عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-02-2006, 07:37 PM
almsri_2 almsri_2 غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 888
افتراضي تتمة الحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية

21) ركز الصهاينة على تهويد مدينة القدس، فسيطروا على 86% منها، وملؤوها بالمهاجرين اليهود (450 ألف يهودي مقابل 210 ألاف فلسطيني حسب إحصائيات سنة 2000). وفي منطقة القدس الشرقية ـ حيث المسجد الأقصى ـ أسكنوا نحو 200 ألف يهودي بعد أن أحاطوها بسوار من المستوطنات اليهودية يعزلها عن محيطها العربي الإسلامي. وأعلنوا أن القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني. واهتم اليهود الصهاينة بالسيطرة على المسجد الأقصى، فصادروا الحائط الغربي للمسجد الأقصى (حائط البراق)، ودمروا حي المغاربة المجاور له، وصادروا أرضه. وأنهوا حتى الآن عشر مراحل من الحفريات تحت المسجد الأقصى، وحفروا أربعة أنفاق بشكل يهدد بانهيار المسجد في أي لحظة. وتَشكَّل نحو 25 تنظيم إرهابي يهودي يهدف إلى تدمير الأقصى وإقامة الهيكل اليهودي مكانه. وقاموا خلال 1967 ـ 1998 بأكثر من 112 عمل عدائي ضد المسجد الأقصى (72 منها بعد اتفاق أوسلو1993)، وكان أشهر الاعتداءات إحراق المسجد الأقصى في 21 آب/أغسطس 1969.








22) تمسك اللاجئون الفلسطينيون بحقهم في العودة إلى أرضهم، ورفضوا كل مشاريع توطينهم خارج أرضهم والتي وصلت إلى 243 مشروعاً، ورغم أن الأمم المتحدة أصدرت أكثر من 110 قرارات بحق اللاجئين في العودة، إلا أن أياً منها لم ينفذ بسبب إصرار الكيان الصهيوني على رفضها، وعدم جدِّية الدول الكبرى والمجتمع الدولي في إجباره على ذلك. ويبلغ الآن (سنة 2003) عدد اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من الأرض المحتلة سنة 1948 أكثر من خمسة ملايين و400ألف، بينما هناك نحو مليون فلسطيني من أبناء الضفة والقطاع محرومون من حق العودة إلى أرضهم. أي أن هناك نحو 6 ملايين و400 ألف لاجئ يمثلون 68.8% من شعب فلسطين، وهذا يُعدّ أكبر عدد للاجئين بين شعوب العالم، وهي أيضاً أعلى نسبة للاجئين في العالم وبفارق مضاعف عن أي شعب آخر. وتمثل قضية اللاجئين الفلسطينيين أقدم وأطول وأكبر مأساة إنسانية للاجئين في القرن العشرين.




23) تعاملت الأمم المتحدة مع قضية فلسطين على أنها قضية لاجئين منذ 1949 وحتى بداية السبعينيات من القرن العشرين. ومنذ 1974 أخذت تصدر قرارات كثيرة بأغلبية ساحقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير، وبشرعية الكفاح الفلسطيني (بما فيه الكفاح المسلح) لاسترداد الحقوق المغتصبة، وباعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال التفرقة العنصرية، وبحق اللاجئين غير القابل للتصرف في العودة إلى أرضهم. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا على استعداد دائم لدعم الكيان الصهيوني في رفض هذه القرارات وتجاهلها وإجهاضها، واستخدام حق النقض "الفيتو" لمنع التنفيذ العملي لأي منها. في الوقت نفسه استخدموا هذه "الشرعية" الدولية لإقامة الدولة الصهيونية على أرض فلسطين وترسيخ وجودها، مما يكشف عن الوجه القبيح الظالم لهذه "الشرعية".








وطوال تاريخ القضية الفلسطينية ظلت إحدى الإشكاليات الكبرى تتمثل في انحياز القوى العظمى الصارخ للمشروع الصهيوني، وخصوصاً في التسليم فيما يسمَّى "حقُّه" في إنشاء دولته على الأرض التي اغتصبها سنة 1948، أي 77% من أرض فلسطين.








