عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16-02-2007, 06:03 PM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
افتراضي الترجمة للنص

دستورنا.. اقرأ.. وتدبر.. واعمل
دستورنا
اقرأ.. وتدبر.. واعمل

يقول الله تعالى {وَقَالَالرَّسُولُ يَارَبِّإِنَّقَوْمِياتَّخَذُواهَذَاالْقُرْآنَمَهْجُورًا} الفرقان آية – 30".

أعد من فضلك قراءة هذه الآية ثلاث مرات بقلبك لا ببصرك ثم قل لي هل فهمت مقتضيات هذا الاتهام الذى وجهه الرسول ضر قومه؟ ثم سائل نفسك هل أحد اغتصب من المدعى صلى الله عليه وسلم مالا؟ ام اعتدى على أرض له؟ أم قطع عنه رزقه؟ ان شيئاً من هذا لم يحدث! ولكن ما هو وجه الحق فى هذه الدعوى؟ وهل سينظر الله اليها؟ اننى أقول: نعم، وسيقضى الإله للمدعى لأن المدعى عليه فعل الاغتصاب، اذا اغتصب المغتصب فلم يردع، وسرق: لأن السارق لم تقطع يده، واقتطع الأرض: لأنها اقتطعت وهو يرى فلم يثأر لها ويستعدها ولكم الابن: لأن أبناء ؟؟؟؟؟؟؟ خطفوه من بين ايدينا إلى الملاعب والمسارح والصالات والشواطئ ووجهوه إلى غير الكعبة ولم تثر فى قلب المدعى عليه الغيرة والمروءة والشرف.

وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال ملحاح: ما هى الوسيلة لكى تلف هذه الدعوى – لا على طريقة لفلفة الفضائح – ويعود الحق إلى نصابه وتبرأ الذمة ويعود الوئام؟

هناك مراحل أربع لابد منها لتسقط الدعوى بحق قومى:
المرحلة الأولى:
ترك هجرة القرآن تلاوة، ولعل سائلاً يسأل: أنا أصلى واقرأ فى صلاتى القرآن، واذكر الله دبر كل صلاة بالمعوذتين، فهل أنا هاجر لتلاوة القرآن؟ وهنا لم تترك الشريعة للناس الاجتهاد في كمية التلاوة، بل وضعت لهم حدوداً لكل حسب همته ومن راعى هذه الحدود فهو غير هاجر للتلاوة.

أ- ذو الهمة العالية: وضع له قراءة القرآن فى عشرة أيام.
ب- ذو الهمة المتوسطة فى خمسة عشر يوما.
جـ- ذو الهمة العادية فى شهر أى بمعدل جزء لكل يوم.

ولا شك أن فى المسلمين أناساً يقرأون القرآن يوم الجمعة فقط، وآخرون قبيل اقامة الصلاة وعلى عجل، وآخرون يستمعون لتلاوة القرآن إذا أدارت يدهم ابرة المذياع. وآخر لو سألته متى كان آخر عهدك بالقرآن؟ تفكر ثم قال لك: لعله عندما كنت تلميذا فى المدارس كانوا يعطوننا بعض آيات منه!!

وإلى هؤلاء جميعاً نتوجه بالدعاء والأمل أن يعودوا إلى حد الوسط فى التلاوة. وفى الحديث المتفق عليه الذى رواه أبو هريرة رضى الله عنه "لم يأذن الله لشىء ما أذن لنبى أن يتغنى بالقرآن" يجهر به – لم يأذن: يعني: لم يستمع.

المرحلة الثانية:
قد يفرح المسلم اذ يظن أن الدعوى قد سقطت عنه وقد صار يقرأ فى كل يوم جزءًا من القرآن! وحق له أن يفرح اذا انتقل نقلة عظيمة وخطا خطوات رائعة وصارت له مع القرآن صحبة وقد صار على الطريق ولكنه وقد صار على الطريق ولكنه فى ربعه الأول، وهنا اذا تابعت لحظات الإيمان رقيها فى نفس القارىء سيسأل وكيف أصنع لمتابعة الطريق؟ ويكون الجواب الفورى: تدبر اذ تقرأ، والتدبر يعنى حسن الفهم بكل ما جاء به القرآن من لآمر ونهى، وقصة ودعاء، وتفكر ورجاء.. وهذا التدبر هو الذى يزرع فى القلب الخشية {قَدْأَفْلَحَالْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَهُمْفِيصَلَاتِهِمْخَاشِعُونَ} وكثيرا ما يدفع عدم التدبر إلى عدم الخشية وبالتالى إلى الشرود والخروج عن الصلاة وعن الحكمة من التلاوة. ومعلوم أنه ليس للمصلى من صلاته إلا ما عقل.

قلت لجلسائى: اذ يفتتح أحدكم صلاته بـ: سبحانك اللهم وبحمدك، وركوعه بسبحان ربى العظيم، وسجوده بسبحان ربى الأعلى، ويفتتح الله تعالى كثيرا من آياته وسورة الكريمة بـ:سبح، ويسبح.. وما من مسلم الا ويعلم أن من مخ العبادة الذكر دبر كل صلاة، فيسبح ثلاثاً وثلاثين فماذا وقع فى نفوسكم من كثرة التركيز على التسبيح من صفات الله؟ ولم أجد من الحضور جواباً أبلغ من الصمت! وكان بين القوم رجل طعن فى عقده السابع قال: لو اعلمتنا ماذا تعنى؟ فقلت أنها تعنى: تمجيد الله بكل ما يليق به من الكمال وتنزيهه عما لا يليق به من صفات النقص. عندها لم يجد غضاضة من الاعتراف أنها المرة الأولى التى يفهم المعنى بهذا الوضوح.
أخى المسلم لا تمنعنك مشاغل الحياة وهمومها أن تتدبر آيات الله تعالى، وأن ابيت إلا القراءة بغير تدبر، فإن وجه الشبه بينك وبين الشروط "الكاسيت" شديد.

