لايورث العلم من الأعمام ولايرى في المنام
لكنه يحصل بالتكرار والدرس في الليل والنهار
مثاله كشجرة في النفس وسقيها بالدرس بعد الغرس
يدركه من كد فيه نفسه حياته ثم اطال درسه
الصديق الصدوق :
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده ... ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا
في منزلة السفيه والفقيه
ومنزلة السفيه من الفقيه * كمنزلة الفقيه من السفيه
فهذا عالم في علم هذا * وهذا فيه أعلم منه فيه
إذا غلب الشقاء على سفيه * تنطع في مخالفة الفقيه
في ترك الذنوب
خل الذنوب صغيرها * وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوق أرض * الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة * إن الجبال من الحصى
للسفية
قل بما شئت في مسبة عرضي * فسكوتي عن اللئيم جواب
ما أنا عادم الجواب ولكن * مامن الأسد أن تجيب الكلاب
وله أيضا في السفيه
يخاطبني السفية بكل قبح * فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلما * كعود زاده الإحراق طيبا
وله أيضا في السفيه
أعرض عن الجاهل السفية * فكل ما قال فهو فيه
ما ضرَّ بحر الفرات يوما * إن خاض بعض الكلاب فيه
في الزهد
علي ثياب لو تباع جميعها * بفلس لكان الفلس منهن أكبر
وفيهن نفس لو تقاس ببعضها * نفوس الورى كانت أجل وأكبر
وقد قال في نفسه
ولولا الشعر بالعلماء يزري* لكنت اليوم أشعر من لبيدِ
وأشجع في الوغى من كل ليث* وآل مهلب وبني يزيدِ
ولولا خشية الرحمان ربي * حسبت الناس كلهم عبيدِ
__________________
حمودُ الخير قد أقبل***بنور ٍ قد بدا هلا
وقد أسمى رؤى علم ٍ***فأهلا بالذي حلا
حمودُ المجد والأمجا***د تتلوه بلا كلا
هو الهزَّام والزهزا***م والرزَّام منبتا
هو القضَّام والوضَّا***م والقصَّام لا يخشا
على سير الأولى أدَّا***وسير أؤلاءنا أبها
فسيروا سير منهجه***فَهُوْ يرقى لما كنا