عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-02-2007, 07:09 PM
الصورة الرمزية ريحانة دار الشفاء
ريحانة دار الشفاء ريحانة دار الشفاء غير متصل
مراقبة قسم المرأة والأسرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 17,017
الدولة : Egypt
Thumbs up لماذا نعمل مادام الله تعالى قد تكفل بأرزاقنا؟

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


سُئل أحد العلماء الحكماء : لماذا نعمل ما دام الله تعالى قد تكفل بأرزاقنا ؟ ولماذا لم يعطنا أرزاقنا دون عمل ؟
فتلا قول الله تعالى :
((وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ )) الشورى (27)
ثم فسر الآيه تفسيرا عظيما فقال : لو رزق الله العباد من غير كسبٍ لتفرغوا للفساد ، ولكن شغلهم بالكسب حتى لا يتفرغوا للفساد.

القناعه والرضا بما قسم الله
القناعه تطفىء نار الطمع ، وتحقق برد الرضا، غير ان القناعة ليست قناعة العجز والتعود ، بل هى القناعة بالنتيجة بعد بذل الجهد، وحتى تعيش سعيدا قرير العين بما انعم الله عليك ، احذر ان تكون غير راضىٍبما قسم الله لك، ففى ذلك ضياعك وفقرك ، واشكر الله على ما أعطاك ، وإذا أردت مزيداً فسل الله من فضله، فهو واسع الكرم والعطاء.
واعلم أن ( ما قلّ وكفى خيرٌ مما كَثُرَ وألهى) ، وان الدنيا لا تستحق أدنى تفكير ، وانها ليست مقياساً على حب الله تعالى للعبد ، وفى ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يعطى الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ولا يعطى الدين إلا لمن احب ) . رواه أحمد والحاكم.
( فكن من أبناء الآخرة ولا تكن من أبناء الدنيا ).
وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، ولله در القائل:
كن غنى القلب واقنع بالقليل ~~~ مُت ولا تطلب معاشاً من لئيم
ولا تكن للعيش مجروح الفؤاد ~~~ إنما الرزق على الله الكريم
وليس معنى الرضا بما قسم الله ، ان يكون الإنسان منزويا فى زاوية الحرمان كالآلة المعطلة ، وإنما الأخذ بالاسباب ، والرضا بالنتائج بعدها.
ولعلنا نلاحظ هذا فى قول الله تعالى لمريم عليها السلام : وهى فى حاجةٍ إلى الراحة _ : (( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ))مريم (25) . مع انه سبحانه وتعالى _ كان قادراً على أن يرسل ملَكا لهز النخله ، او يأمر النخله فتهتز وحدها ، ولكن كما قال القائل :
ولو شاء أن تجنيه من غير هزها ~~~ جنته ، ولكن كل شىءِ له سبب
وارض بما قسم الله لك حتى لا تكون مهموما ومنغصا فى حياتك، فإن كل مخلوق فى هذا الوجود قد ضمن الله رزقه ، وهو لا يزال فى عالم الغيب .
ولهذا عندما سئل إبراهيم الخليل على نبينا وعليه الصلاة والسلام : لم اختارك الله خليلا ؟ قال لثلاثه :
الاول : ما خُيرتُ بين أمرين إلا اختارت الذى لله على غيره.
الثانى : ما اهتممت بشىءٍ ضمنه الله لى فى أمر رزقى .
الثالث : ما تغديتُ ولا تعشيتُ إلا مع الضيف.
تنبيه للغافلين
وعندما رأى إبراهيم بن أدهم _ رحمه الله_ رجلا مهموماً قال له : أيها الرجل ، إنى سائلك عن ثلاث فأجبنى ، قال الرجل : نعم ، فقال له إبراهيم : أيجرى فى هذا الكون شىء لا يريده الله ؟ فقال : كلا ، قال : أفينقص من رزقك شىء قدره الله ؟ قال : كلا ، قال : أفينقص من أجلك لحظه كتبها الله فى الحياة ؟ قال : كلا ، فقال إبراهيم : فعلامَ الهم إذا
حكمــــــــــة
( من كان غِناه فى قلبه لم يزل غنيا ، ومن كان غناه فى كسبه لم يزل فقيرا)

وصلى الله وسلم على نبينا ، عليه الصلاة والسلام

__________________

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.96 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]