روى جابر رضى الله عنه قال: خرج صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نقرأ القرآن وفينا الاعرابى والعجمى فقال "اقرأوا القرآن وابتغوا الله تعالى من قبل أن يأتى قوم يقيمونه اقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه" رواه أبو داود "حديث حسن".

المرحلة الثالثة:
لا تزال الأن فى منتصف الطريق والدعوى لا تزال قائمة عليك ولكن بلهجة معتدلة وحتى تجيب بنفسك على نفسك اقرأ قول الله تعالى: {وَأَقِيمُواالصَّلَاةَوَآتُواالزَّكَاةَ}، فهل بعد ذلك تحتاج إلى علماء يترجمون لك المطلوب من هذه الآية؟ لاشك أن كل مسلم يفهم أن المطلوب من هذا الكلام النهوض بركنين عمليين من أركان الإسلام وهما: اقام الصلاة وايتاء الزكاة، ولكن لو أن المسلم فهم المقصود من كلام الله تعالى ثم لم ينهض بالمطلوب – فأى مقام يصلح أن يوضع فيه؟ ثم بعد ذلك وهل جميع الآيات المحكمات تطلب منا غير هذا العملظ خذ مثالاص آخر، قد يظن بعضهم أنه أقل وضوحا، قوله تعالى: {الم * ذَلِكَالْكِتَابُلاَرَيْبَفِيهِهُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}. وهنا ما هو الشىء العملى من هاتين الآيتين؟ أنه لا شك أمر اعتقادى يفدى من المؤمنين بكل شىء ثمين، فإذا ترسخ بنفس المؤمن أن القرآن لا يتطرق إليه الشك إلى أن تقوم الساعة فهل من المعقول بعد ذلك أن يستبدل به مبدأ ليس له هذا السند العلوى من التوثيق ومهما بلغت درجة الضجة التى يثيرها الشياطين للترويج لبضائع النار؟ وبهذا الفهم العملى التطبيقى للقرآن يصل المسلم إلى ثلاثة أرباع الطريق ويصبح المجتمع المسلم مجتمع المثال المنشود وتشبهه فى كثير من صفاته مجتمعات النحل، وينتفى من هذا المجتمع الربانى الانحرافات والأمراض وتسد على الشياطين كل المنافذ التى يدخلون عادة منها، لكل ذلك فقد أجزل الله عطاء العاملين بما فهموا.

المرحلة الرابعة:
أنت الآن فى الشوط الأخير أو الربع الرابع من طريق الصديقين، وهنا هل سألت عن زاد هذا الجزء ليتم جوازه أصلاً؟

فى الربع الثالث وصلنا إلى المجتمع المنشود ضمن حدود الدولة الإسلامية المنشودة، ويعترضنا سؤال: ما هى الحدود الحقيقية لدولة الإسلام؟ يجيب على هذا السؤال خطاب الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَمَاأَرْسَلْنَاكَإِلَّارَحْمَةًلِّلْعَالَمِينَ} فهل يعقل بعد هذا أن ينعم المسلم بهذه الرحمة وحده وهو يرى أرجاء المعمورة تتلاطم بأمواج الفسار والضلال والضياع ولا يمد لها يدا حانية تنقذها إلى شاطئ الإسلام شاطىء الآمان ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناديه صباحاً ومساء: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" واذا كان اخو الإسلام قد وصل إلى ما وصلت فمن هو الأخ الذى يجب أن تحب له الذى احببته لنفسك؟ انه أخوك من آدم عليه السلام، وكلكم لآدم وآدم من تراب، انه الأخ بذلك المنظار العريض.. الأخ بالإنسانية.

ثم بعد ذلك هل تعتقد أن محبة الخير للآخرين ممن هم على غير الطريق ستقابل بابتسامة الرضا ودلائل العرفان؟ لا يا أخى المسلم إن التطلع لهذا الطريق يعنى سلوك درب الصعاب واذا وجدت انك قادر على هذا المضى فيه فأنت الداعية وقد سبقك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومن بعده جميع الدعاة المصلحين عبر تاريخ هذه الدعوة وقد تنجح ولله المنة، وقد يؤثر الآخرون الالتصاق بالفانيات وتعطى عرض الكتفين، وقد تقابل بالصفعات من كل نوع وهنا يطيب لنا مثال ابن تيمية بمقولته التى أصبحت مثل الأمثال لكل داعية: ما يفعل بى اعدائى وجنتى فى صدرى، سجنى خلوة، ونفيى سياحة، وقتلى شهادة.

أنت اذا وصلت إلى هذا المثال تصبح والقرآن حبيبين.. إذا أشرنا إلى القرآن أشرنا إليك، وان اشرنا إليك أشرنا إلى القرآن.

وصدقت السيدة عائشة اذ تصف رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان خلقه القرآن" بأخلاق القرآن الحقة نهاية الطريق ثم يليه الجنة، ولعل هذا الطريق اللاحب يصفه تعالى بقوله {وَالْعَصْرِ * إِنَّالْإِنسَانَلَفِيخُسْرٍ * إِلَّاالَّذِينَآمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِوَتَوَاصَوْابِالْحَقِّوَتَوَاصَوْابِالصَّبْرِ}
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.47 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]