[نور]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أختي الكريمة ( أم نور )

كيف حالك أختي , و كيف حال أولادك وعائلتك ، أرجو الله أن تكونوا جميعاً بخير و عافية إن شاءالله.

أما بعد أختي ، أشكرك على هذا الموضوع الواقعي الذي ممكن أن نتعرض له جميعنا في بيوتنا مع أولادنا و أهلنا ..

جميعنا كنا صغار ، و كنا نعترض أو نتذمر ربما من أمر ما ، و نحاول أن نعطِ رأياً لأهلنا عليه ، لكن يبقى أن الصغير يعتقد أن رأيه قد يكون خاطئاً و أن أهله هم على حق ، فيقع بين أمرين و حيرة..

1- أو أن يتجرأ بقول إعتراضه أو رأيه أمام الأهل بما يخالف تصرف ما ، أو قرار ما ..

2- أو أن يخشَ أن يذكر رأيه أمام أهله ، و يترك حيرته في إبداء رأيه في نفسه ، و هذا ممكن يسبب مشكلة داخلية للولد في حرية التعبير..
لا أقول أن يكون الولد وقحاً في إبداء رأيه ، لا طبعاً ، الوقاحة خط أحمر ، و لن أتطرق إليه ، فالولد الوقح يكون وقحا بالكثير من التصرفات التي تجعله كذلك بدفع من أهله لعدم تربيته بالطريقة السليمة ، أنا هنا أتحدث عن العلاقة السوية بين الأهل والأولاد ، و عليه ، ربما يكون نقد بعض الأولاد بالمكان المناسب ، و يكون عندهم نظرة سليمة في النقد لا يجب أن نستهين بها ، و هذا الأمر برأيي يجب أن ينمَ مع أي طفل يشعر أهله أن نقده سليم ، و بالتالي يجب أن يساعدنه بالتوجيه الصحيح ...
برأيي الأولاد جميعاً يحترمون أهلهم و يقدرون أن لا يحاولوا النقد أمام الجميع ..
و من فعل هذا بعدم النقد بشكل فردي موجه ، هنا يجب العودة للأهل و ليس للولد ، لأنه من البداية يجب أن يعلموا الولدخصوصية التواجد و التصرف و النقد حسب الشخص الذي أمامهم ، فكيف بالأهل ،و عليه يجب أن يعلموا أولادهم أنه يجب إحترام أفكار الجميع ، فكما هو لديه فكرة يجب أن نحترمها و نناقش وجهة نظره ، فكذا أراء و أفكار الآخرين ، فلا يجب أن ننقد أحد ، بل أن نناقش ، النقد ليس جيد ، التحاور و النقاش في موضوع محدد هو الذي يجب أن يتعلمه الولد ، فالنقد قد لن يجدي الا بقول النقد و إنتهى ، بينما لو علمنا الولد أن يكون نقده بناء ، عندها يكون تحاوراً بقول أراء مختلفة نحاول أن نأخذ منها الصواب و نترك الخطأ..
بقي أن أطلب من الأهل ، أن لا يحاولوا أن ينهروا طفلهم أبداً ، فهذا قد يؤثر على شخصيته ، و هذا قد يقمع عنده فكرة الإبداعبتطور شخصيته ، و بالتالي لو كان عنده أي هواية يريد أن ينميها ، عندها قد يخشى أن يعرضها حتى لا ينهر أو ينتقد سلباً ...
و كما تفضلتِ أختي و الأخوات الكريمات ، أن يتخذ الأهل دائماً أولادهم أصدقاء ، فأفضل صديق للولد هو أبوه ، و أفضل صديقة للبنت هي أمها التي لم و لن تكون هناك من هي أفضل من مصادقتها ...
* ثم إن إنتقد الولد أحد والديه بطبع من طباعه ، فمؤكد لأنه يريد أن يكون والداه بصورة أفضل رآها فيهم ، و ما نقده لهم إلا لأنهم القدوة الأفضل له ،و يريد لهم أن يبقوا ذلك المثال الذي يجب أن لا يهتز أمامهم ، فأي صورة و لو كانت بكلمة خطأ ممكن أن تصدر من أب أو أم في وقت غضب أمام الأبناء ، سوف يتذكرها الولد عكس لو سمعها من أي أحد ، فأبواه هما الماستان أمامه اللذان يشعان بكل ما هو صواب و حق ، لا يريد أي غبار و لو كانت غبرة واحدة أن تمسهما ، لأنه بذلك سيتأثر بالقيمة الحقيقة التي يراها في والديه...
بقي أن كل واحد فينا للوهلة الأولى من النقد قد لن يتقبله ، و يجدها ثقيلة أنه تم نقده ، أكان من زوج أو أبن أو صديق أو قريب ، و لكن ممكن أن نتقبل النقد تبعاً لقرب الشخص منا بعد ذلك ، و معرفتنا إن هذا الشخص لم يكن ليوجه النقد لنا لولا أنه يحبنا بحق و يريد مصلحتنا بحق ، و عندها تدريجياً سوف نتقبل النقد ، و نجده إيجاباً و ننطلق منه لنحسن من أنفسنا و بالتالي ندعو للشخص لأنه هو السبب في تحسين أمر فينا...
أعذري إطالتي أختي الكريمة ، و أشكرك مجددا على طرح مشكلة واقعية ، هل في حقيقتها ليست مشكلة بل هي حلاً يعبر فيها الولد عما يريده أن يكون أمامه في أبهى صورة , و إلا لما إنتقد أساسا أهله الذين هما القدوة الصحيحة له...
تقبلي تحياتي و مشاركتي ، و سلامي و قبلاتي لأولادك ( من خالتو نونا ) و خاصة لأبنتك الحلوة لأنها تحبك و لأنك صديقتها و أمها الغالية ، فهي وجهت لك النقد ، و في النهاية تبين لك أنها كانت محقة ، لذا أرجو أن تقبليها عني لو سمحت مشكورة سلفاً...
و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله