س34: كم شعب الإيمان؟
ج34: بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول (( لا إله إلا الله )) وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان (3).
س35:كم أركان الإيمان؟
ج35: ستة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره (4).
س36: ما المرتبة الثالثة من مراتب دين الإسلام؟
ج36: هي الإحسان، وله ركن واحد. هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك (1).
س37: هل الناس محاسبون ومجزيون بأعمالهم بعد البعث أم لا؟
ج37: نعم، محاسبون ومجزيون بأعمالهم بدليل قوله تعالى: " لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى " [سورة النجم:31].
س38: ما حكم من كذب بالبعث؟
ج38: حكمه أنه كافر بدليل قوله تعالى: " زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " [سورة التغابن:7].
س39:ما هي أنواع التوحيد؟
ج39:
1- توحيد الربوبية: هو الذي أقر به الكفار كما في قوله تعالى: " قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ " [سورة يونس:31].
2- توحيد الألوهية: هو إخلاص العبادة لله وحده من جميع الخلق، لأن الإله في كلام العرب هو الذي يقصد للعبادة، وكانوا يقولون إن الله هو إله الآلهة، لكن يجعلون معه آلهة أخرى مثل الصالحين والملائكة. وغيرهم يقولون إن الله يرضى هذا ويشفعون لنا عنده.
3- توحيد الصفات: فلا يستقيم توحيدا لبربوبية ولا توحيد الألوهية إلا بالإقرار بالصفات لكن الكفار أعقل ممن أنكر الصفات.
س41: ما الذي يجب علي إذا أمرني الله بأمر؟
ج41: وجب عليك سبع مراتب:
الأولى: العلم به، الثانية: محبته، الثالثة: العزم على الفعل، الرابعة: العمل، الخامسة: كونه يقع على المشروع خالصاً صواباً، السادسة: التحذير من فعل ما يحبطه، السابعة: الثبات عليه.
س42: إذا عرف الإنسان أن الله أمر بالتوحيد ونهى عن الشرك هل تنطبق هذه المراتب عليه؟
المرتبة الأولى: أكثر الناس علم أن التوحيد حق، والشرك باطل، ولكن أعرض عنه ولم يسأل! وعرف أن الله حرم الربا، وباع واشترى ولم يسأل! وعرف تحريم أكل مال اليتيم وجواز الأكل بالمعروف، ويتولى مال اليتيم ولم يسأل!
المرتبة الثانية: محبة ما أنزل الله وكفر من كرهه، فأكثر الناس لم يحب الرسول بل أبغضه وأبغض ما جاء به، ولو عرف أن الله أنزله.
المرتبة الثالثة: العزم على الفعل، وكثير من الناس عرف وأحب ولكن لم يعزم خوفاً من تغير دنياه.
المرتبة الرابعة: العمل، وكثير من الناس إذا عزم أو عمل وتبين عليه من يعظمه من شيوخ أو غيرهم ترك العمل.
المرتبة الخامسة: أن كثيراً ممن عمل لا يقع خالصاً، فإن وقع خالصاً لم يقع صواباً.
المرتبة السادسة: أن الصالحين يخافون من حبوط العمل لقوله تعالى: " أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ " [سورة الحجرات:2]. وهذا من أقل الأشياء في زماننا.
المرتبة السابعة: الثبات على الحق والخوف من سوء الخاتمة وهذا أيضاً من أعظم ما يخاف منه الصالحون.
س43: ما معنى الكفر وأنواعه؟
ج43: والكفر كفران:
1- كفر يخرج من الملة وهو خمسة أنواع:
الأول: كفر التكذيب، قال تعالى: " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ " [سورة العنكبوت:68].
الثاني: كفر الاستكبار والإباء مع التصديق. قال تعالى: " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ " [سورة البقرة:34].
الثالث: كفر الشك، وهو كفر الظن، قال تعالى: " وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ " إلى قوله: " ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً " [سورة الكهف: 35-37].
الرابع: كفر الإعراض، والدليل عليه قوله تعالى: " وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ " [سورة الأحقاف:3].
