عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-01-2007, 01:21 AM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
63 63 طريق الاخت المسلمة

طريق الأخت المسلمة بقلم : فضيلة الشيخ محمد عبدالله الخطيب"والله ما كنا فى الجاهلية نعد النساء شيئاً حتى أنزل الله لهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم".
هذه العبارة وصف دقيق من عمر بن الخطاب رضى الله عنه لموقف المرأة قبل الإسلام، ولقد انطلق النداء بتكريم المرأة من قلب الجزيرة العربية حينما أذن الله برفع الأغلال والقيود عن الإنسان، واجتث جذور الجاهلية وجورها على المرأة فأعطاها المكانة اللائقة بها، وصان حقوقها، ورسخ واجباتها، يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِسورة البقرة الآية 228 ، وفى الحديث: "النساء شقائق الرجال" رواه أبو داود.
ويعلن القرآن التسوية بين الرجل والمرأة فى التكاليف العامة فيقول: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ سورة النحل الآية 97، ويقول: ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا سورة النساء الآية 124.
في هذا الوقت الذى أعلن القرآن فيه هذه الحقائق وفى نفس العصر "انعقد فى أوروبا مجمع ما كون 586م ليبحث فيه شأن المرأة، وكان السؤال المطروح: هل المرأة إنسان؟
وصدرت القرارات: أن المرأة ليس إلا خادمة للرجل ؟[1].
بينما الآيتان في سورة النحل والنساء التى ذكرناهما "نص صريح وضعه الإسلام على وحدة القاعدة فى معاملة شِقَي النفس الواحدة – من ذكر وأنثى – كما هما نص صريح فى اشتراط الإيمان بقبول العمل، ونص صريح أيضاً على التسوية بين شقى النفس الواحدة فى موقفهما من العمل والجزاء.
يقول الحق سبحانه ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ سورة آل عمران الآية 195.
لقد قرن الإسلام بين الرجل والمرأة وخاطبهما خطاباً واحداً، وكلفهما تكليفاً واحداً ووعدهما معاً إن أحسنا بجزاء واحد، قال الله تعالى :﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا سورة الأحزاب الآية 35.
يقول صاحب الظلال: "وتذكر المرأة فى الآية بجانب الرجل كطرف من عمل الإسلام فى رفع قيمة المرأة وترقية النظرة إليها فى المجتمع، واعطائها مكانها إلى جانب الرجل فيما هما فيه سواء من العلاقة بالله، ومن تكاليف هذه العقيدة فى التطهر والعبادة والسلوك القويم فى الحياة"[2].
ومن هنا بدأت شخصية المرأة تأخذ دورها فى المجتمع فهى زوجة وربة بيت، وصانعة رجال فى المقام الأول، وهى حاضرة لمجلس النبى صلى الله عليه وسلم وهى مشاركة فى الحرب تسقى العطشى، وتداوى وترعى الجرحى، وتشترك فى القتال إذا حمى الوطيس، وهى مهاجرة وحافظة للقرآن ورواية للحديث، وهى شاعرة ومصلية فى المسجد وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعد لها فى مجالسه وفى الصلاة مكاناً خاصاً بها.
يقول إدوارد جبيون: "إن الشجاعة التى أعربت عنها المرأة المسلمة فى موقعة اليرموك وفى غضون حصار دمشق لأعظم مما يتناوله التقدير، ووصف المؤرخون بطولات خولة بنت الأزور الكندى والخنساء التى استشهد أولادها الثلاثة فى موقعة واحدة فاستقبلت استشهادهن بإيمان صادق، بينما كان لها موقفها العاصف فى الجاهلية عندما مات أخوها صخر"[3].
وكما غير الإسلام مفهوم المرأة الإنسانى فى أمر الحياة والأسرة والمجتمع، فقد أعطى الإسلام المرأة حريتها الفكرية حتى استطاعت امرأة أن تواجه عمر وتعارضه فى المسجد حين دعا إلى تحديد المهور فقالت له: ما يحل لك هذا والله تعالى يقول: ﴿ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا سورة النساء الآية 20، وأجاب عمر فى صراحته المعهودة أصابت امرأة وأخطأ عمر، وبمثل هذه المسلمة التى عرفت واجباتها ومثيلاتها انتصر الإسلام وساد ووجد الجيل الكريم والرعيل الأول.
