بسم الله الذي قال (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) والحمد لله الذي بحكمته جعل البلاء والابتلاء والصلاة والسلام على رسول الله الذي بعثه الله رحمة للعالمين جمع تعالى في قلبه بين الرحمة والرضا بقضائه، إنه أشد حياء من العذراء في خدرها صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.
أَمَة تصرخ وتنادي بأعلى صوتها لا بلسان فمها وإنما بلسان قلبها تقول والحزن يملأ فؤادها..ما
ذنبي أنا..إن كان والدي سيء الخلق..ما
ذنبي أنا..إن كان والدي..غليظ القلب..ما
ذنبي أنا..إن كان والدي متكبرا..مستبدا متعجرفا..ما
ذنبي أنا..إن كان والدي لا يخالط الأخيار..لا يرتداد المساجد..ما
ذنبي أنا..إن كان سليط اللسان..مستبدا..لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا..ما
ذنبي أنا..إن كان محبا للدنيا..لأهلها..ما
ذنبي أنا..إن كان لا يألف ولا يؤلف..ما
ذنبي أنا..فيرفض الرجال الأخيار الزواج بي..أليس يقول تعالى الملك الحق: ((ولا تزر وازرة وزر أخرى))، أأحمل وزر أبي فأبقى سجينة الوحدة طوال حياتي..ألست مؤمنة..محبة للآخرة..مشتاقة لرؤية ربها..تستحي من ظلها..ترغب في تتمة نصف دينها..في الستر والعفاف..أين نخوتكم ايّها الرجال..أين غيرتكم..أين رحمتكم تجاه فتاة لا ذنب لها فتنقذوها من عنوستها..فتطلقوا سراحها من أسر الوحدة والانفراد..أين إيمانكم بقوله تعالى: ((أشداء على الكفار
رحماء بينهم)).
إنها صرخة مظلومة قد أثقلها الحمل وتنتظر ولادة صبح جديد ينقشع فيه الضباب وينجلي فيه نهار سعيد.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ولا تحملنا ما لاطاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا نعم المولى ونعم النصير.