الخامس: كفر النفاق ودليله قوله تعالى: " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ " [سورة المنافقون: 3].
2- كفر أصغر لا يخرج من الملة:
وهو كفر النعمة، والدليل عليه قوله تعالى: " وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ " [سورة النحل: 112]، وقوله: " إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ " [سورة إبراهيم:34].
س44: ما هو الشرك وما أنواع الشرك؟
ج44: اعلم أن التوحيد ضد الشرك.
والشرك ثلاثة أنواع: شرك أكبر، وشرك أصغر، وشرك خفي.
النوع الأول: الشرك الأكبر وهو أربعة أنواع:
الأول: شرك الدعوة، قال تعالى: " فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ " [سورة العنكبوت:65].
الثاني: شرك النية، الإرادة والقصد، قال تعالى: " مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * اوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " [سورة هود:15-16].
الثالث: شرك الطاعة، قال تعالى: " اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " [سورة التوبة:31].
الرابع: شرك المحبة، قال تعالى: " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ " [سورة البقرة:165].
النوع الثاني: شرك أصغر وهو الرياء، قال تعالى: " فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً " [سورة الكهف:110].ا
لنوع الثالث: شرك خفي، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم: " الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفاة السوداء في ظلمة الليل " (1).
س45: ما الفرق بين القدر والقضاء؟
ج45: القدر في الأصل مصدر قدر، ثم استعمل في التقدير الذي هو التفصيل والتبيين، واستعمل -أيضاً- بعد الغلبة في تقدير الله للكائنات قبل حدوثها.
وأما القضاء: فقد استعمل في الحكم الكوني، بجريان الأقدار وما كتب في الكتب الأولى، وقد يطلق هذا على القدر الذي هو: التفصيل والتمييز.
ويطلق القدر -أيضاً- على القضاء الذي هو الحكم الكوني بوقوع المقدرات.
ويطلق القضاء على الحكم الديني الشرعي، قال الله تعالى: " ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ " [سورة النساء:65]، ويطلق القضاء على الفراغ والتمام، كقوله تعالى: " فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ " [سورة الجمعة:10]، ويطلق على نفس الفعل، قال تعالى: " فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ " [سورة طه:72].
ويطلق على الإعلان والتقدم بالخبر، قال تعالى: " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ " [سورة الإسراء:4] ويطلق على الموت، ومنه قوله: قضي فلان، أي: مات، قال تعالى: " وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ " [سورة الزخرف:77]، ويطلق على وجود العذاب، قال تعالى: " وَقُضِيَ الأَمْرُ " [سورة البقرة:210].
ويطلق على التمكن من الشيء وتمامه، كقوله: " وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ " [سورة طه:114]، ويطلق على الفضل والحكم، كقوله: " وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ " [سورة الزمر:69]، ويطلق على الخلق، كقوله تعالى: " فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ " [سورة فصلت:12].
ويطلق على الحتم، كقوله تعالى: " وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً " [سورة مريم:21]، ويطلق على الأمر الديني، كقوله: " أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ " [سورة يوسف:21]، ويطلق على بلوغ الحاجة، ومنه: قضيت وطري، ويطلق إلزام الخصمين بالحكم، ويطلق بمعنى الأداء، كقوله تعالى: " فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ " [سورة البقرة:200].
والقضاء في الكل: مصدر، واقتضى الأمر الوجوب، ودل عليه، والاقتضاء هو: العلم بكيفية نظم الصيغة، وقولهم: لا أقضي منه العجب، قال الأصمعي: يبقي ولا ينقضي.
س46: هل القدر في الخير والشر على العموم جميعاً من الله أم لا؟
ج46: القدر في الخير والشر على العموم، فعن علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد فقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس، فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: " ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة، إلا وقد كتب الله مكانها في الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة " قال: فقال رجل: أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟ فقال: " من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة " ثم قرأ: " فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى "(2) [سورة الليل: 5 - 10].
وفي الحديث: " واعملوا فكل ميسر، أما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة " ثم قرأ: " فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى " (3) [سورة الليل: 5-6].