عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 16-12-2006, 06:29 PM
رميته رميته غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: Algeria
الجنس :
المشاركات: 141
الدولة : Algeria
Angry تابع :

.
78-لقد حرصت وزارة التربية على تقديم بعض الخدمات لأبنائنا التلاميذ,وذلك لدراسة المشكلات التي تكتنفهم وتحيط بهم رغبةً منها في تذليل البعض من الصعوبات التي يتعرضون لها.ومن هذا المنطلق أنشأت ما يسمى بمنصب"المستشار التربوي".وقد حرصت أن تعين في كل ثانوية أو متوسطة مرشدا يقوم بدراسة أحوال التلاميذ-خاصة منها النفسية-,لكن الملاحظ أن الطريقة الحالية في الإرشاد في المتوسطات والثانويات قاصرة عن تقديم المطلوب والمؤمل ولم توافق تطلعات الوزارة والمواطنين المؤمنين في خدمة التلاميذ وإنشاء أفراد صالحين.ومما يمكن أن يُقترح لتحسين عملية الإرشاد,إن كانت الوزارة مستعدة للسماع وقبول النصيحة:
ا-عدم فصل الإرشاد عن التدريس لأن المدرس هو أقدر وأجدر إنسان يقوم بعملية الإرشاد وخاصة إذا كان يؤدي جزءا من عمله في التدريس والجزء الآخر في الإرشاد,وإلا يجب أن يكون المرشد قد علَّم من قبل خلال على الأقل 7 أو 8 سنوات حافلة بالعطاء والتميز وفق التقارير المكتوبة عنه وله مشاركات في إرشاد التلاميذ أثناء عمله في التدريس.
ب-اختيار المعلم الأكثر كفاءة في التدريس والمتميز في مادته الدراسية,والمنتظم في عمله ودوامه,والقدوة في أخلاقه ودينه وأدبه وأمانته ومعاملته,والذي له القدرة على المناقشة والحوار الهادف البناء,والذي يكون سليما من الضغوط النفسية والعصبية.
ج-إعداد دورات في الإرشاد الطلابي خارج وقت الدوام الرسمي للتلاميذ,يحصل فيها المتدرب على (شهادة التوجيه والإرشاد أو سمِّها كما تشاء),وهذا يعتبر تدريباً أثناء العمل.

د-تعميم هذا الإرشاد المتخصص على جميع المؤسسات التعليمية في كل أطوار التعليم بما فيها الابتدائي ,لأن لكل مرحلة من التعليم مشاكلها الخاصة بها.
79-يجب أن نتصارح نحن-القائمون على التربية والمعلمون والأساتذة-بأننا في كثير من الأحيان لا نقبل أي خطأ أو عيب في تلاميذنا,بل ومعظم الأخطاء والعيوب-حتى البسيطة منها-هي عندنا على درجة واحدة من السوء أو عدم القبول.وإذا سألت أي معلم:"ما العيب الذي يمكن أن تتقبله من تلميذك,باعتبار أن كل ابن آدم خطاء؟‍‍‍‌"لن يكون الرد بالطبع:"لا أحب ولا أقبل منه أي خطأ أو عيب"لأن هذا الرد لن يكون مقبولا على مستوى الواقع والمنطق لأنه يخالف الطبيعة البشرية,وإنما سيكون الرد أنه يقبل منه أي عيب إلا العيب الموجود بالتلميذ فعلا.ومن هنا فإنني أنصح كل معلم أن يكون واقعيا في تعليمه وتربيته وأن لا يطلب الكمال في تلاميذه لأن الكمال لله وحده ولأن العصمة للأنبياء-ص-وحدهم,كما أن على المعلم أن يكون قدوة لتلميذه بحيث لا ينهى التلميذ عن خلق ويأتي مثله.

