السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اليوم سأتابع في هذه السلسلة لنساء في سوق العمل
من ضمن الطلبات التي وصلتنا ، كان هناك إيميلاً من سيدة رفضت أن ترسل السيرة الذاتية لنفسها ألا لو تحدثت مع الشخص المسؤول عن التوظيف ، و عليه ، تم الإتصال بها ، و عندما تحدثت معها على الهاتف ، سألتها لماذا لم ترسلي سيرتك الذاتية مباشرة ، قالت لأني أمرأة أتجاوز الأربعين من العمر ، فكان علي أن أتأكد من إمكانية حصولي على الوظيفة بهذا العمر ، فطلبت مني أن أحدد لها موعد حتى لو كانت بهذه السن ، وعليه تم الموعد..
في الموعد المحدد ، وصلت سيدة أربعينية رشيقة القوام ، أنيقة الهندام ، رقيقة الحضور .
سألتها ، لماذا أردتِ رؤيتي مباشرة ، قالت : لأني أثق أنك لن تنظري لي بالنسبة لعمري خلال التوظيف بعد رؤيتي ، بل من خلال خبرتي و علمي و عملي..
و عندها قدمت لي سيرتها الذاتية ، مع أوراق خبرة عمل في وزارة مهمة في الدولة لعدة سنوات ..
تظرت في أوراقها ، و رأيت أنها خريجة معهد سكرتاريا منذ سنوات قليلة فقط.
سألتها : لقد درست في سن متأخرة من العمر ، قالت نعم ، سأخبرك قصتي ..
قلت : تفضلي أسمعك ...
قالت : أنا درست لغاية الثانوية العامة ، و زوجي مهندس ، لدينا و الحمدلله أربعة أولاد ، شاب أنهى دراسته الجامعية ، و فتاة في السنة الأخيرة ، و شاب في السنة الثانية ، و فتاة حالياً في الثانوي الأول..
و لكن ، عندما أنهى أولادي الكبار مرحتلهم المتوسطة ، أصبح عندي الكثير من أوقات الفراغ ، بينما عندما كانوا في عمر صغير لم أكن أجد هذا الوقت ، و أصبحت أتسأءل مع نفسي ، كيف يمكن أن أستفيد من هذا الوقت ، فأنا أمرأة لم أحب يوما الأحاديث النسائية و القال و القيل ، و قضاء الوقت مع الجيران ، و لا في التسوق لوقت طويل الا مع زوجي و أولادي.
و أخيراً قررت أن أقوم بدراسة دورات في السكرتيريا ، و وافق زوجي لأنه كان يعرف عقلي في عدم حبي لإضاعة الوقت ألا في المفيد .
و بالفعل قمت بدراسة عدة دورات متواصلة من التأهيل كسرتيرة ، و درست لغة أنكليزية و اساسيات الكومبيوتر ، و بهذا أصبحت مؤهلة لخوض مجال العمل ، و بالفعل تقدمت للعمل في عدة امكنة ، كان البعض يرفض بسبب عمري و إرتباطي العائلي.
و أخيراً وفقني الله لعمل في احد الورزات المهمة ، و أصبحت السكرتيرة الخاصة للوزير ، و لكن ما دعاني إلى ترك العمل هو أن هذه الوزارة لا يوجد فيها ضمانات عائلية و طبابة ( حسب قوانين تثبيت العمال أو التعاقد اليومي ) ، و لهذا تريني أبحث عن عمل من جديد ، و لكن بسبب عمري ، آثرت التحادث معك مباشرة قبل إرسال السيرة الذاتية ، حتى تكون الأمور أوضح.
********************
هذه هي قصة سيدة ، ارادت العمل ، من أجل أن لا تضيع وقتها في أمور لا تفيدها و تفيد عائلتها ، هي ربت أولادها بشكل جيد ، و بقيت ملازمة لهم حتى اصبحوا قادرين على النهوض بانفسهم و دراستهم ، و أصبح بإمكانها العمل ..
هي لم تفكر بالعمل لإثبات ذاتها ، و تفوقها على الرجل و لا المساواة معه و كل الشعارات الرنانة التي يطالعونا بها أعداء المرأة و ليس مناصريها ، بل هي أرادت أن تستفيد بشيء مفيد في حياتها ، فإختارت هذه الطريقة ، و بالتوافق التام مع زوجها .
أوجه لها تحية ، مع أني أفضل من وجهة نظري الشخصية ، أن المرأة هي للمنزل و خاصة بوجود أولاد ، و إن لم تكن مضطرة للعمل فلا تعمل ..
فكرتها جيدة أنها قررت الدراسة والعمل بعد سنوات من حياتها العائلية ، الكثيرات منا قد يمللن من الدراسة من جديد ، و لكن هي بطموحها و إصرارها ، نجحت الحمدلله.
هذا نموذج آخر من نساء في سوق العمل أطرحه على حضراتكم .
و إلى نموذج آخر إن شاءالله قريباً ، بعد مناقشة هذه الحالة ، أترككم في رعاية الله .
فتقبلوا تحياتي و إحترامي للجميع
في أمان الله و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة والسلام على رسول الله