من مائدةُ العقيدةِ
عبدالرحمن عبدالله الشريف
أصولُ العقيدةِ الإسلاميَّةِ
(أصولُ العقيدةِ الإسلاميَّةِ): هي أصولُ الإيمانِ وأركانُه السِّتَّةُ، الَّتي ذكرها اللهُ سبحانه في كتابِه، وذكرها رسولُه صلى الله عليه وسلم في سُنَّتِه.
وهي: الإيمانُ باللهِ، وملائكتِه، وكُتُبِه، ورُسُلِه، واليومِ الآخرِ، والقدرِ خيرِه وشَرِّه.
وكانت هذه الأركانُ السِّتَّةُ هي أصولَ الدِّينِ؛ لأمرينِ:
الأوَّلُ: أنَّ إيمانَ العبدِ لا يصحُّ إلَّا بعدَ الإيمانِ بها جميعًا.
الثَّاني: أنَّ جميعَ مسائلِ العقيدةِ وتفصيلاتِها مُتفرِّعةٌ مِنْ هذه الأركانِ السِّتَّةِ.
أَدِلَّتُها:
جاء في أركانِ الإيمانِ عددٌ مِنَ الأدلَّةِ في الكتابِ والسُّنَّةِ، منها:
• قولُ اللهِ تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾[1].
• وقولُه تعالى:﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾[2].
• وقولُه تعالى: ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾[3].
وفي الحديثِ عنْ عمرَ رضي اللهُ عنه قال: بينَما نحن جلوسٌ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ، إذْ طلَع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثِّيابِ، شديدُ سوادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أثرُ السَّفرِ، ولا يعرفُه مِنَّا أحدٌ، حتَّى جلس إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأسند رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ، ووضع كَفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ، وقال: يا مُحمَّدُ، أَخْبِرْني عنِ الإسلامِ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»، قال: صَدَقْتَ، فعَجِبْنا له يسألُه ويُصدِّقُه! قال: فأَخْبِرْني عنِ الإيمانِ، قال: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، قال: صَدَقْتَ، قال: فأَخْبِرْني عنِ الإحسانِ، قال: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، قال: فأَخْبِرْني عنِ السَّاعةِ، قال: «مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»، قال: فأَخْبِرْني عنْ أماراتِها، قال: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ»، ثُمَّ انطلَقَ، فلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قال: «يَا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ»[4].
[1] [البقرة: 177].
[2] [القمر: 49].
[3] [الفرقان: 2].
[4] رواه مسلمٌ (8).