أخي الفاضل هناك فارق شاسع بين التفكير ومحاولة الوصول إلى افتراضات ووجهات نظر، وبين الإقرار بحقيقة ما
وإن الانحصار في نطاق ظاهر النص بدون الاجتهاد ومحاولة اكتشاف ما وراءه من دلالات ومعاني هو غلق لباب التدبر الذي أمر به الله تبارك وتعالى
أما البحث عن الأدلة الصحيحة الصريحة الواضحة الجلية ورفض ما عداها من استنباطات هو تعطيل لتدبر معنى ودلالات النص، ولو التزمنا بمنهجك هذا فالموضوع برمته مجرد خرافة لا دليل عليها، ولا يصح نشره حسب شروطك، فهل لديك دليل صريح فيما طرحته؟ فإن لم يكن فشرطك لا وظيفة رئيسية له هنا إلا في حالة الإقرار بنتائج محددة
ولا تنسى أنك صاحب الموضوع أصلا، وأنت الذي طرح الفكرة بناء على محاولة لاختراق ظاهر النص والوصول إلى دلالاته، خاصة وأنك استشهدت بكلام ساحر تائب
إذا أنت لا تعترض على محاولة البحث والتفكر والتدبر وما نصل إليه من نتائج
لذلك لا تتجاوز في حمل كلامي عن محمل التنظير لا التقعيد والإقرار فأنا لا اقر إلا بما يحمله النص من معنى
فأنا مجرد طارح لأسئلة واستنتاجات اثارتها كتابتك لهذا الموضوع
أما عن عجز البشر في صنع بعض الأشياء فهذا أمر قائم بدليل أن الجن بنوا لسليمان عليه السلام مشيدات، ولو كانت مجرد مشيدات عادية جدا لما كلفهم بعمل شيء يمكن أن يقوم به احد من البشر
فليس كل شيء يمكن للبشر عمله وإلا لما اختص الله الجن بقدرات تواترت الأدلة على أنها أعلى من قدرات البشر قصة حمل عرش بلقيس والوسوسة وتصوير المنامات فهذه جملة قدرات يعجر البشر عن الإتيان بها
__________________
موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي للباحث (بهاء الدين شلبي)
|