تاريخ
-يعتقد أن مؤسس هذه الفرقة أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري ( ت 270ه ) عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي ( العاشر ) والحسن العسكري ( الحادي عشر ) والإمام المهدي (الثاني عشر) .
تقول بعض المصادر أنه زعم أنه الباب إلى الإمام الحسن العسكري ، وأنه وارث علمه ، والحجة والمرجع للشيعة من بعده ، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي . و يقولون أنه ادعى النبوة والرسالة وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية .
- خلفه على رئاسة الطائفة محمد بن جندب .
- ثم أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني 235 _ 287 ه من جنبلا بفارس ، وكنيته العابد والزاهد والفارسي ، سافر إلى مصر وهناك عرض دعوته إلى الخصيبي .
- حسين بن علي بن الحسين بن حمدان الخصيببي : المولود سنة 260 ه مصري الأصل جاء مع أستاذه عبد الله بن محمد الجنبلاني من مصر إلى جنبلا ، وخلفه في رئاسة الطائفة، وعاش في كنف الدولة الحمدانية بحلب كما أنشأ للنصيرية مركزين أولهما في حلب ورئيسه محمد علي الجلي والآخر في بغداد ورئيسه علي الجسري .
- وقد توفي في حلب وقبره معروف بها وله مؤلفات في المذهب وأشار في مدح آل البيت وكان يقول بالتناسخ والحلول .
- انقرض مركز بغداد بعد حملة هولاكو عليها .
- انتقل مركز حلب إلى اللاذقية وصار رئيسه أبو سعد الميمون سرور بن قاسم الطبراني 358 _ 427 ه .
- اشتدت هجمات الاكراد و الأتراك عليهم مما دعاهم إلى الإستنجاد بالأمير حسن المكزون السنجاري 583 _ 638ه ومداهمة المنطقة مرتين ، فشل في حملته الاولى ونجح في الثانية حيث أرسى قواعد المذهب النصيري في جبال اللاذقية .
- ظهر فيهم عصمة الدولة حاتم الطوبان حوالي 700ه 1300م وهو كاتب الرسالة القبرصية .
- وظهر حسن عجرد من منطقة أعنا ، وقد توفي في اللاذقية سنة 836 / 1432م .
- عرفوا تاريخيا باسم النصيرية ، وهو اسمهم الأصلي ولكن عندما تشكلت الأحزاب السياسية في سوريا أرادت أن يقرب النصيرية إليها لتكسبهم فأطلق عليهم اسم العلويين، وهو اسم طائفة صوفية متشيعة في تركيا. وصادف هذا هوى في نفوسهم، لارتباط اسم النصيرية بفتاوى تكفير من أهل السنة، ولذلك هم يحرصون على هذا الإسم الجديد الآن. هذا وقد أقامت فرنسا لهم دولة أطلقت عليها اسم ( دولة العلويين ) وقد استمرت هذه الدولة من سنة 1920 إلى سنة 1936 م .
- محمد أمين غالب الطويل : شخصية نصيرية ، كان أحد قادتهم أيام الإحتلال الفرنسي لسوريا ، ألف كتاب "تاريخ العلويين" يتحدث فيه عن جذور هذه الفرقة .
- واستطاع العلويون ( النصيريون ) أن يدخلوا إلى التجمعات الوطنية في سوريا، واشتد نفوذهم في الحكم السوري منذ سنة 1965 م بواجهة سنية ثم قام حافظ الأسد بانقلاب عسكري في 16 تشرين الثاني عام 1970 وتولى العلويون رئاسة الجمهورية.
ويعدّ
سرور بن قاسم الطبراني من أعلام ومؤسسي العلوية، إذ قام بالانتقال إلى مدينة
اللاذقية السورية والعمل على نشر الفكر العلوي واستقطاب السكان المحليين للدخول في العلوية. وبالرغم من أقلّية العلوية في
سوريا، إلا أنها تتمتع بنفوذ ديني واسع.