24) مثلت الفترة 1967ـ1970 الفترة الذهبية للعمل الفدائي والمقاومة الفلسطينية، غير أنها حرمت منذ 1971 من استخدام الساحة الأردنية، ورغم تركزها بعد ذلك في الساحة اللبنانية إلا أنها عانت من محاولات الاستهداف والاجتثاث خلال الحرب الأهلية اللبنانية 1975 ـ 1990، وأسهم العدوان الصهيوني المستمر على لبنان، واجتياحه الجنوب اللبناني سنة 1978 وتشكيله لحزام أمني عميل، ثم اجتياحه الجنوب سنة 1982في ضرب البنية التحتية للمقاومة وإجبار (م. ت. ف) ومقاتليها على الانسحاب من لبنان. وبذلك أُغلقت كل الحدود العربية مع الكيان الصهيوني في وجه المقاومة الفلسطينية.








25) وبشكل عام ، عانت الثورة الفلسطينية بشدة من أشقائها العرب "الألدَّاء"، واستُنـزفت طاقاتها ودماؤها في صراعها مع الأنظمة العربية التي حاولت ترويضها وضبطها، والتحدث باسمها والقفز فوقها. وبعد حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 ضد الكيان الصهيوني، والتي حققت أساساً انتصارات معنوية لمصر وسوريا، وبعد أن عُدَّت (م.ت.ف) ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني 1974، أخذ يتضاءل الشعور العربي بالمسئولية تجاه فلسطين. وبتوقيع مصر لاتفاقيات كامب ديفيد في أيلول/سبتمبر 1978 خرجت أقوى قوة عربية من الصراع العربي ـ الصهيوني، ثم إن الحرب العراقية ـ الإيرانية1980 ـ 1988، وتراجع الدعم المالي الخليجي للثورة الفلسطينية بسبب انخفاض أسعار النفط، فضلاً عن الاجتياح العراقي للكويت 1990، وما نتج عنه من حرب الخليج، ومن تمزّقٍ عربي إسلامي واسع، بالإضافة إلى انهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية، كل ذلك أدى لإضعاف المقاومة الفلسطينية وتوجه قيادة (م.ت.ف) نحو التسوية السلمية، وبالتالي حصر نشاطها في دائرة "الممكن السياسي"، خصوصاً مع وجود استعداد ذاتي لدى قيادة (م.ت.ف) للتنازل عن بعض الثوابت، مقابل الاستمرار في القيادة وفي تمثيل الفلسطينيين .








26) أعطت الانتفاضة المباركة 1987 ـ 1993 زمام المبادرة للداخل الفلسطيني، وبرز التيار الإسلامي بقوة ليعود عنصراً أساسياً في المقاومة الفلسطينية، وخصوصاً من خلال حركة المقاومة الإسلامية حماس، وأحيت الانتفاضةُ التعاطفَ والاهتمام العربي والإسلامي والدولي بالقضية الفلسطينية، لكن الظروف السائدة وطبيعة العقليات القيادية الفلسطينية والعربية لم تسمح بتأجيجها وتوسيعها باتجاه التحرير، وإنما استخدمتها للاستثمار السياسي السريع باتجاه التسوية مع الكيان الصهيوني الغاصب.








27) مع تزايد ضعف (م.ت.ف) أخذ التيار المؤيد للتسوية السلمية مع الكيان الصهيوني في الاتساع في أوساط المنظمة إلى أن جاء قرارها في تشرين الثاني/نوفمبر 1988 بالاعتراف بقرار الأمم المتحدة 181 الداعي لتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، وقرار مجلس الأمن 242 الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر 1967 الذي يتعامل مع قضية فلسطين بكونها قضية لاجئين ،ويدعو لحل القضية بالطرق السلمية. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1991 دخلت (م.ت.ف) والدول العربية في مفاوضات سلمية مباشرة مع الكيان الصهيوني في مدريد. وخلال حوالي سنتين لم يستطع وفد المنظمة الرسمي التوصل إلى اتفاق مع الكيان الصهيوني. ولم تحدث أية حالة انفراج إلا من خلال قناة مفاوضات سرية مختلفة كانت قد فتحت في كانون الأول/ديسمبر 1992 ،وأدت إلى ما يعرف باتفاق أوسلو أو "غزة ـ أريحا أولاً"، الذي تم في أوسلو بالنرويج، والذي وقعت عليه رسمياً المنظمة مع الكيان الصهيوني في واشنطن في 13 أيلول/سبتمبر 1993.






