
27-12-2006, 05:31 PM
|
ادارية
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: بيروت
الجنس :
المشاركات: 13,572
الدولة :
|
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكراً جزيلاً على الموضوع..
أريد فقط أن أعطِ معنى للفن المتعارف عليه عالمياً بعض الشيء و ليس فقط ما يراه أو ما يريد أصحاب المصالح في تشويه كل ما هو جميل في تقديمه و تعريفه للمتلقي ، أكان عبر الفضائيات بكل ما تحويه من مسلسلات و أفلام ، أو الإعلانات الهابطة التي لا ترى إلا المرأة كوسيلة للجذب ، و المجلات الخليعة التي أصبحت و كأنها صور لنساء يظهرن أكثر مما يخفين ...
و بسم الله أبدأ
الفن هو وسيلة لأن يطبق أي إنسان ما يراه من صور للطبيعة أو إحساس أو موهبة ، بإبداع الحضور والتقديم ، فيرتقي بالأفكار بطريقة معبرة أكان بطريقة عقلية أو بطريقة ملموسة مرئية ، أو بطريقة أحساس مبدع يقصد فيها التعبير عن الجمال كما يوافق العقل و القلب ...
هناك أنواع عديدة من الفن ، فهناك مثلا الفنون الحرة ، بحيث يتفوق عمل الفكر على عمل اليد كفن الشعر و الخطابة ، و خاصة لو كان شعراً حكمياً ، يوافق العقل و يدخل القلب بطبيعته و سلاسته بحسن الكلام و الهدف من الحكمة..
و هناك فنون جميلة ، و هو نوع من الفن الذي يعبر عن جمال الأداء بالتعبير غير الملموس و لكن محسوس داخلياً ، مثلا الموسيقى .
أو نظرياً كفن التصوير و إلتقاط صور الطبيعة التي تبهر ناظرها فنسبح الخالق عز و جل .
و أيضا فن البناء ، و خاصة لو نظرنا إلى الفن الإسلامي في البناء ، و فن بناء المساجد التي تجعلنا نشكر اليد التي أحسنت جمال البناء و التزين الداخلي و الخارجي لدور العبادة الرائعة ، فتزيد روعة فوق روعتها ...
و هناك فنون فيها متعة خلال مزاولتها ، منها فنون يتبعها الفنانون الذين نشاهد لهم برامج و مسلسلات تلفزيونية ، و لكن طبعا ضمن الأصول الدينية و الكلمة و المعلومة الصحيحة الموثقة تاريخياً .
و أيضاًمتعة العزف الموسيقي.
و حتى متعة ركوب الخيل هو نوع من الفن الممتع لصاحبه و حتى لناظره..
و هناك نوع آخر و هو الفنون اليدوية التي تتدخل اليد المبدعة فيها أكثر من الإبداع الفكري ، كالنحت و فنون الكلام ، فالكلام بحد ذاته هو فن ، له أسلوب في الرد ، و الإستماع و النقاش ، و التوقيت ..
هذا بعض أنواع الفنون التي يجب أن نعلمها لأولادنا ، حتى يعرفوا الفرق بين الفن الحقيقي و الفن المتداول حالياً على الفضائيات و السينما و بعض المسارح ، التي لا تهدف إلى شيء.. لو أخذناها على غاربها هكذا دون أن نغربلها بمنطق العقل و الدين...
و كما تفضلت ، أنه الآن عندما نقول أمام أحد كلمة فن ، أول ما يتبادر إلى الأذهان هؤلاء الممثلين و تلك المغنيات شبه العاريات بأسم ( فنانة إستعراضية شاملة ) ، و ذلك المغني الذي يتمايل و يقفز على المسرح على إعتبار أنه فنان إستعراضي ، و لا نعرف إن كان يغني أو يمارس نوعا مختلفا من الرياضة !
بالنسبة للأولاد ، أعتقد من الصعب أن يدركوا معنى الفن الفعلي ، و خاصة في ظل الفضائيات التي أصبح عددها أصعب من أن نحصيها ، إلا لو ترافق ذلك بتوعية من الأهل ، مرافقاً لتوعية حثيثة من المدرسة ، و الأهم الحث على القراءة ، فمادة التاريخ ، هي لمعرفة تاريخ الشعوب و البلاد بكل ما فيها أكان خلال تمازجها بحضارات مختلفة أو إنتقالها للحرية الفكرية ، و هناك عصر النهضةالفكرية حمل الكثير من الفن الراقي تمثل بالأدب و الشعر و الخطابة و الكتابة و البناء ، و لم يتطرق ذلك العصر للتمثيل و الغناء و العري ، و هو الفن الوحيد للأسف تقريباً الذي يعيه أولادنا لكثرة مرور هذه الكلمة على الفضائيات ، و كل يوم يطالعونا ( بفنان) جديد ، لا يمت للكلمة بشيء...
و مع هذا ، أنا لست ضد هذا النوع من فن التمثيل الذي يحمل في بعض المسلسلات ، تجسيد لبعض المراحل التاريخية التي تجعلنا نرى الصورة بطريقة أوضح ، و قد تتركز المعلومة خلال مشاهدتها أكثر من قراءتها ، فبعض المسلسلات الإجتماعية التي تجسد لنا حقبة معينة من جيل إحتماعي كامل جعلتنا نعيش في مراحل فعلياً لم نكن موجودين فيها ، و أوصلت لنا فكرة واضحة ، و لكن يبقى أن أولادنا ، أولاد المسلمين يجب أن يكون مدركين تماماً لكل ما يعرض عليهم , و عرضه على العقل ، طبعا هذا بمراقبة دائمة و توجيه متواصل من الأهل..
و بالنسبة لسؤالك الأول ، هناك قسم كبير من الناس يعتبر الفن هو فقط للتسلية و إضاعة الوقت ، لعدم التفكير في ما يتعاملون معه بأكثر مما هو أمامهم..
بالنسبة لديننا الإسلامي ، أصبح من الصعب في الوقت الحال إعتبار رسالة الفن الحالية تمشي بصورة متوازية ، و ربما من الصعب أن يلتقيا ، إن لم يكن هناك عرض دائم لكل نوع من أنواع الفنون على شريعتنا الإسلامية و ما يوافقها و ما يخالفها ، و لهذا نقطة الإلتقاء أصبحت أصعب مع الوقت بسبب التطورات اليومية و المتسارعة ، و الذين يحاربون الإسلام من كل حدب و صوب و خاصة لو كان من بعض المسلمين أنفسهم...
أهم طريقة هي دائما التوعية للأهل أولاً , و بعدها توعية الأهل و المدارس للأولاد ، يعني يجب التعاون في هذا الأمر ، و التواصل الدائم من أجل أن لا يأخذ الأولاد المعنى الخاطئ لكل شيء ، بل المفهوم الواضح أكان في الفن و الثقافة أو أي أمر آخر..
أعذروا إطالتي الدائمة ، و شكرا على الموضوع المهم ، و فقك الله و عائلتك و أولادك جميعاً لما يحب و يرضيه عنا ان شاءالله
و أشكر أختنا ( قلم داعية ) على الإضافات ، وفقك الله أختي..
وفقك الله و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة والسلام على رسول الله
|