80-يجب أن يهتم المعلم بالتلميذ ككيان له وجود وليس مجرد شيء في مدرسة،كما يجب عليه أن يفخر به وأن يعتز به وأن يمدحه بين الحين والآخر بدون مبالغة لأن المديح من شأنه أن يرفع معنويات التلميذ ويقويه.
81-كما أن على المعلم أن يزن التلميذ بميزان الحسنات والسيئات لا بميزان السيئات فقط,فإذا غلبت حسناتُ التلميذ سيئاتِه كان أمر التلميذ خيرا,وإذا كان العكس هو الصحيح وجب الاهتمام بعلاج المشكلة بالحكمة والروية والتأني.ولننـتبه إلى أن هناك قاعدة تربوية تقول:" إننا كلما ركزنا على الجانب الإيجابي في أي إنسان تقلص بل وزال بإذن الله الجانب السلبي فيه".
82-لو قمنا مع بداية السنة الدراسية بأخذ عينة من التلاميذ من جميع الصفوف ومن مختلف المستويات الابتدائية والمتوسطة والثانوية وطلبنا منهم-بدون سابق إنذار أو إعلام-حل أسئلة مشابهة لأسئلة اختبار الثلاثي الثالث من السنة الدراسية الماضية,ثم نأخذ نتائج هذا الاختبار ونقارنها بنـتائج اختبار الثلاثي الثالث.إننا سنجد حتما أن نتائج اختبار الثلاثي الثالث أحسن بكثير من نتائج هذا الاختبار.قد تتعدد الأسباب,لكن المؤكد هو أن هناك سببا أساسيا في هذا الاختلاف ويتمثل في أن التلميذ استعد لاختبار الثلاثي الثالث ثم ما لبث أن نسي ما درسه ولم يستعد لاختبار بداية السنة.إن التلميذ يتعلم غالبا للأسف الشديد من أجل الاختبار وليس للتعلم,وهذه حقيقة يعلمها الجميع ويجب أن نواجهها بشجاعة.نواجهها بجملة خطوات من أهمها:
ا-تربية التلميذ على أن طلب العلم عبادة سواء كان دينيا أو دنيويا,إذا كان الغرض منه رضا الله تبارك وتعالى.
ب-تنبيه التلميذ باستمرار إلى أن نجاحه الأول مع نهاية كل سنة مرهون بالمراجعة الدائمة لا بالمراجعة قبيل الفروض والاختبارات,وإلى أن نجاحه الثاني في المستقبل في مهنته ووظيفته وشغله لن يكون كاملا وتاما إلا باجتهاده السابق من أجل التعلم لا من أجل الاختبارات والامتحانات.
83-تعودنا مع نهاية كل سنة دراسية على أن نسجل ملاحظاتنا كأساتذة ومعلمين,وكذا اقتراحاتنا من أجل تحسين مستوى التربية والتعليم لتلاميذنا وفي بلادنا,لكن الملاحظ للأسف الشديدلسبب أو آخر-أن ملاحظاتنا واقتراحاتنا لا يكاد يُنفَّد منها شيء وكأنها تُرمى بعد قراءتها أو حتى بدون قراءتها في سلة المهملات أو المحذوفات.وهذه البعض مما يمكن أن يلاحظ أو يقترح على مديرية التربية أو الوزارة أو الحكومة:
ا-توفير المؤسسات التعليمية الكافية لأن عدد التلاميذ يزيد وعدد المؤسسات يكاد يكون ثابتا.
ب-توفير جميع الإمكانات المادية في المدرسة والمتوسطة والثانوية.
ج-تقليص عدد الطلاب في القسم الواحد،ليسهل على المعلم المتابعة والتوجيه.
د-التقليل من المناهج الدراسية وكذا من الكم الهائل من المعلومات التي نُدرِّسها للتلميذ بدون أن يستفيد منها والتقليل من الحجم الساعي للتلميذ وللمعلم على حد سواء وزيادة سنة رابعة للتعليم المتوسط عوض 3 سنوات فقط.
هـ-توفير الإمكانات المادية والمعنوية المساعدة للمعلم من أجل أن يعيش موفور الكرامة ومن أجل أن يؤدي دوره في التربية والتعليم على أكمل وجه.
و-التعاون الوثيق جدا والاتصال المستمر والدائم بين البيت والأسرة من جهة وبين المؤسسة التعليمية والإدارة والتلاميذ من جهة أخرى.
ي-استبعاد الرشوة والغش والتزوير والبيروقراطية والمحسوبية وغيرها من كل ساحة التربية والتعليم.

