
08-03-2007, 07:52 PM
|
 |
ماجستير في تفسير القرآن وعلومه
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2007
مكان الإقامة: الأردن
الجنس :
المشاركات: 35
الدولة :
|
|
لطيفة في إيجاز الحذف
{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء:9]
معنى الآية ـ بإجمال ـ إن هذا القرآن الذي أنزل على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يهدي كل الناس إلى الخصال التي هي أقوم، وإلى الطريقة التي هي أعدل طريقة وأقومها، وأوضح السبل وأبينها، وإلى خيري الدنيا والآخرة.
من لطائف الآية الكريمة أن فيها محذوفاً، فقوله تعالى: (لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) صفة لمحذوف، أي: للطريقة التي هي أقوم، أو للملة، أو للحالة، وكان في هذا الحذف إيجاز من جهة وتفخيم من جهة أخرى، يقول الشيخ زادة: "وعدل إلى الحذف مع أن الذكر هو الأصل؛ ليذهب ذهن السامع كل مذهب، مما يهدي إليه القرآن من وجوه الخير؛ فإن إبهام الموصوف، وعدم تعيينه بنحو الملة أو الطريقة أو الحالة أو الخصلة يؤدي إلى أن ينتقل الذهن إليها وإلى ما يشاكلها، فكأنه قيل: يهدي لما لا يدخل تحت الوصف والحصر، بخلاف ما لو ذكر واحد من الأمور المذكورة، فإن ذلك يتعين حينئذٍ".
.
|