أولادكن بهذاالعلاق؟ عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب ) يريد الكست ..
وفي رواية أخرى للبخاري عن أم قيس بنت محصن أنها قالت : سمعت النبي صلى اللهعليه وسلم : " عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية : يستعط به من العذرةويُلد به من ذات الجنب " .
وفي رواية أخرى للبخاري عن أم قيس بنت محصن أنها قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعةأشفية : يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب).
قال ابن حجر في كتاب فتحالباري : والسعوط ما يجعل في الأنف مما يتداوي به وقوله : (استعط) : أي استعملالسعوط ، وهو أن يستلقي على ظهره وجعل ما بين كتفيه يرفعهما لينحدر رأسه ويقطر فيأنفه ماء أو دهناً فيه دواء (ينطبق بلعومة الخلفي )لاستخراج ما فيه من الداءبالعطاس . والعذرة (بضم العين ) وجع في الحلق يهيج من الدم ، وتسميها العامة بناتالأذن .
وهذا التفسير يوافق في الطب أمراض الحلق التي تترافق باحتقان دموي سواءأكان التهاب لوزات أو التهاب لهاة أم التهاب بلعوم . وكان نساء المدينة وما يزالنساؤنا حتى اليوم يلجأن إلى معالجة العذرة بالأصابع أو غمز الحلق بها .
والإعلاق في اللغة أيضاً الدغر وتعني غمز العذرة بالأصابع .
وقد يلجأن إلىإدخال فتيل من خرقة في أنف المريض فيطعن به البلعوم الأنفي فينفجر من الدم . ويقالعذرت المرأة الصبي إذا غمزت أو أعلقت حلقه من العذرة .
ومن توجيهات النبي صلىالله[1] عليه وسلم في هذا المجال أن نبه إلى وجوب تجنب الخطأ في بعض المعالجاتالشعبية والتي لا تستند إلى أساس علمي فنهى النساء عن مثل هذه المعالجة القاسيةوالمؤذية أحياناً مقدماً لهن العلاج الأمثل في هذه الحالة وهو القسط . قوله (ويلدمن ذات الجنب) يعني يسقاه في أحد شقي فمه وهو تنبيه إلى طريقة لسقي المريض دواءعندما لا يتمكن من الجلوس أو من تناوله بيده أو عندما يثير ذلك ألماً شديداً لديه،واللدود ما يسقي الإنسان في أحد شقي الفم، أخذ من لديدي الوادي وهما جانباه واللدود (بضم اللام ) الفعل . فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليهوسلم قال : (خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشي ) رواه الترمذي .
وروى زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تداووا من ذات الجنببالقسط البحري والزيت ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
ولقد ذكر ابن سينا فيمعالجة سقوط اللهاة القسط مع الشب اليماني وزر الورد ، وسقوط اللهاة هو ضخامتهاالمتأتية عن التهابها .
وقال الموفق البغدادي[2] في كتابه الطب من الكتاب والسنة (وذات الجنب قسمان : حقيقي وهو ورم حاد يعرض في الغشاء المستبطن للأعضاء، وغيرحقيقي وهو ما يعرض في نواحي الجنب من رياح غليظة تحتقن بين الصفاقات، إلا أن الوجعفي هذا القسم ممدود وفي الحقيقة ناخس ).
وقال الدكتور عبد المعطي القلعجي [3]معلقاً : تنطبق هذه العلامات على التهاب الغشاء المبطن للرئة Pleurisy الذييترافق بألم حاد شديد يتفاقم مع التنفس العميق أو السعال بالإضافة إلى سعال جافوأرتفاع حرارة وإنهاك القوى العامة وقد يتجمع في الغشاء سوائل في بعض الحالات . ويرى الدكتور محمد ناظم النسيمي أن ذات الجنب الواردة في الأحاديث هي الألم الجنبيالناتج غالباً عن البرد أو الرثية (الروماتيزم ).
وذكر الكحال ابن طرخان [4]طريقة المعالجة بالقسط للألم الجنبي فقال: يدق القسط ناعماً ويخلط بالزيت المسخندون غلي أو قلي ويدلك به مكان الألم ويلعق .
أما ابن القيم [5]فقد أكد هذاالمعنى بقوله : (والعلاج الموجود في الحديث عن آفة في المصدر تنجم عن ريح غليظة فإنالقسط بالبحري إذا دق ناعماً وخلط بالزيت المسخن ودلك به مكان الريح المذكور أو لعقكان دواء موافقاً لذلك نافعاً له محلاً لمادته مذهباً لها ، مقوياً للأعضاءالباطنية ).