84-يجب أن ينتبه المعلم إلى أهمية التنويع في طرح الأسئلة خاصة في مواد معينة مثل دراسة الوسط والتكنولوجيا والعلوم الفيزيائية,وخاصة في الفروض إذا لم يكن ذلك ممكنا أثناء الاختبارات.
ومن الأمثلة على الأسئلة التي يمكن أن تطرح:
ا-صحيح أم خطأ مع التعليل إن أمكن.
ب-الخيارات المتعددة.
ج-املأ الفراغ.
د- الإجابات القصيرة.
هـ-علل ما يلي.
و-عرف ما يلي.
ي- الأسئلة المقالية خاصة في الفلسفة.
* أسئلة الصحيح والخطأ والخيارات المتعددة عادة ما تكون هي الأسهل,لذا على التلميذ أن يقوم بحل هذه الأجزاء من الاختبار أولا إن أمكنه ذلك,وربما ساعدته هذه الأسئلة على تذكّر إجابات"املأ الفراغ".
* إجابة تخمينية جيدة أفضل من ترك الورقة بيضاء.وقد يحصل التلميذ منها على بعض النقاط.
* مطلوب كتابة الإجابات القصيرة في جمل بسيطة وواضحة.وتضمن ورقة الاختبار على الإجابة والمعلومة الصحيحة أهم من الرونق الأدبي.
* الأسئلة المقالية تمتحنُ قدرةَ الطالب على التفكير والربط بين الأفكار في الموضوع الواحد. والمعلومات الصحيحة مهمة ولكن تقديمها في إطار منظم ومترابط مهم أيضا.وعلى التلميذ أن يركز على النقاط الرئيسية في إجابته وأن يستخدم النقاط الرئيسية ليـبدأ الجملة وأن لا يُضمّن أكثر من نقطة في الجملة الواحدة وأن يستخدم أدوات الربط أو الترقيم لتنسيق أفكاره وعليه أن ينهي إجاباته الكتابية بخاتمة متينة كما يمكنه إعادة كتابة فكرته الرئيسية وشرح سبب أهميتها.وعليه في النهاية أن يراجع ورقته لتصحيح الأخطاء الإملائية وليتأكد من أنها سهلة القراءة.
85-على المعلم أن ينصح التلميذ بأن يلقي نظرة سريعة على الامتحان كاملا قبل بدء الإجابة,وليُفهمه بأن ذلك سيساعده على تحديد الوقت,وعلى معرفة من أين يبدأ في الإجابة وأين ينتهي؟وأين هو السهل وأين هو الصعب؟وأين هو السؤال الإجباري وأين هو الاختياري؟وهكذا ...وعلى التلميذ أن يتجاوز أي سؤال تواجهه به مشاكل,ويمكنه الرجوع إليه لاحقا,بل ربما تساعده الأسئلة التالية على تذكّر الإجابة على سؤال سابق.