28) تعترف قيادة (م.ت.ف) من خلال اتفاق غزة ـ أريحا بحق "إسرائيل" في الوجود، وبشرعية احتلالها وملكيتها لـ 77% من أرض فلسطين، وتتعهد (م.ت.ف) بالتوقف عن المقاومة المسلحة والانتفاضة، كما تتعهد قيادة (م.ت.ف) بحذف وإلغاء كافة البنود الداعية لتحرير كل فلسطين وتدمير الكيان الصهيوني من ميثاقها الوطني، وتتعهد أيضاً بحل كافة المشاكل بالطرق السلمية. وبهذه الاتفاقية تشطب منظمة التحرير ـ عملياً ـ نفسها وأهدافها وميثاقها. وتحصل قيادة المنظمة، في مقابل ذلك، على اعتراف من "إسرائيل" بها باعتبارها ممثلة الشعب الفلسطيني، وتُعطى حكماً ذاتياً محدوداً في قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية، على أن يتم حلُّ القضايا الرئيسية الأخرى خلال خمس سنوات.








29) ووجه اتفاق أوسلو (غزة ـ أريحا) بمعارضة قوية فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، وكانت أبرز نقاط الاعتراض:








ـ لقد أفتى علماء المسلمين الموثوقون بعدم جواز التسوية السلمية مع الكيان الصهيوني، حسبما يريد الداعون إليها، وبضرورة الجهاد المقدس لتحرير الأرض المغتصبة وإرجاعها كاملة تحت راية الإسلام. وباعتبار هذه المعركة بين حق وباطل تتوارثها الأجيال حتى يأذن الله بالنصر والتمكين، وبأن فلسطين أرض وقف إسلامي لا يملك أحد حق التنازل عنها، ولا يجوز لجيل إن انتابه حالة ضعف أن يحرم الأجيال القادمة من حقها. كما أن قضية فلسطين هي قضية كل المسلمين الذين يرفضون التنازل عن حقهم فيها مهما طال الزمن، وليست قضية الفلسطينيين وحدهم فضلاً عن أن تكون قضية (م.ت.ف) أو قيادتها.








ـ انفردت قيادة م.ت.ف. بإقرار اتفاق أوسلو دون الرجوع إلى الشعب الفلسطيني، حيث توجد معارضة قوية لهذا الاتفاق في أوساط الإسلاميين والوطنيين واليساريين على السواء، وحتى في أوساط حركة فتح نفسها.








ـ أجّل هذا الاتفاق البتّ في أهم القضايا الرئيسية وأكثرها حساسية، وأصبح حسمها مرتبطاً بمدى "كرم" الطرف الصهيوني، الذي استغل قوته لفرض شروطه على الطرف الفلسطيني الأضعف، وأبرز هذه القضايا:




أ. مستقبل مدينة القدس




ب. مستقبل اللاجئين الفلسطينيين.




ج. مستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة.




د.طبيعة الكيان الفلسطيني المستقبلي وصلاحياته وحدوده.








وبعد أكثر من ثمانية سنوات من المفاوضات لم يتم حل أي من القضايا الكبرى، بينما يسابق الكيان الصهيوني الزمن في تهويد الأرض المحتلة تحت يديه دونما احترام لأي تعهدات أو اتفاقات، ولم تتسلم السلطة إدارياً وأمنياً أكثر من 18% من أرض الضفة الغربية، و60% من قطاع غزة، أي نحو 4.72% فقط من مساحة فلسطين التاريخية، بينما يخضع لإدارتها ولكن تحت الإشراف الأمني المشترك مع الكيان الصهيوني نحو 24% من مساحة الضفة، في الوقت الذي احتفظ فيه الصهاينة بالسيطرة الكاملة أمنياً وإدارياً على 58% من الضفة الغربية و40% من قطاع غزة.








ـ وافق هذا المشروع رغبة صهيونية هدفت إلى التخلص من عبء مناطق الكثافة السكانية الفلسطينية بما تحمله من مشاكل أمنية واقتصادية، وكانت "إسرائيل" تحلم بالتخلص من قطاع غزة الذي يعتبر من أكثف المناطق السكانية في العالم ،بل وسبق أن عرضته على مصر التي رفضت ذلك.








ـ الحصيلة العملية للاتفاق إدارة حكم ذاتي ذات صلاحيات تنفيذية محدودة مرتبطة بالاحتلال وتحت هيمنته المباشرة، وللكيان الصهيوني حق النقض "الفيتو" على قراراتها وقوانينها التشريعية، كما حُرِمت السلطة الفلسطينية من حق تشكيل جيش خاص بها، وهي لا تملك أن تُدخل أية أسلحة إليها إلا بإذن الكيان الصهيوني.