قوله صلى الله عليه وسلم فإن فيه سبعة أشفية)قال البخاري : قالالراوي : فسمعت الزهري يقول : بين لنا اثنتين ولم يبين لنا خمسة .وقال ابن حجر : كذا وقع الاختصار في الحديث عن السبعة على اثنين، فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصرهالراوي أو اقتصر على الاثنين لوجودها حينئذ دون غيرها.
وقد ذكر الأطباء منمنافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل ديدان الأمعاء ويدفع السم وحمى الربعوالورد ويسخن المعدة ويحرك شهوة الجماع ويذهب الكلف طلاء.
وعن أنس رضي الله عنهقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسطالبحري ) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .
قال الموفق البغدادي (وفي جمعهصلى الله عليه وسلم بين الحجامة والقسط سر لطيف وهو أنه إذا طلي به شرط الحجامة لميتخلف في الجلد أثر المشاريط وهذا من غرائب الطب فإن هذه الآثار إذا نبتت في الجلدقد يتوهم من رآها أنها بهق أو برق والطباع تنفر من هذه الآثار فحيث علم ذلك معالحجامة ما يؤمن من ذلك .
والقسط قد جعله النبي صلى الله عليه وسلم أمثل مايتداوى به لكثرة منافعه، ينفع الفالج ويحرك الباه وهو ترياق لسم الأفاعي ، واشتمامهعلى الزكام يذهبه ، ودهنه ينفع وجع الظهر).
قال ابن حجر : ويحتمل أن تكونالسبعة أصول التداوي بها لأنها إما طلاءٌ أو شرابٌ أو تكميدٌ أو تقطيرٌ أو تبخيرٌأو سعوطٌ أو لدود . فالطلاء يدخل ويجعل في عسل أو ماء وغيرها . وكذا التقطيروالسعوط يسحق في زيت ويقطر في الأنف والدهن والتبخر واضح . وتحت كل واحدة من السبعةمنافع لأدواء مختلفة ولا يستغرب ذلك ممن أوتي جوامع الكلم .
وخلاصة ما كتبه شراحالحديث [6]أن نبات القسط الموصوف في السنة ، نبات يعيش في الهند وخاصة في كشمير وفيالصين وتستعمل قشور جذوره التي قد تكون بيضاء أو سوداء، وكان التجار العرب يجلبونهاإلى الجزيرة العربية عن طريق البحر لذا سميت القسط البحري، كما كان يسمى بالقسطالهندي .
وقد يدعى الأبيض بالقسط البحري والأسود بالهندي كما ورد في السنةباسم العود الهندي كمترادفات، إلا أنه من غير شك غير العود الهندي الذي يتخذ فيالبخور وله نفس الاسم مع أنهما نباتان مختلفان .
وقال البخاري تحت باب السعوطبالقسط الهندي والبحري وهو الكست (بالقاف والكاف) مثل كافور وقافور وكشت وقشطت .
قال ابن القيم : القسط نوعان : أبيض يقال له البحري وأسود هو الهندي وهوأشدهما حرارة والأبيض ألينهما ومنافعهما كثيرة : ينشفان البلغم قاطعان للزكام، وإذاشربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة وقطعاً وجع الجنب ونفعاً من السموم وإذا طلي الوجهبمعجونه مع الماء والعسل قلع الكلف .
أما الدكتور أحمد الرشيدي (1) فقد ذكر أنللقسط Costus نحواً من 15 صنفاً وأن الأصلي منه هو القسط الجميل C.Speciosus ومأواهالهند ، ومن أنواعه القسط العربي C.Arabicus
وذكر أن ابن سينا نقل عنديسقوريدس بأن القسط ثلاثة أنواع : صنف أبيض خفيف عطري هوالقسط العربي أو البحري ،وصنف أسود خفيف غليظ قليل العطرية هو الهندي، وصنف ثالث ثقيل يشبه خشب البقس،رائحته ساطعة هو القسط الشامي.
وينقل عن الدكتور ميره قوله أننا إذا جرينا علىكلام المؤلفين نسبنا الجذر الذي يسمى عندنا الآن بالقسط العربي للقسط الجميل وهوأبيض فطري مائي عذب الطعم يقرب قليلاً لرائحة الزنجبيل، وهذا يوافق أيضاً ما يسمىبالقسط الحلو C.Duleis.
يتبع بحول الله.
|