السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سأتابع مداخلتي في الموضوع إذا سمحت لي لأهميته وخطره على شباب أمتنا
أيها الأب المسلم ، حافظ على أولادك والإعتناء بهم من أول خطوة يخطوها طفلك، فكما تحاول وتجهد وتبحث عن طريقة لتضاعف المال في عملك، جاهد وأبحث عن أفضل طرق التربية على مبادئ إسلامية من أجل أن تضاعف أخلاق أبنائك وتحسنهم و تجهزهم لأن يكون رجالاً و نساءً نفخر بهم في مجتمعنا الإسلامي.
لا تراقب رصيدك المالي من جراء عملك، بل راقب أولادك لزيادة رصيدك الإنساني والأخلاقي كمربي و أب مسلم.
انتبه إليهم وأعطهم من حبك و حنانك ما يستحقون، وأعتنِ بهم على أنهم أمانة في عنقك تُسأل عنها يوم القيامة، وأعطهم من حبك كل الوقت، ومن دلالك في الوقت المناسب، ومن النصيحة معظم الوقت، ومن الإنتباه جل الوقت، وخاصة في مرحلة الإنتقال من مرحلة الطفولة إلى المراهقة والشباب، فهذا أخطر عمر في الأولاد، وأعطهم من الإنتباه والمراقبة كل الوقت بشكل مباشر وغير مباشر.
لا تكن أباً طوال الوقت فالولد في مرحلة المراهقة يحتاج الصديق أكثر من الأب، فكن ذلك الأب الصديق، يصدقك أبنك القول و الفعل إن شاءالله
و أنت أيتها الأم، ماذا ورائك عن الإهتمام بأولادك؟؟
منذ اللحظة التي تحملين فيها طفلك بين ذراعيك إنتبهي أنه أمانة، وأنه جوهرتك الثمينة التي يجب أن تحافظي عليه وتبعدي عن هذه الجوهرة أي سوء حتى لو كانت نقطة واحدة من الغبار، وما أكثر الغبار الذي يحيط بأولادنا، وعلينا دائماً مسحه في بدايته، حتى لا نتركه مع الوقت فيصبح كمية كبيرة من التراب التي يصبح من الصعب إزالته بسرعة.
إهتمي ببيتك (زوجك وأولادك ) أولاً وثانياً وعاشراً، بعدها أعطِ باقي الأمور حقها، إهتمي بطفلك وخاصة في مرحلة المراهقة، وخاصة ابنتك، فالأم أقرب إنسانة لأبنتها، فكوني صديقتها الأم، وتحدثي معها بما يلزم, ووجهيها للصح والصواب، ولا يشغلك عن أبنائك لا الزيارات،والجيران، لا الأصدقاء ولا التسوق ولا العزومات ولا السفر، ولا السيارة ولا آخر إصدار للجوال، و، متناسية ما يجب أن تعرفيه عن كل ما يحيط بأبنائك.
فكما تفكرين بآخر إصدارات الجوال، حاولي أن تعرفي أخر الأخطار التي تحيط بأولادك في عصر التطور والعلم والعولمة والنت والاختلاط والحرية المزعومة التي يفرضوها علي أولادنا .
فما كنا عليه بالأمس يجب أن نطوره في تربية أولادنا، وما كنا لا نعرفه ونحن في أعمارهم، أصبحوا أساتذة فيه.
إحذرا أيها الأبوان من صحبة أبنائكما، وكونا الصديقان الأول في حياته، واعرفا من يصاحبوا ومع من يقضوا أوقاتهم، وكيف يقضونها، أفعلا ذلك بالمراقبة المباشرة معظم الوقت، والمراقبة غير المباشرة كل الوقت.
لا تقولا نحن نثق بأبنائنا، بل قولا أن أبنائنا عرضة لمشاكل خارجية مستحدثة بشكل دائم، علينا مواكبتها و معرفة تطوراتها حتى نكون جاهزون للتدخل وقت اللزوم.