ـ أصبحت إدارة الحكم الذاتي مضطرة لقمع وسحق أي جهاد وعمليات مسلحة ضد الكيان الصهيوني، والقبض على مجاهدي المنظمات الفلسطينية لإثبات "حسن نواياها" وحرصها على "السلام"، وتشكلت لها تسعة أجهزة أمنية تحصي على الناس أنفاسهم، بينما كان أداؤها أكثر ضعفاً في الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، واستشرى الفساد في أجهزتها. ولم تخفف السلطة من قبضتها الأمنية على الناس إلا إثر اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول/سبتمبر 2000.








ـ ظلت الحدود تحت السيطرة "الإسرائيلية"، وظل دخول مناطق السلطة الفلسطينية أو الخروج منها مرتبطاً "بحقّ" الصهاينة في إعطاء الإذن بذلك أو منعه.








ـ لا تشير الاتفاقية إلى حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وإنشاء دولتهم المستقلة، ولا تتحدث عن الضفة الغربية وقطاع غزة باعتبارها أراضٍ محتلة.








ـ فتح هذا الاتفاق الباب على مصراعيه للدول العربية والإسلامية لعقد اتفاقيات وبناء علاقات مع الكيان الصهيوني، وأعطى الفرصة للتغلغل الصهيوني في المنطقة وتحقيق الهيمنة الاقتصادية، وضرب القوى الإسلامية والوطنية في المنطقة.








30) أكدت انتفاضة الأقصى (أيلول/سبتمبر 2000 ـ الآن (تشرين الثاني/نوفمبر2003) تمسّك الشعب الفلسطيني بحقه في أرضه، وأكدت تفاعل الشعوب العربية والإسلامية الواسع مع الانتفاضة ، كما أكّدت البعد الإسلامي للقضية، وكشفت شراسة الصهاينة والوجه القبيح لأدعياء السلام الصهيوني، كما وجهت لطمة كبيرة لمشروع التسوية، الذي يجري على حساب حقوق الأمة وثوابتها. وعانى أبناء فلسطين من ظروف في غاية القسوة، واستشهد منهم أكثر من 3300 وجُرح أكثر من 45 ألفاً ووصلت نسبة العاطلين عن العمل إلى نحو 58%… لكن صمودهم الرائع ومقاومتهم البطولية، التي شاركت فيها كافة الفصائل الفلسطينية، أحدثت لأول مرة "توازن رعب" مع الكيان الصهيوني، الذي تعرّض لضربات قاسية في كل مكان، مما أدى إلى مقتل نحو 890 صهيونياً وجرح أكثر من 6250 آخرين. كما أدى استمرار الانتفاضة إلى إسقاط الخيار الأمني الصهيوني، وإلى تدهور الاقتصاد الصهيوني، وتدمير قطاع السياحة، وإلى هجرة يهودية معاكسة متزايدة إلى خارج فلسطين. وبذلك، هزت الانتفاضة الدعامتين اللتين يقوم عليهما المشروع الصهيوني، وهما الأمن والاقتصاد.








31) تعرض نصارى فلسطين إلى الظلم والقهر والتشريد نفسه الذي تعرض له مسلمو فلسطين. وشاركوا في الحركة الوطنية الفلسطينية منذ بدء الاحتلال البريطاني لفلسطين. وقدّموا نموذجاً للتماسك والوحدة الوطنية في وجه المشروع الصهيوني، وشاركوا في الدفاع عن عروبة فلسطين بالكلمة والقلم والبندقية. وعبّروا عن انتمائهم الحضاري للمنطقة بهويتها ولغتها وتراثها.






32) إن حب الوطن والدفاع عن أرضه وشعبه ومقدساته هو واجب شرعي وحق إنساني، وإن المشاعر الوطنية وحب القوم والعشيرة هو سلوك طبيعي ما دام لا يحرم حلالاً ولا يحل حراماً، ولا ينتقص من حقوق الآخرين. وإن دوائر العمل لفلسطين سواء كانت وطنية أم عربية أم إسلامية أم إنسانية هي دوائر تركيز متكاملة متناغمة، ويجب ألا تكون متعارضة.






