عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 27-11-2006, 06:56 AM
tutah tutah غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 17
الدولة : Afghanistan
افتراضي

لقد حث القرآن الكريم على تجاوز معوّقات التفكير السليم، الذي هو شرط تحقق المقاصد العليا للدين،
ودعا إلى التحرر في تعامله مع الأفكار والقضايا المطروحة أمامه،
وقد عرض حتى التوحيد نفسه بشكل لا يخرج فيه عن دائرة المفكر به،
فالله تعالى لم يأمر عباده في كتابه العزيز ولا في آية واحدة، أن يؤمنوا به أو بشيء مما هو من عنده أو يسلكوا سبيلاً هكذا وخبط عشواء.
فالنص القرآني علل الشرائع والأحكام التي جعلها للإنسان مما لا سبيل للعقل إلى تفاصيل ملاكاته بأمور تجري مجرى الاحتجاجات،
كقوله تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)[العنكبوت/45]، وقوله: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)[البقرة،183]،
وقوله: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطّهركم وليتمَّ نعمته عليكم لعلكم تشكرون)[المائدة/6] إلى غير ذلك من الآيات.
بعد هذا التعداد، يتّضح حجم المسؤولية ومستواها التي يحمل أعباءها الإنسان في الحياة الدنيا،
وكم هي خطيرة تلك المهمة التي يتحمل تبعاتها هذا المخلوق الاستثنائي،
وهذا كله يحوِّل حياة الفرد والجماعة إلى ورشة عمل مستمرة لا تتوقف إلاّ عند توقف القلب عن النبض
(يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه)[الانشقاق/6].
وقد لخص عبد الرازق الدّواي هذا الدور الخطير الذي يضطلع به الإنسان ويبعده عن اللغو والعبث،
اللذين لا ينفكان يشدانه إلى اللهو واللعب والتسطيح.
يقول الدّواي: "إننا أمام موقف يتصور الإنسان ككائن طبيعي وتاريخي، لا يتوقف عن القيام بمحاولات لفهم محيطه
وعالمه وذاته في أفق التأثير عليهما حسب الإمكان، يستفيد من تراكم تجاربه، ويوسع أشكال إدراكه وتعلقه،
ويضع باستمرار مشاريع للمستقبل، قد تتحقق وقد تفشل، وهو يستفيد في كلتا الحالتين، وكل ذلك، داخل تاريخ زماني،
يؤمن بأنه يساهم نسبياً في تحديد توجهاته، انطلاقاً من وضعية التناهي ذاتها، التي تشرطه".
* من كتاب " المقاصد الكلية والاجتهاد المعاصر " .
لـ د. حسن جابر
يستطيع كل منا أن يرسله لكل مخالف له سائر على طريق الخطأ فسيفيد إن شاء الله في دعوته
ورجوعه إلى الحق والله الهادي ..
لكن ..
من سيساعدنا نحن أنفسنا ؟ من سيعرفنا خطأنا إن كنا مخطئين طالما أننا نعرف أننا على حق
وأنه مستبعد جدا أن نخطئ أو أن يخطئ آباؤنا ومعلمونا ؟؟؟؟
أختكم توتة
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 13.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.60 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.62%)]