أيها الأهل الكرام، لا تنسوا لحظة أنكم كلكم راعٍو كلكم مسؤول عن رعيته،الزوج راعٍ في بيته والمرأة راعية في بيتها، فإرعوا أماناتكم حق الرعية، حتى يكون عندنا خير أمة، أمة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم.
فليس المهم أيها الرجل أن تثبت رجولتك في أنك تزوجت من أنثى وأنجبت أولاداً !
و ليس المهم أيتها الزوجة أن تثبتي أنوثتك بأنك تزوجت من رجل ، و أنجبت أولاداً!
فليس الإنسان وحده من ينجب!!
و لكن المهم المعرفة كيف نعرف أن نحافظ على زوجاتنا وأبناءنا من كل ما يحيط بهم من مشاكل في عصر الفتن في التربية و محاولة إبعاد أولادنا عن الدين.
كنت قد ذكرت هذا الأمر في موضوع سابق ، و أضيفه هنا لأن طبيعة الموضوع تحتاجه ، ربما أعداء الإسلام يضايقهم أنه في آخر إحصاءات طبية تبين أنه لا يوجد دولة عربية إسلامية واحدة ضمن الخمسين دولة الأولى في إحصاءات الإيدز، ومؤكد هذا يضايقهم، ويجعلهم يحاولون العبث بالأخلاق بشتى الوسائل، يفتنوا أولادنا وشبابنا، ونحن بإهمالنا بتربية أولادنا نساعدهم على ذلك .
حسبنا الله و نعم الوكيل، و لا حول و لا قوة إلا بالله
حافظوا أيها الأهل على ما أعطاكم و أكرمكم به الله، إنتبهوا، إنتبهوا، إنتبهوا
* حاولي أيتها الأم أن تعرفي من هم أصدقاء أولادك وخاصة في فترةالمراهقة حتى تعرفي أن تجنبيهم أصدقاء السوء وما أدارك ما يمكن أن يفعله أصدقاء السوء.
* حاولي أن تتعرفي على كل وسائل التقدم والتكنولوجيا التي يمكن أن تقع في يد أبنك قبل أن تصل إليه فيكون عندك فكرة واضحة عن الأمر سلبا وإيجاباً.
* حاولي أن تبحثي في الإنترنت ما هي المواقع التي يشاهدها ابنك حتى تتداركي أخطاء قد يقع فيها.
* حاولي أن تنتبهي إلى البرامج التي يشاهدها أبنك على التلفاز ولا تنشغلي عنه بل شاهديها معه حتى تجنبيه أي موقف خاطئ ممكن أن يمر أمامه وما أكثرها
*حاولي أن تقرأي أي مجلة أو كتاب يريد أبنك قرائه قبل أن يقرأه لتعرفي ماذا يقرأ. و إن كان يجب أن يقرأه أصلا
* حاولي و حاولي و حاولي ، فإن لم تحاولي من أجلهم ، من يستحق أكثر منهم في حياتك؟
لأنه إن حافظنا على أولادنا ، نكون بذلك نحافظ على ديننا ، و على أمتنا و أخلاقها ، و عزتها ، و عندها سنجد الأمل من جديد في أن تحرر كل الدول الإسلامية و العربية ، فالتربية الصالحة لأولادنا ، ينشىء عندنا جيل يكون قادر على أن يتحمل مسؤولية نفسه وغيره، ويعمل بالتالي على تربية الأجيال القادمة تربية صالحة، ويكون فعلاً الراعي الحق المسؤول عن رعيته
أجعلوا بيوتكم حديقة غناء من الورود الفواحة الرائحة التي تنشر عبيرها في أرجاء الأمة الإسلامية والأمم كافة
عذرا عن الإطالة ولكن موضوع أولادنا وشبابنا الإسلامي يستحق و يستحق
أرجو أن أكون قد وفقت ولو قليلاً في مداخلتي وتقبل شكري مجدداً وإحترامي وبالتوفيق إن شاءالله
والسلام ختام و خير الكلام والصلاة والسلام على رسول الله
