السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختي الكريمة ( هند )
الآن ما حصل قد حصل ...
ربما أختي حاولت إستدراك ما كان يحصل في حياتك الزوجية متأخرة ، و ربما عدم المصارحة بنيكما من البداية كانت السبب ، و ربما من البداية و خلال فترة الخطوبة ، لم تكن الأمور واضحة بينكما ، حتى تستيطعان تحديد إمكانية البدء و المتابعة في حياتكما سوياً بعد ذلك...
أختي هند كلنا نعرف معنى الطلاق ، و نعرف ما تشعرين به ، و ما تعانين منه ... و ما يجتاح داخلك من مشاعر متناقضة الآن...
و لكن أختي ، قدر الله و ما شاء فعل ، و أن ما أصابك لم يكن ليخطأك ، و ما أخطأك ما كان ليصيبك ، و الحمدلله رب العالمين ...
أختي الكريمة ( هند )..
1- بداية حاولي أن تبعدي عن نفسك فكرة أنك مهمومة، لأن هذا سيزيد حالتك النفسية سوءاً ...
2- حاولي أن تستجمعي نفسك قدر المستطاع ، و حاولي أن تتقربي أكثر من الله عز و جل في هذه الفترة ، حتى تجدين الملاذ الآمن لما في داخلك من حزن و أنصحك بصلاة ركعتي صلاة الليل يومياً الفترة القادمة ، مع بضع آيات مما تيسر لك من القرآن الكريم بعد الصلاة بإذن الله سيخفف عنك هذا الشعور بالضيق و الهم ...
3- إن كنت تشعرين أن الأمور ممكن أن تصحح بينكما ، و أنك ما زلت تريدين أن تحاولا مع بعضكما من جديد أختي ، فحاولي أن تطلبي ممن تثقين برأيهم من أفراد عائلتك الكريمة (أباك ، أخوالك ، أعمامك) ممن هم قادرون على التوفيق و التصرف بحكمة ، أن يقربوا وجهات النظر بينكما ، و لكن دون أن تمس كرامتك إن شاءالله...
4- أما إذا أحسست أن ما حصل هو الأفضل بعد تجربتك معه ( الفترة القصيرة ) فإسالي الله تعالى لك أن يفرج همك و يكشف كربك ، و إن شاءالله خير أختاه...
الآن لو وصلت إلى هذه النتيجة أختي ...
1- أجعلي طلاقك منه بداية مرحلة جديدة لحياتك و ليس نهاية لها ، تحملين من هذه التجربة كل ما أفادك و تعملتِ منه ...
2- أن تعملي على وضع مفكرة صغيرة في عقلك و داخلك ، تدونين فيها الأخطاء التي حصلت من أي منكما ، و تفكرين ما هي الطريقة الأنسب لحلها وقتها ، حتى تتجنبي تكرارها إن شاءالله عندما يكرمك الله و يعوضك بزوج خيراً منه..
3- أن لا تتحدثي كثيراً عن مشكلة طلاقك و السبب منها ، كلما سألك أحد أن تقولي فقط ( الحمدلله رب العالمين ، و قدر الله و ما شاء فعل ) حتى لا تتذكري ما حصل معك كل مرة و تتجدد أحزانك ، وأيضاً حتى لا تحسب عليك أي كلمة ممكن أن تخطئي فيها لا بحقك و لا بحق زوجك السابق ، فمهما كان و مهما حصل ، حافظي على تلك العشرة التي كانت بينكما ... و لا تذكري أمام الغير منها ، إلا الأشياء الحلوة التي حملتها من تجربة هذا الزواج..
4- حاولي أن تساعدي نفسك بنفسك ، و لا تكوني ضعيفة أمام نفسك و لا أمام الغير ، فنعرف صورة المطلقة لدى البعض في عالمنا العربي و ما تعاني منه الملطلقات من نظرة مختلفة في بعض الأحيان ، و لذلك حاولي دائماً أن تبرهني بالفعل أن الطلاق جعلك متزنة و مدركة أكثر لمعنى الحياة الإجتماعية ، و أنه حلال و حتى لو كان أبغضه...
5- حاولي أن تستجمعي نفسك أمام نفسك ، فليس المهم أن نخطأ أو أن نتعرض للخطأ ، و لكن الأصعب لو إستمرينا بهذا الخطأ و لم نتعلم منه الصواب... فإن كان الخطأ بإختيارك من البداية ، أو الخطأ بمعالجة الأمور في وقتها خلال فترة الزواج..
6- ليس معنى تجربة زواج فاشلة ، هي أن الزواج فاشل ، بل أن عدم التوافق ممكن أن يحصل في كل الأمور ، و أن علينا أن نعرف كيف نستفيد مما حصل...
7- أرجو منك أختي ، في حال تمت العودة بسلام إلى زوجك إن شاءالله و كنت تريدين ذلك فعلا ، أن تبدآن من جديد ، و باسلوب جديد ، محاولين سوياً الإبتعاد عن كل السلبيات التي كانت بينكما سابقاً ، و أن تنطلقا من الإيجابيات ، و بالنسبة لمداخلة أختنا الفاضلة ( أم نور ) و مداخلتي التي وردت على مشلكلتك الأولى ، أرجو أن تعتمدي ما يفيدك منها في حياتك المستقبلية إن شاءالله ، أعدت لزوجك أو مع زوج المستقبل إن شاءالله أختي..
أعذري إطالتي الدائمة لك أختي ... و لكن من البداية شعرت بك و كأني مكانك أختي... شعرت بك أختاً ، وثقت بنا مشكورة، و كان علينا أن نساعدك على قدر إستطاعنا ، و أعتذر أننا لم نوفق ، و أعتذر الآن سلفاً لو ضايقك أي من كلامي أو إعتبرته قاسياً ، فأنا لا أقصد إلا محاولة مساعدتك أختي ، و لكن ربما كما أسلفت وصلت متأخرة بطرح مشكلتك ، و بالتالي جاء ردنا متأخرا، و لكن يبقى أن كل شيء بقدر ، فالحمدلله رب العالمين..
سننتظر منك دائماً أختي أن تشاركينا في أي أمر أو مساعدة يمكننا أن نقف بها جانبك ، وإن كانت الكلمة ، فهذا أقل ما يمكننا أن نقدمه لأخت مسلمة وثقت بهذا المنتدى الطيب و نسأل الله العلي القدير أن يفرج همك و يساعدك على تخطي ما أنت فيه أختي ، و يسعدك في الدنيا و الآخرة إن شاءالله ...
( رب إغفر وإرحم ، و أعفُ و تكرم ، و تجاوز عما تعلم ، إنك تعلم ما لا نعلم ، إنك أنت الأعز الأكرم..)
إن أحببت أختي ، يمكنك أن ترسلي لي رسالة خاصة في أي وقت عزيزتي ، فأنا أرحب بالتواصل معك إن شاءالله حتى نطمئن عنك ...
و بإنتظار الأخوات و الأخوة الكرام ، أن يعطوك النصيحة الأمثل حسب تجارب كل منهم إن شاءالله في حياتهم العائلية ، حتى تتخطي ما أنت فيه بسلام إن شاءالله...
تقبلي تحياتي و إحترامي و وفقك الله و الجميع لما يحب و يرضيه عنا إن شاءالله...
و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله