عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم اليوم, 12:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,830
الدولة : Egypt
افتراضي الخوف من الفتنة

الخوف من الفتنة

أحمد الهاجري


من يتأمل في النصوص الواردة في الفتن والتخويف منها ثم ينظر في أقوال الأئمة وطريق تعاملهم معها وحذرهم وخوفهم الشديد من الوقوع بها مع ما يشاهده من انتشارها وتأثر الغالب بها تكاد تغيب لديه جميع الحاجات إلا النجاة منها..
في الحديث:
«ثم فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً».

أَيْ: أَصَابَتْهُ بِمِحْنَةٍ وَمَسَّتْهُ بِبَلِيَّةٍ، وَالْمُرَاد أَنَّ أَثَر تِلْكَ الْفِتْنَة يَعُمّ النَّاس وَيَصِل لِكُلِّ أَحَد مِنْ ضَرَرهَا.
قال شيخ الإسلام:
" الفتنة إذا وقعت لم يسلم من التلوُّث بها إلا من عصمه الله "

وجاء عن الخبير بالفتن حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ -رضي الله عنه-:
أَنَّهُ أَخَذَ حَجَرَيْنِ فَوَضَعَ أَحَدَهُمَا عَلَى الْآخَرِ ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ:
هَلْ تَرَوْنَ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَجَرَيْنِ مِنَ النُّورِ؟
قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا نَرَى بَيْنَهُمَا مِنَ النُّورِ إِلَّا قَلِيلًا !
قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَظْهَرَنَّ الْبِدَعُ حَتَّى لَا يُرَى مِنَ الْحَقِّ إِلَّا قَدْرُ مَا تَرَوْنَ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَجَرَيْنِ مِنَ النُّورِ، وَاللَّهِ لَتَفْشُوَنَّ الْبِدَعُ حَتَّى إِذَا تُرِكَ مِنْهَا شَيْءٌ قَالُوا : تُرِكَتِ السُّنَّةُ"

وقال في بيان الطريق الوحيد للنجاة منها:
« ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا ينجو فيه إلّا من دعا كدعاء الغريق »

إذا لم يكن الخوف من الفتن والدعاء بالنجاة منها ملازم للعبد فلا شك بأنّه واقع بها..
فتن الأمة كبيرة وفتن الشام أعظم وأكثر والباقي منها أشدّ من الماضي ولا نجاة إلا بسؤال الله الهداية..
مدخل الشيطان في الفتنة من ضعف التدين أو عدم تجريد النفس الكافي لموافقة هوى النفس الديني للحكم الشرعي أو نقص العلم بالشرع أو بالواقع الذي ينزل عليه الحكم..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.50 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.15%)]