عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-11-2005, 03:13 PM
عاشق احمد شوبير عاشق احمد شوبير غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
مكان الإقامة: ¨°o.O ( مصر أم الدنيا) O.o°¨
الجنس :
المشاركات: 218
افتراضي حــــــدوتة مصــرية ( الجزء الثاني ) !!!

مع الجزء الثاني من حدوتة مصـــرية .... " عيش صباحك مع المواطن الضاحك " !!


صحى المواطن من النوم و كعادته فتح الراديو فسمع المذيع يقول (( عيش صباحك ))
فقال كعادة المصريين : يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم اصطبحنا و صبح الملك لله ..

و حينما هم للذهاب الى الحمام سمع اعلان فى الراديو تقول فيه احد الفتيات : (( تحب تقضى اجازتك فين ؟ .. شرم الشيخ .. قبرص .. تركيا .. ايطاليا .. تمتع بأحلى الرحلات مع شركه (...) للطيران .. احجز تذكرتك الان ))..

فضحك بشدة من تلك الفتاة التى تتحدث بتلقائية شديدة و كأن السفر الى تلك البلاد شىء عادى و موفور لكل مواطن..

و ما زاد من ضحكه انه تخيل انه فجأة توافر لديه المال ..

و ذهب بالفعل الى احد شركات الطيران وحجز تذاكر لقضاء العطلة الصيفية - على سواحل قبرص او تركيا - هو و اولاده و زوجته التى عاشت معه افقر ايام حياته..

و بعد ذلك يعود الى البيت ليفاجىء زوجته بهذة الرحلة المدهشة و هو يقول لها على طريقة سعيد صالح فى مسرحية العيال كبرت : (( لقد حجزت لك تذ .. تذ .. تذكر .. تذ .. تت .. تتذكرتين .. تذكرتين ))! ..

و ظل يضحك بشدة .. فهو لم يمسك فى حياته الا تذكرة الاتوبيس !


*****************

غادر المواطن بيته و ذهب الى محطة الاتوبيس فجاء اتوبيس محملا ً بمئات البشر و هم ( متشعلقين ) و ممسكين فى بعضهم حتى لا يقع احد فضحك المواطن بشدة من هذا المنظر المعبر الذى يعبر عن التضامن الوطنى ..

و حينما هم لعبور الشارع حتى يركب او بالاصح يتشعلق .. مرّت سيارة فارهة بسرعه شديدة كادت ان تدهسه فتوقف سائقها و قال له : مش تفتّح يا حمار ! .. ضحك المواطن مندهشا ً لان السائق هو الذى كان سيقتله و رغم ذلك يسبه مع ان المفروض هو العكس و ازداد فى ضحكه حينما رأى السائق .. فهو شاب لم يتعدى السابعة عشرة من عمره !

المهم اتشعلق المواطن و هو محاط برفاقه فى المعاناه والغريب فى الامر انهم سعداء و الابتسامه لا تفارق شفاههم لعدة اسباب :

اولا - انهم فى ( الطراوة ) بعيد عن خنقة الاتوبيس
ثانيا - انهم لن يدفعوا التذكرة لبعدهم عن الكمسرى
ثالثا - انهم اعتادوا على وضعهم هذا و ان امرهم لن يتحسن رغم وعود وزير النقل و المواصلات بتوفير اتوبيسات جديدة ( و اتضح انه يقصد الاتوبيسات ام 2 جنية .. اقرأ حدوتة مصرية - الجزء الاول )

كان من ضمن المتشعلقين شاب فى منتصف العمر يرتدى بذلة انيقة وشعره معمول بالجيل و العطر يفوح منه ، فتعجب المواطن منه ودار بينهم هذا الحوار الذى بدأه المواطن :

- سبحان الله !

- اشمعنى ؟!

- شكلك ( نضيف ) و ( ابن ناس ) ومش وّش بهدلة .. ايه اللى مشعلقك فى الاتوبيس ده ؟

- ماهو اللى ميعرفش يقول عدس !

- اصل انت شكلك مش وش اتوبيسات الصراحة

- يا عم قول يا باسط ! .. ميغركش شكلى .. ده منظر بس علشان الشغل بتاعى فى مكان نضيف !

- يعنى على كده انت المفروض بتقبض كويس ، ايه اللى راميك على بهدلة الاتوبيسات ؟ .. ما تاخدلك تاكسى احسنلك يا ابن الناس و خليك نزيه !

- ماهو انا لو قعدت ابعزأ فلوسى على التاكسيات ، مش هيتبقى من المرتب حاجة .. هتجوز ازاى ؟!

- الله ؟! .. هو انت عاوز تتجوز ؟؟؟؟؟؟!!!

- آه .. وبكوّن فى المهر

- و تجيب عيال ؟؟؟؟؟!!!

- آه طبعا

- يابنى حرام عليك .. هى البلد ناقصه فقرا .. متبهدلش بنات الناس معاك و تجيب عيال يورثوا الفقر من بعدك !

