عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-11-2006, 06:50 AM
tutah tutah غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 17
الدولة : Afghanistan
افتراضي

أ ـ العصبية
تشكل العصبية أحد المعوِّقات الرئيسية التي ألفت إليها القرآن الكريم في إطار تسجيله لموقف إبليس
الذي أمره الله تعالى بالسجود لآدم، وعصيانه للأمر بداعي تفضيل أصله على أصل الإنسان، ممثلاً بـآدم؛
(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)[البقرة/34]،

وكانت دواعي رفض إبليس تنحصر في كونه خلق من نار بينما خلق الإنسان من طين
(قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)[ص/76]؛ (قال أأسجد لمن خلقت طيناً)[الإسراء/61].
ولذلك اعتبره الإمام علي(ع) أول من تعصَّب من المخلوقات.
والعصبية، التي اشتقت من عصب، تحمل صاحبها على تبني جملة معايير وقيم خاصة
تفضي به إلى التعامي عن الحقائق والنظر إلى الأمور من زوايا محددة، بدلاً من تشريع الأبواب كلها للحقيقة،
فتنتظم في ضوء تلك المعايير سلسلة من الأحكام والمواقف والرؤى والتصورات ليس لها ما يسوّغها إلاّ كونها
نابعة من الشعور بالانتماء لعصب محدَّد.
ولا تقف أشكال العصبية عند حدود العصب الذي تعبر عنه، في يومنا هذا، الانتماءات العرقية والقبلية والعائلية،
وإنما أيضاً مختلف الانتماءات الطائفية والمذهبية والدينية والحزبية. وكم هي معبّرة تلك الآية التي تصوِّر حال السكينة والطمأنينة
والرضى والتسليم التي يشعر بها المتحزّب لفكرة أو انتماء (كل حزب بما لديهم فرحون)[الروم/32].
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 12.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 11.77 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.93%)]