المرأة والأسرة – 1282
الفرقان
تميّزُ المرأة المسلمة مطلبٌ عظيم، تنشده النفوس السويّة، وتحبّه القلوب المؤمنة؛ فهو راحةٌ للنفس، وإلهامٌ للآخر، وقدوةٌ تُحتذى، واقتداءٌ يُغني عن كثيرٍ من وسائل التربية والتقويم، فالتميّز سِمةُ الصفوة من الناس، والمرأة الموفَّقة من وفّقها الله لبلوغه، والمحرومة من صُرفت عنه، فخسرت خيرًا كثيرًا.
مظاهر تميز الفتاة المسلمة
تتميز الفتاة المسلمة الواعية بالعديد من الصفات والمقومات ومنها مايلي: - الفتاة المسلمة تتميز في تعبُّدها لله -تعالى-؛ فهي محافظة على صلواتها وصيامها وسائر فروضها، قد جعلت العبادة في سائر أفعالها، بل إن عاداتها كأكلها وشربها ونومها ونحو ذلك جعلته عبادة من خلال نيتها، بأن ذلك تقوية لها على العبادة، بل وفي كلامها ومعاملتها تحتسب ذلك عبادة، ناهيك عن عباداتها المحضة في نوافل الأقوال والأعمال؛ فتميزت -من خلال ذلك- بقربها من الله -تبارك وتعالى-.
- والفتاة المسلمة متميزة في برها بوالديها، تسعد بخدمتهما وتفرح لأوامرهما، وتفعل ذلك تعبدا لله -تعالى-، وهي مع والديها رهن إشارتهما في المنشط والمكره، وفي اليسر والعسر؛ فهي لا تعرف كلمة أف ولا كلمة لا، وإنما منهجها قوله - صلى الله عليه وسلم - عن الوالدين «ففيهما فجاهد›، تفرح لفرح والديها وتحزن لحزنهما، لا تختلف معهما ما داما على حق، بل وتتنازل عن رأيها مقابل رأي والديها.
- ومن مظاهر تميز الفتاة المسلمة حشمتها وسترها في لباسها، قال -تعالى-: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (النور: 31)، وتقول عائشة -رضي الله عنها-: «يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما نزل قوله -تعالى-: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شققن مروطهن فاختمرن بها»، إلى غير ذلك من الأدلة التي تدل على أن هذا هو التميز للمرأة؛ فتلك الفتاة تميزت بسترها وحجابها وحشمتها.
- كما تتميز الفتاة المسلمة بألفاظها وكلماتها؛ فلا غيبة ولا نميمة ولا تنابز بالألقاب، وهذا شأن المسلم الحق؛ يتماشى مع توجيهات الوحيين: القرآن والسُنَّة، فهذا التميز يجعلها قدوة لغيرها؛ فهي تكسب الأجر من خلال اقتداء الناس بها، بل تكون محبوبة عند ذويها وأهلها وصديقاتها.
- والفتاة المسلمة متميزة في أخلاقها؛ فقد اتخذت من السُنَّة النبوية منهجا في الأخلاق؛ فهي صادقة وأمينة وحليمة ومبتسمة، لا تغضب لأبسط الأسباب، ولا تخاصم ولا تفجر ولا تغدر، وتصون عرضها وتستر نفسها، وتعين غيرها؛ فهي متميزة في أخلاقها.