- هنعيش على ادنا

- بتهيألك !

- بس انا وعدتها بالجواز و بعدين هى بتحبنى

- يا ابنى انت متعرفش المثل اللى بيقول : ان دخل الفقر من الباب .. هرب الحب من الشباك !

-بالحب هنتحمل ظروف الحياة .. و هتعيش معايا على الحلوة و المرّة !

ضحك المواطن و تذكر حينما ارتبط بزوجته بعد قصة حب عنيفة قرروا بعدها الارتباط مهما كانت الظروف .. و بعد شهور قليلة طلبت زوجته الطلاق لانها لم تعد تتحمل مشاق الحياة و رغم ذلك عاشت معه لكن كارهة له و للحياة معه ، و قال له : ما انا كنت بقول زيك كده برضه !


****************

استمر الاتوبيس فى السير .. و فجأة انحرف الاتوبيس يسارا عند احد المنحنيات فوقع المواطن و صدمته سيارة مسرعة فى الشارع .. و استمر الاتوبيس فى سيره دون ان يشعر به احد الا ( المتشعلقين ) الذين نظروا اليه فى أسى دون ان يتحركوا من اماكنهم و كأنهم اعتادوا على هذا المنظر ، و قال الشاب الانيق فى هدوء حزين : سلام يا صاحبى !

و المفارقة فى الامر ان السيارة التى دهسته كانت سيارة الشاب الغنى الصغير الذى شتمه بعد ان كاد يصدمه عند المحطه !

سال المواطن فى دمه و هرب الشاب بسيارته ( فى مشهد يتكرر كثيرا فى بلادنا )

اتجمعوا ولاد الحلال و طلبوا الاسعاف التى قامت بدورها بنقله الى احد المستشفيات القريبة .. وكانت مستشفى استثمارية

اصيب المواطن ببعض الكسور فى قدمه و يده و جرح فى رأسه و كدمات فى باقى جسده ، وبعد ما فاق و استرد وعيه دخل عليه الطبيب قائلا له :
- حمد الله على السلامة

- الله يسلمك

- حضرتك هتدفع حساب المستشفى كاش و لا بشيك و لا بالكريديت كارد ؟

(( ضحك المواطن حتى كاد ان يغمى عليه ، وقال له فى ثقة : انا مدفعش غير كاش طبعا ً ! ))

نظر الطبيب الى الورقة المدونة فيها الحساب و هو يقول فى صوت خافض : أجرة الاوضة .. أشعة .. تجبير .. دواء .. اسعاف .. تمريض .. اه الحساب سيادتك 4 الاف جنية

صمت المواطن لحظات و هو مصدوم ، ثم انفجر يضحك حتى دمعت عيناه و قال : معلش .. معييش فكة .. و نسيت دفتر الشيكات فى البيت !

و ظل يضحك .. و يضحك .. و يضحك .. الى ان احتبست أنفاسه و وافته المنية و مات !

*******************

تجمع الاطباء والممرضات لينقذوه دون جدوى .. و فتش طبيب الحسابات جيوبه فلم يجد فيها الا 75 قرش و بطاقة شخصية مقطعه !

ظلوا يبحثوا عن عنوانه حتى وجدوه و اتصلوا بزوجته التى حضرت مسرعة و نظرت الى زوجها و ودعته الوداع الاخير .. فجاء اليها مسئول الحسابات و دار بينهم هذا الجديث :

- البقية فى حياتك يا مدام

فقالت الزوجة و هى تصرخ : اااااااه يا حبيبى .. منه لله اللى كان السبب .. ربنا على المفترى و ابن الحرام .. هعمل ايه من بعدك يا حبيبى !

- ربنا يصبرك يا مدام بس احنا عاوزين حساب المستشفى
- اه ياخويا .. حقكوا .. ألا هو كام ؟
- 4 الاف جنية ، و تعاطفا من ادارة المستشفى مع زوجك المتوفى عملنا تخفيض 10% .. و بكده يكون الحساب 3600 جنية بس !
- كاااااااااااااام ؟؟؟؟!!!!
- 3600 جنية
- بس ؟؟؟؟؟!!

وهنا تحولت الزوجة من حالة الحزن و البكاء و الصريخ و ظلت تضحك بشدة كما كان زوجها المواطن يضحك دائما

فقال لها المسئول بامتعاض : على فكرة ، احنا مش هنديكوا تصريح الدفن و لا هنسلمك الجثة الا لما تدفعوا الحساب !

استمرت الزوجة فى الضحك و قالت : خدوه .. خلوه عندكوا .. بلوه و اشربوا ميّته !

و ادارت ظهرها للمسئول و غادرت المكان و هى تضحك بشدة !

***************

ظلت جثة المواطن موجوده فى مشرحة المستشفى عدة شهور .. و احتاروا فى امرها الا ان اشترتها ادارة احد كليات الطب ب 10 الاف جنية ليدرس عليها طلاب الكلية فى معمل التشريح !




- انتهت الحدوتة ! -



قريباً الجزء الثالث
__________________
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]