عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-01-2007, 12:11 AM
الصورة الرمزية اخت مسلمه
اخت مسلمه اخت مسلمه غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 24
الدولة : Egypt
01 علماء أحياء.. ولكنهم ميتون !



علماء أحياء.. ولكنهم ميتون !
نرفع أصواتنا عالياً ونحن نطالب الأمة بأن تلتفّ حول علمائها، وأن ترجع إليهم لاستشارهم والنزول عند رأيهم وحجتهم؛ خاصة في النوازل والمدلهمات التي تصيب الأمة في دينها وعقيدتها، وتسلب معها الأوطان والأعراض.
ولا شك ولا ريب أن الواجب يحتّم على الأمة ذلك؛ فالعلماء ورثة الأنبياء، وهم ولاة الأمر للأمة، وشعلة الهدى التي تنير لها الطريق، وتأخذ بيدها إلى مواطن الأمان من الضياع والفتن.
ولكن - ونحن ندعو الأمة إلى التمسك بهذا الواجب العظيم - ثمة أسئلة مهمّة تدور في خلَد عامة الناس: من هم العلماء؟! وأين العلماء؟! أين هم مما يجري على الساحة من أحداث؟! ما هي برامجهم وأطروحاتهم للخروج من المأزق الذي نعيشه؟! وهل يدركون حقيقة ما يُراد بهذه الأمة؟!
من المفترض أن تكون أجوبة هذه الأسئلة ماثلةً أمام عيوننا كالقمر، ولكنّ الحقيقة المرّة هي أن الأجوبة غائبة بغياب علمائنا عن ساحة الأحداث !!
قد لا يُستغرب أن يكون هناك فجوة بين الحكام وشعوبهم، ولكن الغريب العجيب هو هذه الفجوة الواقعة بين علماء الأمة وشعوبها !!
وهنا سؤالات أخرى: أين الخلل؟! هل المشكلة في هذه الأمة أنها لم تنجب علماء على مستوى الأحداث؟ أم أن المشكلة في العلماء الذين استثقلوا طول الطريق، ومشقة المسير، وبُعد الهدف؟! هل ينبغي على الأمة أن تكون صالحة فتُنجب العالِمَ الصالح لتسير من وراءه؟ أم الواجب أن يصنع العالمُ الأمةَ الصالحة التي تسمع له وتطيع؟! ثم لماذا فُقدت هيبة العلماء؟! أهو الوقوف على أبواب السلاطين بل ولوجها إلى أحضان القصور؟! أم فساد السلاطين واستبعاد العلماء عن مواقع صنع القرارات؟! أم أن قلوب الشعوب فسُدت إلى درجة أنها لا تصيبها هيبةُ العالم؟!
لعلّ هذه الأسئلة تجيب عن نفسها بنفسها، وترسم صورة مؤلمة للواقع المرير الذي يشكو أمره إلى الله.. يشكو إلى الله فساد الأمة بجميع أوصافها ومراتبها !!
إن ((موت العالِم موتُ العالَم))؛ كلمة قالها أحد السلف رحمهم الله، استنبطها من مشكاة النبوة ونور الوحي.. ومن حق المرء هنا أن يتساءل: أليس غياب العالِم بمثابة موته؟! ما قيمة حياة العالم إذا لم يكن حيّاً بين الأمة، يحييها من رقادها الذي غدى بها قريباً من الجثة الهامدة؟!
بكل ألم أقول: إنّ بعض العلماء ميتون، يُنقصون الأرض من أطرافها، مع أنّهم يتنفّسون بين جدران أربعة مغلقة الأبواب والنوافذ !!

كتبه الشيخ :وائل البتيرى
__________________
اذا اردت العزه فبالاسلام وحده وليس بغيره
بك أستجير فمن يجير سواكـا
فأجر ضعيفاً يحتمي بحماكـا

إني ضعيف أستعين على قوى
ذنبي ومعصيتي ببعض قواكـا

أذنبت ياربي وآذتنـي ذنـوب
مالهـا مـن غافـر الاكــا


رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.31 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.20%)]