تحقيق السكن والمودة بين الزوجين
نبهت السُنَّة النبويَّة المطهرة إلى أن من مقاصد هذه العلاقة بين الزوجين أن يسكن كلٌ منهما إلى الآخر، وأن يكون بينهما مودةٌ ورحمةُ وتآلفٌ وتعاون على البر والتقوى؛ فقد اهتمت السُنَّة النبويَّة المطهرة، بتحقيق هذا المقصد وتفعيله في حياة الزوجين، وذلك من خلال حسن الخلق والتعامل بالحسنى بين الأزواج! وفي ذلك يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله» وقال - صلى الله عليه وسلم -: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا»، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إن كره منها خلقا رضي منها آخر». المودة والرحمة أساس الأسرة المسلمة
من مقومات الأسرة المسلمة بناء علاقات قائمة على المودة والرحمة، والتواصل الإيجابي والصادق، والتربية الإسلامية السليمة التي تغرس القيم الدينية والأخلاقية في الأبناء، كما تشمل هذه المقومات إحسان المعشر بين الزوجين، والتكافل المتبادل، والمسؤولية في أداء الحقوق والواجبات، والالتزام بالكلمة الطيبة والبعد عن القول السيئ. الحياة لا تمضي على وتيرة واحدة
على الشابّ والفتاة المقبلين على الزواج ألاّ يظنّوا الحياة ساعات ورديّة، تحلو بلا كدر، وتصفو بلا نكد، وينال المرء فيها كلّ ما يطلب ويرجو، فذاك ظنّ مجانب لطبيعة هذه الحياة الدنيا، وهو سرعان ما تتبدّد أوهامه، وتنقشع سحب أحلامه، ويصطدم الواقفون معه بالحقائق، التي لا تقبل إلاّ الجدّ، ولا تغني عنها الأوهام، ولا تجدي، فليوطّنوا أنفسهم على أنَّ الحياة لا تمضي على وتيرة واحدة، بل تتقلّب بين اليسر والعسر، وبين الفرح والضيق، لكن ما لا يدركه كثيرون أن في كلا الحالين نعمة خفيّة، ففي أوقات اليسر تتجلّى النعم، وتُختبر قدرتنا على الشكر دون غفلة، أما في العسر، فينبض الإيمان في القلب، ويُختبر الصبر والرضا، وكل لحظة نعيشها، بكل ما فيها، هي جزء من حكمة إلهية لا نراها كاملة إلا حين ننظر خلفنا، فمن عرف أن التقلب سُنّة الحياة، عاش مطمئنًا، لا يغتر في الرخاء، ولا ييأس في البلاء. صفة مهمة ينبغي للمرأة أن تتحلي بها
من الصفات التي ينبغي للمرأة أن تتحلي بها: كتمان أسرار بيتها؛ فلا تخبر فلانة ولا فلانًا بأخبار بيتها، ولا فيما يدور بينها وبين زوجها وأبنائها وبناتها، ولا تُخرج ما يحصل من الخلاف والمشكلات؛ فكلُّ بيتٍ لا يخلو من ذلك، والمرأة العاقلة تكتم وتعالج ذلك بالحكمة والرفق؛ فإنَّ بعضًا من الناس إذا علموا بما يدور في البيت أخذوا يُخبِّبون النساء على أزواجهن؛ فيزيدون المشكلات إضرامًا، ويتسببون في خراب البيوت وتفريق شمل الأسرة وتشتيت الأبناء والبنات، قال -صلى الله عليه وسلم-: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا». الفتاة المسلمة قارئة ومثقفة
تتميز الفتاة المسلمة بثقافتها وعلمها؛ فهي متعلمة وقارئة وواعية، تعرف ماذا تقرأ؟ وكيف تقرأ؟ ولمن تقرأ؟ وكيف تنفع الآخرين بثقافتها وقراءتها؟ جعلت ثقافتها سُلَّما للدعوة والتطبيق وتصحيحًا للمفاهيم عند نفسها وعند الأخريات، لم ترتفع بنفسها وتتكبر بعلمها وتدينها، بل تواضعت لتعليم الآخرين وتثقيفهم. صفات الزوجة الصالحة
«صفات الزوجة الصالحة» للشيخ عبدالرزاق البدر كتيب إرشادي يوضح الصفات الأساسية التي يجب أن تتحلى بها المرأة المسلمة، استنادًا إلى الشريعة الإسلامية؛ لكي تكون زوجة صالحة وموفقة في حياتها الزوجية، يستهدف الكتاب توجيه المرأة نحو تحقيق رضا الله -تعالى-، من خلال الالتزام بالصفات المستمدة من الكتاب والسُنَّة، مع الاستشهاد بالأدلة الشرعية لكل صفة، وتنبيه المرأة المسلمة إلى الخصال التي يجب أن تتحلى بها، وتوجيهها نحو صلاح نفسها وأسرتها ومجتمعها المسلم، وتوضيح أن طاعة الزوج هي جزء أساسي يتطلب جهادًا وصبرًا من المرأة. حُكم تحدّث المرأة مع خطيبها في الهاتف
قد يحتاج الخاطب إلى محادثة المخطوبة ولا سيما في الحالات التي لا يمكن فيها رؤية مخطوبته، فيحادثها عن طريق الهاتف ليقف على رأيها فيما له أثر في الحياة الزوجية المقبلة، وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى جواز ذلك لكن قيدوها بقيود منها: أن تكون المحادثة بعلم أهل المخطوبة، وأن تتجنب الفتاة الخضوع فيها بالقول، وأن تكون بقدر الحاجة، قياسًا على الرؤية الشرعية، وأن تكون بعيدة عن منكر القول، وفي حدود المعروف من القول.