وفي عام
1097 ابان
الحملة الصليبية، قاتل
الصليبيون العلويون في بادئ الامر، وبعدها تم حلف بينهم ضد
الإسماعيليين. وفي عام
1120، هزم
الإسماعيليون والأكراد العلويين. وبمرور 3 سنوات على الهزيمة، تمكن العلويون من هزيمة
الأكراد. وفي عام
1297، حاول
الإسماعيليون والعلويون الاندماج فيما بينهما إلا ان الاختلافات المذهبية حالت بين عملية الاندماج.
وتم اضطهاد العلويين ابان حكم
المماليك ابتداء من
1260. وعندما هيمنت الامبراطورية
العثمانية على بلاد
الشام في
1516، قام
الأتراك بالبطش بالعلويين. ويذكر انه قتل للعلويين الآلاف على يد
الأتراك. وبسقوط الامبراطورية
العثمانية واستبدالها
بالانتداب الفرنسي على
سوريا ولبنان، منح الفرنسيون حكماً ذاتيا للعلويين وانخرط بعضهم في صفوف الجيش الفرنسي المحلي.
وبتولي الرئيس الراحل
حافظ الاسد مقاليد السلطة في الجمهورية السورية عام
1970، ساعد على تحسين الصورة العلوية في المجتمع السوري وقام
الإمام الشيعي اللبناني
موسى الصدر بالاعتراف بالعلوية على انها فرقة من فرق الإسلام عام
1974.
عقيدة
يصف العلويون أنفسهم بأنهم امتداد للإماميةالإثناعشرية إلا أن أفراد بعض الفرق الأخرى يكفرونهم لتقديسهم
علي بن أبي طالب مع الرسول
محمد. ولقلة
الأدبيات العلوية، تبقى العلوية من المعتقدات المبهمة لحرص الطائفة على بقاء مطبوعات الطائفة ضمن نطاق ضيق من التداول. ويعرف أن "
كتاب المجموع" من الادبيات اليتيمة التي كُتبت من قبل أحد العلويين الذين تحولوا إلى المذهب
المسيحي منتصف
القرن التاسع عشر وتم ترجمة الكتاب إلى
الفرنسية ومقتل مؤلّفه على يد أحد العلويين لاتهامه بالخيانة.
يتصف المذهب العلوي عموما بالغموض و بالسرية، فعلى عكس مذاهب أخرى تسعى لجذب الأفراد و حثهم على التحول إليها، نجد المذهب العلوي يرتبط بمنطقة جبل النصيريين جغرافية محددة على الساحل السوري و لا توجد مؤسسة رسمية تعمل على نشر المذهب و التبشير به. يقوم مجموعة من الرجال على حفظ
الأدبيات العلوية ومنعها من التداول بين غير العلويين. وعندما يبلغ الصبيان عمر 15 أو 16 سنة، يخصصون سويعات من اليوم لتعليمهم العقيدة العلوية، ويترك الاختيار للصبيان إن أرادوا الاستمرار في التعمق في الامور الدينية والارتباط مع احد المشايخ للتوغل في امور الدين.
في الوقت الحاضر ، ينسب النصيرية أو العلوية انفسهم إلى
الشيعة الإثني عشرية ، لكنهم تاريخيا كانوا يصنفون على انهم من غلاة الشيعة ، أي المغالين في حب علي بن أبي طالب ، لدرجة أن البعض يتهمهم بتأليه علي . ضمن تصريحاتهم لا يعترف العلويون سوى بالقرآن ككتاب مقدس لكنهم يؤكدون أنه بدون محبة آل البيت لا يمكن لأحد أن يفهم القرآن و يفسره . إضافة للقرآن يدرس مشايخ النصيرية كتاب "الحفة الشريفة"
al-hefat al-shariif الذي ترجم إلى الفرنسية و تمت طباعته في بيروت في منتصف القرن التاسع عشر عن طريق نصيري اعتنق المسيحية ، و تم لاحقا اغتياله لإفشائه كتابا مقدسا سريا .
