
19-11-2006, 02:43 PM
|
ادارية
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: بيروت
الجنس :
المشاركات: 13,572
الدولة :
|
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم ( أبو آية )
شكراً على الموضوع المطروح و بارك الله فيك..
خلال ردي على موضوع (ليس من العيب أن يبحث ولي الأمر عن زوجة لأبنته) منذ فترة ، مرّ أمامي هذا الموضوع من ضمن المواضيع المتشابهة، قرأته ، و أعجبني ما ورد فيه ، وكنت أنتظر الوقت حتى أعود إليه لأناقشه من جديد و يأخذ حقه من القراءة و المناقشة ، فهو موضوع قد يزيد مع الوقت الحالي بسبب التغيرات الحياتية التي تفرض نفسها علينا...
أولاًً العنوان ملفت للنظر (فتاة تطلب يدك للزواج.. هل تقبلها؟) ...
مباشرة مجرد قراءة العنوان سنقول ، طبعاً لا!! ، لأن هذا الأمر غير مألوف ، و نحن بطبيعتنا نتبع الأعراف مع الوقت حتى تصبح العادة المتبعة في أمور حياتنا و كأنها دستور حياتي لا مجال للنقاش فيه ، ونسميها تقاليد لا يجوز الخروج عنها ...
ربما في سنوات خلت ، كان خروج المرأة للعلم و العمل هو أمر نادر الحدوث إن لم يكن معدوم ، لم تكن أي امرأة ممكن أن تجرؤ على مصارحة رجل آخر برغبتها بالزواج منه و ذلك لعدة أسباب أوردت في المقال أعلاه...
و السؤال الثاني المطروح في الموضوع هو: هل تدفع العنوسة الفتيات لخطبة الشباب؟
إذا الموضوع له وجهان للحديث عنه ، مع أن كل سؤال هو بحد ذاته موضوع للنقاش.
و إن كان موضوع العنوسة أصبح أمراً مستجداً على الرجال و النساء على حد سواء و إن كان الغالب هن النساء ، و لهذا وُجد سبباً للنقاش فيه.
أنا لن أضيف كثيرا عما ذكر ، فالطرح الموجود يحيط بجوانب الموضوع و المرفق بنماذج نسائية و رجالية...
و لكن رأيي هو :
ما طرح في الموضوع في أن تأتِ المرأة لبيت الرجل لتطلب يده هو أمر غير متوقع الحصول ، ممكن أن تطلب منه الزواج بصراحة واضحة و تبدي له الأسباب لرغبتها بالإرتباط به ، و إعجابها به و لأنها تشعر بتوافق مع الرجل ، و لكن ليس لدرجة أن تذهب لبيت أهله و تطلب يده كما يحصل عادة مع الإناث...
و أنا بدوري أحيي الأنثى التي تفعل هذا ، و بنظري هذا لن يقلل من قيمة المرأة ، بل بالنسبة لي ، سأشعر أنها عقلانية أكثر ، و لا تريد أن تضيع وقتها ، و لا أن تنتظر الزواج من رجل لن يوافق عقلها و حياتها ، و أن من طلبت إليه ذلك هو الرجل الذي تنتظر ، فلا يجب أن تضيع هذه الفرصة ، و قد تكون قد أقدمت على ذلك ، ربما لأن الرجل خجول ، و تكون فعلا قد وجدته قريباً منها و لكن غير قادر على البوح لها بطلب يدها للزواج و أيضا هذا قد يتبع عوامل عديدة منها مثلا الفرق الإجتماعي ، الفرق الثقافي ، الفرق المالي... إلخ.. الذي قد يمنعه من أن يجرؤ على طلب كهذا.
و لكن أبداً هذه لن يقلل من إحترامها و النظر إليها على أنها فعلت ذلك بسبب عيب فيها ، بالعكس أعتقد أن من فيها عيباً هي التي لن تجرؤ على هذا الطلب و الواثقة من نفسها و الحريصة عليها هي التي ممكن أن تفعل ذلك طالما أن ذلك لن يخرج عن نطاق الأخلاق و الإسلام و الأدب و الإحترام المتبادل...