ومن جهة أخرى، فإن السعي لعلاج أمراض المجتمع وتحقيق التطور الحضاري والتمكين لدولة الإسلام في الأرض، والسعي لتحقيق الوحدة العربية والإسلامية، وكذلك السعي لتحرير فلسطين، هي جهود متكاملة، يخدم بعضها بعضاً، ويمكن أن تسير جنباً إلى جنب، دونما تعارض أو تضاد.






33) الإسلام دين السلام، فالله هو السلام، وتحية المسلمين فيما بينهم السلام، والجنة هي دار السلام. والعلاقة في الإسلام مع الآخرين قائمة على التسامح الديني والتعارف والتعايش السلمي والحوار بالتي هي أحسن. وبالتالي، فإن الإسلام هو ضد "الإرهاب" وضد قتل الأبرياء. والإسلام في الوقت نفسه هو دين الحق والعدل والحرية، يأبى أتباعه أن يُظلموا كما يأبون أن يَظلموا، ويرفضون الدنيّة في دينهم، ويبذلون الغالي والنفيس دفاعاً عن كرامتهم وأرضهم ومقدساتهم. ولا يمكن لأي "سلام" في فلسطين أن يقوم بناء على ظلم أهلها واغتصاب حقوقهم وإخراجهم من أرضهم. وإن فرض شروط القاهر الغاصب على شعب مستضعف قد يوصل إلى "تسوية" مؤقتة، ولكنه لن يؤدي إلى السلام. وسيظل الجهاد لتحرير فلسطين واجباً وشرفاً ووساماً على صدر كل شريف، ولا عبره بالطغيان الإعلامي الصهيوني والغربي الذي يتلاعب بألفاظ ومصطلحات "الإرهاب" و "السلام".







34) إن المسلمين لا يقاتلون اليهود لمجرَّدكونهم يهوداً فقط. فالأصل في علاقة المسلمين بأهل الكتاب أو أهل الذمة هو العدل والإحسان وإعطاء كافة الحريات والحقوق الدينية وحقوق المواطنة الكاملة لهم تحت حكم الإسلام، وإن "المشكلة اليهودية" والعداء للسامية نشأت في أوربا وليس في العالم الإسلامي الذي كان اليهود يلجأون إليه آمنين من الاضطهاد والتعصب الديني والقومي في أوربا. إن المسلمين يقاتلون اليهود الصهاينة المعتدين الذين اغتصبوا أرض فلسطين وشردوا شعبها وانتهكوا مقدساتها، وسيقاتل المسلمون أية فئة أو جماعة تحاول احتلال أرضهم مهما كان دينها أو قوميتها.






35) إن الإسلام ينبغي أن يكون هو القاعدة التي يستند إليها مشروع التحرير وتتبير المشروع الصهيوني، لأن الله سبحانه تكفل بنصر عباده الصادقين، ولأن الإسلام هو عقيدة الأمة، وبه خيرها وفلاحها، ولأنه الأقدر على تعبئة الجماهير وحشد طاقاتها، ولأن تجارب التاريخ (سواء في فتح القدس أو تحريرها من الصليبيين والتتار) أثبتت نجاح الحل الإسلامي، كما أثبت تاريخنا الحديث والمعاصر فشل الأيديولوجيات الأخرى.






36) إن أبرز معالم الحل الإسلامي لقضية فلسطين تتمثل في:


أ. تبني الإسلام عقيدة وسلوكاً ومنهج حياة، والحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى.


ب. القيادة الإسلامية الكفؤة الصادقة هي وحدها المؤهلة لمواجهة المشروع الصهيوني وهزيمته.



ج. توسيع دائرة الصراع مع العدو اليهودي الصهيوني ليشمل العالم الإسلامي بأسره، وعدم قصر هذا الصراع على الدائرة الفلسطينية أو الدائرة القومية العربية. لأن تحرير فلسطين أصبح فرض عين على كل مسلم، ولأن الصهاينة اليهود ينفذون مشروعهم بشكل عالمي منظم، فلا بد من مواجهة مكافئة ترتقي إلى مستوى التحدي.




د. دعم شعب فلسطين ومساندته وتأهيله بكافة الوسائل، لكونه خط الدفاع الأول عن الأمة الإسلامية، حتى يثبُتَ على أرضه، ويستمر في صموده وجهاده.




