[ابن حزم المصري]

ثم يعود ليقول المستعين وأصحابه :
(5 ) يسرى القرين فى كافة الجسد مع جريان الدم ومعقله أعلى الكتف الأيسر ، ويؤيد ذلك الأحاديث التى تحث على التفل على ناحية اليسار ، لذلك تجد المصاب بالمس يتأثر بقراءة سورة الإخلاص مع النظر إلى أعلى الكتف الأيسر .
ويرد عليه :
هذا أيضا من أخبار الجان التي ليس لها سند عقلي ولا شرعي
فكأن القرين يسري في كافة الجسد مع جريان الدم كما يزعمون هو قول باطل لما سبق وقلناه من أن القرين
ليس بداخل بدن الإنسان بل هو من خارجه يتابعه ويوسوس له وفيما قيل الكفاية فلا نعود إليه
ثم لو سلمنا جدلا" بقولهم هذا فهذا معناه أن كل الناس بداخل جسدها شيطان وهذا معناه أن كل الخلق ممسوسة حتى الأنبياء والصالحين وهذا مالا يقوله من ملك جزء من عقل أو علم وهذا الشيطان القرين يسكن علي حد قولهم أعلي الكتف الأيسر وهذا مامعناه بالتبعية إننا لو قرانا سورة الإخلاص علي أي إنسان ( لإن أي إنسان عندهم يوجد في داخله قرين يسكن أعلي الكتف ) فلابد وأن يتأثر كما زعموا وهذا غريب شاذ لم يقله أحدا" من قبلهم وتنفيه بل تنسفه التجربة التطبيقية .
فرد علينا أبو همام وأصحابه قائلا"
قلنا المصاب .. وهل أنت مصاب ؟ ثم جرب هذه الطريقة على الآلاف الذين يدخلون لمنتدياتك من المرضى والذين لم يشفوا بعد وأنا وأصحابى فى انتظارك
ونرد عليه :
أولا" أنتم قررتم أن القرين داخل الجسد وكل إنسان لابد وأن معه قرين كما أخبر الرسول صلي الله عليه وسلم
فمعني ذلك أن قريني يقطن أعلي الكتف الأيسر كما زعمت أنت وأصحابك وبالتالي لو قرأنا علي أي إنسان أي إنسان فكل الناس عندكم مصابون ( هذا قولكم وليس قولي ) فلابد وأن يتأثر هذا الإنسان أليس كذلك
وكما قلت لك هذه قاعدة قد أرسيتموها أنت وأصحابك فلاتعود لمخالفتها
ثم
الشافي هو الله ومانحن إلا أسباب بين يديه سبحانه وتعالي
وكأن الآلاف الذين تتحدث عنهم هؤلاء لم يشفوا فهذا ليس بيدي ولا بيدك ولا بيد أصحابك
ولكن بيد الله وحده فأفق ياهذا ودع عنك الغرور والكبر
فلك في إبليس عبرة