الموضوع: عولمة الطفولة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-03-2007, 12:47 PM
الصورة الرمزية أبوسيف
أبوسيف أبوسيف غير متصل
مراقب سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: Twilight Zone
الجنس :
المشاركات: 3,457
73 73 عولمة الطفولة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

موضوع عولمة الطفولة كان له صدىً كبير في نفسي ، جعلني أفكر كيف أن مستقبل أطفالي سيكون بيد أناس يدعون لشمولية الفكر و التقاليد و العادات و حتى التربية.

كلمة (شمولية) هنا بالتأكيد لا أقصد بها أمراً طيباً !

عولمة الطفولة تبدأ مع الغزو الفكري و الثقافي و الرسائل المبطنة في وسائل الإعلام و التي من أهمها التلفزيون.

عوامل التأثير على الطفل من الممكن اجمالها بالنقاط التالية:

1. البيت: الأم و الأب و الجيران يقومون بغرس الصفات الطيبة في الطفل منذ بداياته الأولى في هذه الدنيا.

2. الحضانة: أولى الخطوات الى عولمة الطفولة ! تقوم المسؤلة عن الحضانة بوضع الطفل أمام جهاز التلفزيون و تُشغّل له أفلام فيديو معظمها من انتاج ديزني وورلد.

3. المدرسة: طبعاً من دواعي الوجاهة ، أن يتم إدخال الطفل الى مدارس لغات ، و التي هي بالطبع مختلطة و تحمل الطابع الغربي في أساليب التعليم و حرية الرأي و الفكر و العلمانية !!

4. يعود الطفل كل يوم بعد المدرسة و يبدأ التلقين اليومي من التلفزيون ، و الذي تحتوي قنواته الفضائية اليوم على العديد من البرامج التي تحمل الغث و السمين معاً.

5. من الصعب على الأبوان متابعة كل ما يشاهد طفلهما على التلفزيون ، لأنه ببساطة لديهم ثقة كاملة بأن هذه برامج أطفال و لا يمكن أن تسبب الأذى أبداً.

الآن ، يكبر الطفل و تكبر معه أفكاره المتحررة و التي تدعوه الى العلمانية في كل نواحي الحياة ، و بالطبع رسالة العولمة الأولى سيتم تطبيقها فور تخرجه من الجامعة و انخراطه في ميدان العمل.

لماذا تم التركيز على التلفزيون عند ذكر العولمة؟

سأورد مثالاً هنا ، و هو أن مصانع تقنيات المعلومات في silicon vally في أمريكا ، تستقطب عباقرة الإلكترونيات من منطقة حيدر أباد الفقيرة نسبياً في الهند. يستقبلونهم في المطارات في أمريكا و يأخذونهم الى ما يشبه المخيمات ، و يزودونهم بكل ما يريدون من اكلٍ و شرابٍ و فراشٍ وثير ، و يطلبون منهم أن يتابعوا برامج تلفزيونية منتقاة لمدة شهر كامل .. لا يفعلون شيئاً سوى مشاهدة برامج أوبرا وينفري و أفلام الأكشن و غيره الكثير (و هذه كلها موجودة الآن في باقة محطات مشهورة لدينا نحن العرب!!) ، و من ثم يطلقونهم في السوق ، لأنهم يكونون قد تشبعّوا الثقافة الأمريكية بالكامل ، و هو ما يُدعى بعولمة ال fast food ، أي عولمة سريعة.

اذن ما المطلوب و ماذا نفعل؟

في إعتقادي أن اللغة العربية ، لغة القرآن ، هي من أهم المداخل لمحاربة العولمة ، لأن بها الهوية العربية الإسلامية ، التي ستشكل رأس الحربة في مواجهة مخاطر العولمة على أطفالنا في المستقبل.

أقول اللغة ، لأن الناظر الى ما يحدث على الساحة التعليمية الآن ، يعرف يقيناً أن العولمة أصبحت شر لا بد منه ، و خصوصاً بعد تغيير المناهج التعليمية لكي تصبح (صالحة) أكثر للدراسة !!

يجب علينا تنمية الإعتزاز بهذه الهوية و جعلها أمرٌ لا يُشكّل مصدر حرج و غرس القيم النبيلة في أطفالنا و إفهامهم معنى العولمة و خطورتها بتصرفاتنا أمامهم و مراقبتهم دائماً.

الله المستعان دائماً.
__________________
.
.

لا اله إلا الله محمد رسول الله
.
.





.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.25 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (4.01%)]