والآن ننظر سوياً: كيف انتصر الإسلام؟
انتصر الإسلام وساد يوم أن وجدت الأم المسلمة التى أوجدت البيت المسلم وصنعت من الخامات البشرية صوراً حية للإيمان الصادق، تأكل الطعام وتمشى فى الأسواق وتقوم بها الحجة على الناس وانتصر الإسلام يوم أن صاغت الأم المسلمة من الجيل الأول قرآناً حياً يسير على ظهر الأرض، يراه الناس فيرون مصداقية هذا الدين.
إن النصوص وحدها لا تكفى، وإن المصحف وحده لا يعمل حتى يتمثل فى رجل مؤمن رجل عقيدة وامرأة مؤمنة تؤمن بالإسلام ودوره العظيم فى هذه الحياة، وتربط حاضرها ومستقبلها بما آمنت به.
"لقد انتصر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم يوم صاغ من فكرة الإسلام شخوصاً، وحول إيمانهم بالإسلام عملاً، وطبع من المصحف عشرات من النسخ ثم مئات وألوفاً، ولكنه لم يطبعها بالمداد على صحائف الورق إنما طبعها بالنور على صحائف القلوب، وأطلقها تعامل الناس، وتأخذ منهم وتعطى، وتقول بالفعل والعمل ما هو الإسلام"([4]).
وحينئذ ستقدم لنا المسلمة النموذج المنشود، وهو ثمرة تربية جادة، أدركت أن المبادئ بمفردها لا تعيش حتى تكون سلوكاً عملياً مهتدياً بهدى الإسلام.
ولذلك علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الهدف الحقيقى للمرأة أولاً هو صناعة الرجال لا إلقاء الخطب والمواعظ والدروس، فهذا أمر فى المرتبة الثانية.
إذن وظيفة المرأة ودورها الخطير فى داخل الأسرة، فى مملكتها الكبرى البيت، هذا المكان الآمن الذى يجمع الكل، فيه الراحة بعد التعب وفيه السكون بعد الإجهاد وإن كل متاعب الحياة لتزول فى البيت المنتظم السعيد، وإن آلام وجراح الرجل والأحداث التى يلقاها طوال النهار لتمر عليها يد المواساة الرحيمة فى البيت المسلم فتذهب آثارها، وتنسى بمجرد رؤية الزوج لأهله وأولاده، فمملكة البيت أساس كل مٌلك ودعامة كل مجتمع.
أختى المسلمة:
احذرى النداءات المريضة والمغرضة من أشباه الرجال أعداء المرأة فى الحقيقة، الذين يدعون ليل نهار إلى خروج المرأة للعمل على اطلاقه سواء أكان لعذر أم لغير عذر؟ وسواء أكان مناسباً للمرأة أم غير مناسب؟
إنها دعوة ضد البيت الآمن والاستقرار والتربية، وهى دعوة ثبت فشلها، وعرض المرأة لدفع الثمن من راحتها واستقرارها وأفقدها رأس مالها، كما عرض كرامتها للامتهان.
فالرجل الذى يدعو لعمل المرأة بإطلاقه، ويدعو لتحمل تبعات الحياة فى خارج بيتها، حليف للشيطان، والمرأة التى تصدق ذلك وتستجيب له عدوة لنفسها ومنساقة وراء الأهواء.
الأخت المسلمة: كرامتها فى صيانة نفسها، وعزتها فى طاعتها لربها، ومكانها اللائق بها والذى خلقت من أجله هو بيتها وزوجها وأولادها.
ومنصبها خطير جليل: تربية الأبناء وتكوين الرجال، قال الله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ سورة الأحزاب الآية 33.

التعديل الأخير تم بواسطة قاصرة الطرف ; 20-01-2007 الساعة 06:29 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.89 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]