يتشابه النصيرية في عدة امور مع
الإسماعيلية ، فعلي هو خليفة النبي
محمد بن عبد الله و هو الباب إلى العلم القدسي لمعرفة احكام الشريعة و تفسير القرآن . لكنهم يختلفون عن الإسماعيلية باعتبارهم معرفة علي هي الغاية و المضمون الإلهي للرسالة الخاتمة التي أتى بها محمد بن عبد الله . و الشهادة لديهم : " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، و علي ولي الله " و يذكر في كتبهم : " أنني اتجهت إلى باب العلم ليمنحني الله المفتاح ، هذه هو جزاء معرفة علي " "I turn to the door of knowledge. In order for the father to provide me with a key; Thus receiving the reward which is the knowledge of 'Ali' " .
في مراجع مثل
[1] هناك ادعاءات أن العلوية النصيرية يقولون ان لا إله إلا علي ، و ان علي خلق محمدا .. لكن مثل هذا الكلام يمكن تفسيره في إطار الأفكار الحلولية التي سادت الكثير من الفرق الإسلامية نتيجة ارتباطها بالفلسفة
الغنوصية و رواسب
الإفلاطونية المحدثة
في كل عصر من العصور (وهم سبعة عصور) هناك تجلي و حلول للإله في صورة إنسان ، آخر هذه التجليات هو علي بن أبي طالب . لكل عصر من هذه العصور هناك أساس base و ناطق utterer : الأسس على مر العصور هم : أبيل ، سيث ، يوسف ، يحيى ، بطرس (يتم ذكره أحيانا) ، و آخرهم علي . أما الناطقون فهم : آدم ، نوح ، يعقوب ، موسى ، سليمان ، المسيح عيسى بن مريم ، محمد بن عبد الله . النبي الحقيقي في العقيدة النصيرية سيختفي و يترك في إثره من يرشد إليه لحين موعد عودته ، هذا المفهوم قريب من مفهوم الغيبة occultation عند الإثني عشرية .
تحتل ثلاثة شخصيات اهمية خاصة في الإيمان عند النصيرية هم : علي ، محمد ، و سلمان الفارسي ، و يطلق عليهم أمساء : الفكرة ، الاسم ، الباب على الترتيب . يرد في احدى النصوص المقدسة للنصيرية (المجمع) : " أبجل الباب ، و أسجد للاسم ، و أعبد الفكرة " "I make for the Door, I prostrate myself before the Name, I worship the Idea".
تدعي بعد المصادر أن النصيرية جعلوا علياً إلها، وقالوا بأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص .
- لم يكن ظهور ( الإله علي ) في صورة الناسوت إلا إيناساً لخلقه وعبيده .
- يحبون ( عبد الرحمن بن ملجم ) قاتل الإمام علي ويترضون عنه لزعمهم بأنه قد خلص اللاهوت من الناسوت ويخطئون من يلعنه .
- يعتقد بعضهم أن علياً يسكن السحاب بعد تخلصه من الجسد الذي كان يقيده وإذا مر بهم السحاب قالوا : السلام عليك أبا الحسن ، ويقولون إن الرعد صوته والبرق سوطه
- يعتقدون أن علياً خلق محمد صلى الله مثل هذه العقائد و التأويلات الباطنية لا تقتصر على العلويين النصيرية بل كانت ظاهرة منتشرة في التاريخ الإسلامي بتأثير من الفلسفات الغنوصية و الأفلاطونية المحدثة التي تعتمد التفريق بين ما يدهى الباطن و الظاهر ، فحتى ضمن الجناح السني وجدت مثل هذه التوجهات الباطنية و التأويلات في ما عرف بالطرق الصوفية .