أفكار بسيطة لمساهمة ذوي الإحتياجات الخاصة معنا - جمعيات لبنانية
السلام عليكم و رحمة الله و بكراته
سأتحدث عن بعض الأمور العملية التي ألاحظها في بعض دور العناية بذوي الإحتياجات الخاصة في لبنان بحكم تواجدي..
و من بعض الجمعيات التي سأتحدث عنها: جمعية مخصصة للمكفوفين – جميعة للصم و البكم – جمعية لفاقدي الأطراف أو المعاقي الأطراف – جمعيات مخصصة لأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة ، إلخ...
طبعا المتواجدون في هذه الجميعات هم شريحة كبيرة ، و كلها بحاجة لرعاية خاصة ، و كلهم بحاجة لأن يشعروا أنهم جزء من المجتمع ، و أنهم قادرين على الإنتاج و المشاركة الفعالة في المجتمع بما أنهم جزء من أي وطن ..
ما الذي تفعله الجمعيات لجعل هذه الفئة تشعر فعلاً بمشاركتهم:
بعض هذه الجمعيات ، يعلمون أبنائها المتواجدون فيها بعمل حرفة حسب إعاقته الجسدية ، فمثلاً البعض يعلمونهم صنع بعض المربيات المختلفة ، و ماء الزهر و الورد و الخل ، إلخ ، و تجهيز هذه الإنتاجات مع الإشارة إلى أنها من إنتاجهم الخاص.
بعضهم الآخر ، ممن لديهم موهبة الرسم مثلا أو التصميم الإلكتروني ، يقومون برسم بطاقات تهنئة أو تجهيزها على الحاسوب ، و تكون بطاقات التهنئة لمختلف المناسبات السنوية ، و بالتالي يتم تقديمها للشركات و الناس في المناسبات بوقتها.
بعضهم الآخر ، يحضرون بعض الأقراص المدمجة الخاصة التي تم تجهيزها من أبناء هذه الجمعيات ، و التي تكون عن تصنيف بعض المعلومات الخاصة عن بعض البلدان و تسويقها لهم في الشركات.
مثلا هذه بعض الأفكار التي مرت ببالي الآن و التي يهتم بها بعض هذه الجمعيات..
الآن كيف هي الطريقة التي تعمل بها إدارة هذه الجميعات :
يقومون بالحصول على أرقام هاتف الشركات ، و يتصلون بهم و يحددون مواعيد معهم ، لعرض إنتاج أبناء جميعاتهم ، و يتم شراء هذا الإنتاج من هذه الشركات .
ما هي النتيجة التي يحصل عليها ذوي الإحتياجات الخاصة في هذه الجمعيات:
أولاً يشعرون أنهم عنصر مشارك في هذا المجتمع و ليس عالة عليهم.
ثانياً يشعرون أنه منتجون و ليس فقط مستهلكون ، و أن ما يقدومونه مهما كان من عمل ، هو عمل إنتاجي.
ثالثاً ، إن المردود الذي يحصلون عليه جراء بيع إنتاجاتهم ، جعلهم يشعرون أن هذه المداخيل جاءتهم ليس شفقة واحسان من الغير ، بل هي عميلة مشاركة بين العرض و الطلب ، و أن الطلب على بضاعتهم لجودة انتاجهم و ليس فقط لمساعدتهم..
أردت أن أطرح أفكار صغيرة حسب موارد بشرية بسطية و إمكانيات مادية متواضعة ، في ظل بلد فيه الكثير ممكن قد تعرضوا جراء الحرب إلى زيادة عدد ذوي الإحتياجات الخاصة طوال سنوات مضت ، و مع هذا فإنهم يحاولون قدر الإمكان مشاركة هذه الشريحة معهم ، فكيف لو توفر الدعم المادي الجيد و المتواصل ، و الموارد البشرية ، فكيف سيتم الإعتناء بهذه الشريحة في مجتمعاتنا..
عندي بعض الأفكار الخاصة ، و لكن أحببت مشاركتم بتجربة أراها في لبنان.
قد يكون لي مداخلة إضافية على بعض الأفكار ، و لكن سأكون بإنتظار تفاعل الجميع في الموضوع ، لأننا جميعنا سوياً نشكل مجتمعاً كاملاً ، و هم معنا جزء من هذا المجتمع إن أردنا مشاركتهم أم لا...
وفقك الله تعالى لما يحب و يرضيه عنا ان شاءالله.
و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله
__________________
و لربّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعاً ، وعند الله منها المخرجُ ضاقت .. فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت .. و كنت أظنها لا تُفرجُ
.
|