عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-03-2007, 05:30 AM
الصورة الرمزية جمال الشرباتي
جمال الشرباتي جمال الشرباتي غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
مكان الإقامة: القدس
الجنس :
المشاركات: 255
الدولة : Jordan
افتراضي وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

السلام عليكم
في العديد من الآيات توجد عبارة تذييل هي ( وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) كما في قوله ( وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ويوجد سبب لتقديم كلمة "خبير" على " بِمَا تَعْمَلُونَ " وهو أنّ الأعمال التي طلبها في السّياق فيها معاني الإسرار والنيّات في الأعمال كما الصلاة التي هي علاقة بين العبد وربّه فلا يعلم ما خفي فيها إلّا هو فقد يصلّي أمام النّاس نفاقا--والزكاة كذلك---والطّاعة لله ورسوله كذلك--
فهي أعمال قلبيّة يلزم أن يشعرهم بأنّه عزّ وجلّ خبير بصدق أو عدم صدق توجههم إزاءها--فاقتضى تقديم " خبير " على "ما تعملون"
وقد قال الطبري في تفسير الآية المذكورة آنفا "وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَاَللَّه ذُو خِبْرَة وَعِلْم بِأَعْمَالِكُمْ , وَهُوَ مُحْصِيهَا عَلَيْكُمْ لِيُجَازِيَكُمْ بِهَا ."

أمّا عبارة التذييل (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) كما في قوله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "
فإنّ الأعمال المذكورة فيها المهم فيها العمل لا النيّة فالإفساح في المجلس عمل مطلوب لا يسأل عن نيّة فاعله--لذلك اقتضى تقديم الأهم ليناسب السياق فقدّم "بما تعملون " على "خبير"
وقد نضيف شيئا ثانويا وهو ضرورة مراعاة فاصلة الآيات يؤدي أحيانا لتقديم وتأخير.
قال الطبري في تفسيرها"وَقَوْله : { وَاَللَّه بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَاَللَّه بِأَعْمَالِكُمْ أَيّهَا النَّاس ذُو خِبْرَة , لَا يَخْفَى عَلَيْهِ الْمُطِيع مِنْكُمْ رَبّه مِنْ الْعَاصِي , وَهُوَ مُجَازٍ جَمِيعكُمْ بِعَمَلِهِ الْمُحْسِن بِإِحْسَانِهِ , وَالْمُسِيء بِاَلَّذِي هُوَ أَهْله , أَوْ يَعْفُو "
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 13.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.27 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.37%)]