و لكن مع بعض التحفظات طبعاً ، و أن تكون الأنثى مدركة تماماً أن الرجل يستحق ذلك ، و ليس تبعاً لإعتقادها فقط ، بل أن تقوم بالسؤال عنه و عن طبيعة حياته و أخلاقه و كل ما يتعلق به ، و المناقشة مع ولي أمرها في هذا الأمر ، لأن هذه الخطوة لو لم تحسب بشكل صحيح ، سوف تكون ردةالفعل السلبي عليها أكبر من الزواج التقليدي المتعارف عليه ....
و كما لاحظت في الردود المعروضة أن (يارا) تقول بالنسبة للسبب الثاني ، إيمانها بأن هذه الخطوة تخص الرجل ، لأن هذا العرف السائد و التقليد الذي أصبح متبعاً و خاصة في عالمنا العربي...
و إضافتها أنه في حال رفض الرجل قبول الزواج فهذا سيجعلها تشعر بموضوع نفسي صعب ، و أنا في هذه الأيام لا أميل للفكرتين ، لأن الأنثى بإمكانها أن تفرض نفسها بإحترامها و شخصيتها و أخلاقها و أدبها و دينها و تطلب الزواج من رجل وجدته على خلق و دين و يوافقها في كل اختيارها و لن ينقص ذلك من قدرها شيئاً ، و لن يؤثر ذلك على كرامتها بشيء ، فليس طلب الزواج الذي يحفظ كرامتها ، بل كرامتها تحفظ بإحترامها لنفسها بكل ما أوردته عن حسن خلقها و دينها و أدبها ...
في النهاية عندما يعيشان حياتهما بحب و وفاق ، فإنه هو الذي سيقضي حياته يشكرها لأنها بادرت إلى ذلك ، و أتمنى أن لا يحصل العكس مع أنثى طلبت الزواج من الرجل لأن الوضع هنا سيكون معكوسا خلال حياتهما...
أما بالنسبة لنقطة أن هذا الأمر سيصبح خللاً في الطبيعة ، فلا أعتقد أن هذا الموضوع لو حصل سيكون منتشرا ، بل سيكون محدوداً ، فليس كل يوم نستطيع أن نجد رجلاً يستحق أن نقوم بهذه المبادرة عنه و من أجله ، و لكن عندما يتواجد هذا الرجل ، فأتمنى من كل أنثى أن لا تضيع هذا الفرصة بسبب تقاليد و أعراف فرضت علينا و قد نعاني من سلبيتها أكثر من إيجابيتها..
و يسعدني رأي (سماح) التي أيدت هذه الفكرة و عاشتها بالتجربة العملية أيضاً ، فأهنئها و أقدم لها وردة أيضاً.
و أسعدني أيضاً رأي (محمود) الذي أوضح فكرة إحترام المرأة كإنسانة في التعبير عن مشاعرها ، و أنا أوفقه طالما أن مشاعرها التي تعبر عنها هي ضمن الزواج الشرعي الحلال إن شاءالله.
في النهاية لقد أوضح الشرع هذه النقطة و بعد كلام الشرع ، فهل لنا كلام يناقضه ..
و إن كان لكل فرد فينا وجهة نظره التي توافق هواه و ميوله حسب أرائه في الحياة و تجاربه ...
و أن نحاول أن لا نأخذ الأمور كما تأتينا طالما أنها تحتمل النقاش الأخذ والرد ، و طالما أنها لا تمس دستورنا الإسلامي و لا تخالف رأي الشرع ، فما حلله الله لن تحرمه لا تقاليد و لا أعراف ...
أرجو أن تتقبل مشاركتي أخي لموضوع طرح منذ أشهر و لكن فعلاً الموضوع يستحق...
بارك الله فيكم جميعاً و وفقنا الله لما يحب و يرضيه عنا إن شاءالله...
و دمتم بخير وعافية ، و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله...
|