هـ. السعي لتحقيق نهضة حضارية تكون مدخلاً للتغيير والارتقاء الإيجابي الشامل في مجتمعاتنا المسلمة سياسياً واقتصادياً وعلمياً وعسكرياً، حتى يكون المسلمون قادرين ذاتياً على مواجهة تكاليف الجهاد وأعباء التحرير، وتحقيق شروط التمكين والاستخلاف في الأرض وريادة الإنسانية.





37) إن القضية الفلسطينية قضية ذات أبعاد إنسانية كبرى، إذ تمثل صرخة المظلوم في وجه أدعياء حقوق الإنسان، وتكشف المعايير المزدوجة وسوءات النظام الدولي الجديد، وتزري بالنفاق المقيت لحضارة تزهو بالتقدم والمعرفة والتكنولوجيا وترعى حقوق الحيوان، بينما تتقبل أن يُرمى أكثر من ستة ملايين و 400 ألف لاجئ في العراء، وأن تحل جماعات يهودية من أشتات الأرض وفق دعاوى بالية ـ لا تتوافق مع منطق التاريخ ولا قيم المدنية الحديثة ولا القوانين الدولية ـ مكان قوم عمروا الأرض منذ 4500 عام. وأن تسفك الدماء في الأرض المقدسة، التي يجب أن تكون أرضاً للمحبة والسلام. إن الحركة الصهيونية واحتلالها لفلسطين هي النموذج المتبقي للاستعمار التقليدي الأوروبي الغربي الذي زال عن أرجاء العالم، ويجب أن يزول عاجلاً أم آجلاً عن فلسطين.





38) إن العلو اليهودي في الأرض حقيقة لا مراء فيها، وإن النفوذ اليهودي الصهيوني في دوائر القرار والتأثير العالمية واضح مشهود سواء كان ذلك في السياسة أم الإعلام أم الاقتصاد، وخصوصاً في الولايات المتحدة. وإذا كان الله سبحانه قد قدّر لهم سُبل العلو والنفوذ، فإنه لا ينبغي أن يُضخّم الأمر، كما لا ينبغي أن يُنظر لليهود وكأنهم وراء كل صغيرة أو كبيرة من الأحداث، أو كأنهم قدر الله الغالب. فهم بشر خلقهم الله، وتجري عليهم سنن الله في الكون والتدافع وتداول الأيام. وإذا كانوا ينجحون ـ بقدر الله ـ بجدهم ومثابرتهم وحسن تنظيمهم، فقد وقعت لهم كوارث كثيرة في تاريخهم. وينبغي أن يُنظر إلى هذا العلو باعتباره حافزاً للمسلمين للاستجابة لهذا التحدي، ولاستكمال شروط الاستخلاف في الأرض والنهضة الحضارية.





39) إن وجود الكيان الصهيوني في فلسطين ـ قلب العالم الإسلامي ـ وحشده لأسلحة الدمار الشامل بما فيها 200 قنبلة نووية، وقدرته على تعبئة جيش يصل إلى 700 ألف جندي خلال 72 ساعة، سوف يظل الفتيل المشتعل الذي يهدد السلام العالمي بالانفجار، ويهدد بحرب عالمية ثالثة. فالمسلمون سيملكون يوماً ما أسباب القوة وأسلحة الدمار الشامل، وهم لم ولن يتنازلوا عن أرضهم ولن يقبلوا كياناً في قلبهم يضعفهم ويمزق وحدتهم، وسيسعون لإزالته كما أزالوا غيره من قبل. وعند ذلك ستعلم القوى الكبرى أن الظلم الذي اقترفته بإيجاد هذا الكيان سيجلب على الإنسانية الموت والدمار، وخير لهذا الكيان أن يتفكك قبل أن تأتي تلك اللحظات الرهيبة.








40) إن هزيمة المشروع اليهودي الصهيوني في فلسطين واندحار ليست أمراً ممكناً فقط، وإنما هي حقيقة أكيدة لأنها بشرى ربانية، جاءت في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولأنها بشرى نبوية، حدثنا عنها المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي لا ينطق عن الهوى. ثم لأن سنن الله سبحانه في الكون وتجارب التاريخ تخبرنا أن الظلم لا يدوم، وأنه على الباغي تدور الدوائر، وأنه لا يضيع حق وراءه مُطالِب.
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.92 كيلو بايت... تم توفير 0.68 كيلو بايت...بمعدل (2.30%)]