عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-01-2006, 12:33 PM
الصورة الرمزية دارين
دارين دارين غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: gaza
الجنس :
المشاركات: 1,515
الدولة : Palestine
افتراضي من الحسن البصري إلى كل ولد آدم

[align=center]من الحسن البصري إلى كل ولد آدم



إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها

صدق الحديث

ووفاء بالعهد

و صلة الرحم

و رحمة الضعفاء

وقلة المباهاة للناس

و حسن الخلق

وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله



يا ابن آدم

إنك ناظر إلى عملك غدا

يوزن خيره وشره



فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر

فإنك إذا رأيته سرك مكانه.

ولا تحقرن من الشر شيئا

فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.

فإياك و محقرات الذنوب.





يا ابن آدم

إنما أنت أيام !

كلما ذهب يوم ذهب بعضك

فكيف البقاء ؟!





يا ابن آدم

إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..

فنافسه في الآخرة





أيها الناس

أحبّوا هونا

و أبغضوا هونا

فقد أفرط أقوام في الحب

حتى هلكوا

و أفرط أقوام في البغض

حتى هلكوا





أيها الناس

لقد كان الرجل إذا طلب العلم

يرى ذلك في بصره

و تخشّعه

و لسانه

ويده

وصلاته

و صلته

وزهده

أما الآن

فقد أصبح العلم مصيدة

و الكل يصيد أو يتصيد

إلا من رحم ربك

و قليل ما هم





يا قوم

إن الدنيا دار عمل

من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها

سعد بها و نفعته صحبتها

ومن صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها

شقي بها

و لكن أين القلوب التي تفقه ؟

و العيون التي تبصر ؟

والآذان التي تسمع ؟





تباً لطلاب الدنيا

وهي دنيا !!!

و الله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام

بعد عبادتهم للرحمن

و ذلك بحبهم للدنيا



و الله ما صدّق عبد بالنار

إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت

و إن المنافق المخدوع

لو كانت النار خلف هذا الحائط

لم يصدق بها

حتى يتهجم عليها فيراها !



القلوب .. القلوب

إن القلوب تموت و تحيا

فإذا ماتت

فاحملوها على الفرائض

فإذا هي أحييت

فأدبوها بالتطوع





الذنوب

و هل تتساوى الذنوب؟

إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه

وما يزال متخوفا منه أبدا

حتى يدخل الجنة





إن المؤمن إذا طلب حاجة فتيسرت

قبلها بميسور الله عزّ و جلّ

و حمد الله تعالى عليها

و إن لم تتيسر تركها

و لم يتبعها نفسه





إن المؤمن قوّام على نفسه

يحاسب نفسه لله عزّ و جلّ

و إنما خفّ الحساب يوم الحساب

على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا

و إنما شق الحساب ..

على قوم أخذوها من غير محاسبة



يا قوم

تصبروا و تشددوا

فإنما هي ليالٍ تعد

و إنما أنتم ركب وقوف

يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب

فيذهب به و لا يلتفت

فانقلبوا بصالح الأعمال





أفق يا مغرور من غفلتك

و ابك على خطيئتك

إذا خاف ( الخليل )

و خاف ( موسى )

كذا خاف ( المسيح )

و خاف ( نوح )

وخاف ( محمد) خير البرايا

فمالي لا أخاف و لا أنوح ؟





يا هذا

رطّب لسانك بذكر الله

وندّ جفونك بالدموع

من خشية الله

فوالله ما هو إلا حلول القرار

في الجنة أو النار

ليس هناك منزل ثالث

من أخطأته الرحمة

صار و الله إلى العذاب





و اعلم يا هذا

أن خطاك خطوتان

خطوة لك

و خطوة عليك

فانظر أين تغدو ؟

و أين تروح ؟





و اعلم يا هذا

أن المؤمن في الدنيا كالغريب

لا يأنس في عزها

و لا يجزع من ذلها

للناس حال

و له حال





كيف نضحك ؟

و لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا

فقال

لا أقبل منكم



يا هذا

بع دنياك بآخرتك

تربحهما جميعا

و لا تبع آخرتك بدنياك

فتخسرهما جميعا



يا هذا

كفى بالموت واعظا

و رب موعظة دامت ساعة

ثم تنقضي

و خير موعظة ما دام أثرها



نراع إذا ( الجنائز ) قابلتنا

و يحزننا بكاء الباكيات

كروعة ثلة لمغار سبع

فلما غاب

عادت راتعات



من كتاب رسائل مبكية من كلام الشيخ الحسن البصري
[/align]
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.39 كيلو بايت... تم توفير 0.67 كيلو بايت...بمعدل (3.90%)]