عرض مشاركة واحدة
  #487  
قديم يوم أمس, 11:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي رد: «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

«عون الرحمن في تفسير القرآن»

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم






فوائد وأحكام من قوله تعالى:

﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ... ﴾


فوائد وأحكام من قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ * وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ [آل عمران: 106 - 109].

1- إثبات البعث والجزاء، والحث على تذكُّره والتذكير به، وأحوال الناس فيه ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ ﴾ الآية.

2- انقسام الناس يوم القيامة إلى فريقين، فريق تبيض وجوههم، وفريق تسود وجوههم؛ لقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾.

3- أن الوجه مرآة يظهر عليها أثرُ الحالة التي فيها الإنسان من فرح واستبشار، أو خوف وقلق واضطرابٍ؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [النحل: 58]، وفي الحديث: «أنه صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه كأنه قطعةُ قمر»[1].

4- أن الذين تسود وجوههم يوم القيامة هم الكفار؛ لقوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾؛ كما قال تعالى: ﴿ وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يس: 59].

5- أن الأصل في العباد الإيمان، فهو دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وأن الكفر طارئ عليهم؛ لقوله تعالى: ﴿ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾.

6- شدة عذاب الكفار، وأنه يجمع لهم بين التقريع والتوبيخ والعذاب المعنوي القلبي، وبين العذاب الحسي البدني؛ لقوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾.

7- إثبات الأسباب وتأثيرها في مسبباتها بأمر الله تعالى؛ لقوله تعالى: ﴿ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾.

8- التحذير من الكفر؛ لأن الله رتَّب عليه اسودادَ الوجوه والعذاب والنكال المعنوي والحسي، القلبي والبدني.

9- أن الذين تبيضُّ وجوههم يوم القيامة هم المؤمنون؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾، وهذا إنما يكون لأهل الإيمان.

10- أن الجنة رحمة الله تعالى يرحم بها من يشاء؛ لقوله تعالى: ﴿ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾.

11- إثبات خلود أهل الجنة في رحمته - عز وجل - وجنته خلودًا أبديًّا لا يحول ولا يزول؛ لقوله تعالى: ﴿ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾، فالجنة لا تفنى ولا يفنى نعيمها ولا أهلها.

12- الترغيب في الإيمان لما رتَّب الله عليه من بياض الوجوه ورحمته - عز وجل - والخلود في جنته.

13- تعظيم آيات الله الشرعية، آيات القرآن الكريم؛ لأن الله أشار إليها بإشارة البعيد تعظيمًا لها؛ لقوله تعالى: ﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ ﴾.

14- دلالة القرآن الكريم بإعجازه في ألفاظه ومعانيه وأحكامه وأخباره - على أنه من عند الله - عز وجل - ذي الكمال في ذاته وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، المستحق للعبادة دون سواه؛ لهذا سمي القرآن الكريم آيات الله.

15- نزول القرآن الكريم وتلاوته على الرسول صلى الله عليه وسلم بالحق، فهو حق ثابت، وطريق وصوله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حق، وهو مشتمل على الحق، أخباره صدق وأحكامه عدل؛ لقوله تعالى: ﴿نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ﴾.

16- إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وتشريفه وتكريمه بخطاب الله تعالى له؛ لقوله تعالى: ﴿ عَلَيْكَ ﴾.

17- نفي إرادة الظلم عن الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ﴾، ونفي إرادته - عز وجل - للظلم لا يدل على استحالة ذلك في حقه، كما يزعم المعتزلة، بل لو شاء إرادة ذلك لفعل، لكنه تعالى لا يريد الظلم، وقد حرمه على نفسه.

18- إثبات الإرادة لله تعالى لمفهوم قوله: ﴿ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ﴾، فمفهوم هذا أنه - عز وجل - يريد العدل فيهم.

19- نفي الظلم عن الله عز وجل؛ لأنه إذا انتفى عنه إرادة الظلم، فانتفاء الظلم عنه من باب أَولى.

20- إثبات كمال عدل الله تعالى؛ لأن نفي إرادة الظلم عنه من الصفات السلبية التي تدل على كمال ضدها، وهو عدله في جميع أحكامه الشرعية والجزائية والكونية.

21- عموم ملك الله عز وجل، وأن كل ما في السماوات وما في الأرض له وحده؛ خلقًا وملكًا وتدبيرًا؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾.

22- أن مرجع الأمور كلها ومصيرها إلى الله تعالى وحده، وإلى حكمه وقضائه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾.

23- أنه ليس ثمة ما يدعو لإرادته تعالى للظلم، وذلك لعصمته - عز وجل - وكماله، وتمام عزته وسلطانه، وعموم مُلكه وسَعته.

[1] أخرجه البخاري في المناقب (3556)، ومسلم في التوبة (2769)، والترمذي في التفسير (3102)، من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.08 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.19%)]