86-يجب على المعلم أن يحرص على أن يصحح ورقة التلميذ لا سلوكه.يمكن أن يحب تلميذا معينا لسبب أو آخر,ولكن لا يجوز له أن يُدخل هذه المحبة في تنقيط الفرض أو الاختبار"اللهم هذا قسمي فيما أملك, فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك" أو كما قال رسول الله-ص-.
87-على المعلم أن ينتبه وينبه التلاميذ كذلك إلى أن لكل علم أدلته وقد لا تصلح أدلة علم لعلم آخر.مثلا الدليل على العلوم الفيزيائية والطب والبيولوجيا والعلوم الطبيعية و.. هو التجربة,والدليل في الرياضيات وغيرها من العلوم التجريدية هو البرهان العقلي والمنطقي,والدليل في القضاء والمحاماة و..هو المواد القانونية,والدليل على علم الغيب مثل الجنة والنار والملائكة والشياطين والميزان والصراط و..هو الوحي (كتابا وسنة),وهكذا..
88-كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون لأكثر من ساعة في اليوم معرضون لأن يكونوا عنيفين في المستقبل.وقد وجدت الدراسة علاقة قوية بين العدوانية ومشاهدة التلفزيون بين الذكور في مرحلة المراهقة وبين الإناث في المراحل الأولى للبلوغ.ومنه فإن على المعلم (وإن كان الأمر بيد الأسرة أولا لا بيد المؤسسة التعليمية)أن ينصح تلاميذه بالتقليل من التفرج على التلفزيون خاصة أفلام العنف والرياضات العنيفة وأخبار الحروب والقتال وسفك الدماء و..وأن يمتنعوا نهائيا عن التفرج على ما لا يجوز التفرج عليه شرعا من عورات النساء ومناظر الجنس الحرام.
89-في الحقيقة ليس هدف العلم والمعرفة هو الغرض الرئيسي من كل أسئلة التلاميذ.ربما يكون في الكثير من الأحيان أحدَ الأسباب ولكن يجب على المعلم أن ينتبه إلى أنه يمكن أن تكون هناك أسباب أخرى ربما تكون أهم:
ا-منها لفت الانتباه،فالتلميذ يريد في بعض الأحيان أن يقول لمعلمه ولمن يسأله منهم:"أنا هنا،أرجوك أن تهتم بي".والطفل هنا لا تهمه الإجابة في حد ذاتها بقدر ما يهمه إحساسه بأن معنى الإجابة أن معلمه الذي يجيـبه قد اهتم به وبسؤاله,لذا فإن إظهار الاهتمام بالطفل هو جزء من الإجابة على أي سؤال يسأله،وقد يغنيه حتى عن سماع الإجابة.
ب-ومنها رغبة التلميذ في إظهار قدراته اللغوية أو العلمية أو غيرها، إنه يريد أن يجرب نفسه في القدرة على طرح السؤال وعلى إجادة هذه العملية وإتقانها وعلى استعراض قدرته في فعل ذلك،لذا فربما يكون السؤال غير مقصود في ذاته والمقصود هو إعلام المعلم أن التلميذ يستطيع أن يسأل ويستطيع أن يطوّع اللغة، أو أن لديه معلومات تمكنه من السؤال بهذه الطريقة المعينة.لذا فإن الثناء على السؤال أو السائل أو تعليم التلميذ كيف يسأل أو تغيير المعلِّم لطريقة السؤال قد يكون كل ذلك هو الجواب المناسب على السؤال وليس السؤال نفسه .

وقد تكون الرغبة في المعرفة هي الغرض من السؤال,والمفروض أن يكون هذا هو الغالب.والتلميذ هنا يريد معلومة جديدة,متفقة مع السؤال,صادقة,تحترم عقله ولا تستهين به,قد تُقدَّم مختصرة وقد تقدَّم مفصلة.وإذا لم يكن المعلم قادرا على الجواب في الحين أجَّل الجوابَ إلى وقت لاحق,ولا يجوز له بأي حال من الأحوال أن يقمع التلميذ أو يتحايل في الإجابة تحايلا مفضوحا أو يُقدِّمعمدا-للتلميذ جوابا خاطئا أو معلومة بعيدة عن الصواب.
90-إن
رسالة التدريس تحتاجإلىأنيكونالذييختارهاعلىقدرمنالذكاءوالحلموسرعةالبديهةوالقدرةعلىتحملالمشاقوالمثابرةالتيتتطلبها,وأنيكوناختيارهلهاعنرغبةوإيمانبأنهامنأنبلوأشرفالمهنكما قلت من قبل,وأنيكونعندهاعتقادوإيمانبأنهمثابعليهامناللهسبحانهوتعالىوأنأيمكافأةيأخذها-مهمابلغتقيمتها-لاتعادل لا من قريب ولا من بعيد مايقدمهمنعطاءومايكابدهمنمتاعبإذاأخلصفيعمله.إن مهمة التدريستحتاجإلىالضميرالحيوالإنسانالذيعندهروحالتضحيةوالبذلوالعطاءدونتوقفأوفتور,وإلافقديقلأداءالمدرسعمايجب حتى يصبح تعليمه مع الوقت مهنة كسائر المهن الأخرى.

يتبع :
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.41 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]