الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #127  
قديم 21-10-2025, 05:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,866
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1281

الفرقان



أمهات المؤمنين القدوة الحسنة للنساء كافة
تُعد أمهات المؤمنين قدوة حسنة للنساء كافة؛ لأنهن جسّدن العديد من الصفات النبيلة كالعبادة، والصبر، والحكمة، والقيادة، والزهد، والتعامل الأخلاقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولقد تميزت كل منهن بخصال عظيمة، ما يجعلهن نموذجًا يحتذى به للمسلمات في تربية أنفسهن، وفي علاقتهن بأزواجهن، وأُسرهن، والمجتمع، وقد اتصفت أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- في حياتهن بصفات كنّ بها مثُلاً عليا يُؤتسى بها.
ومن أهم ما تميزن به -رضوان الله عليهن- الإيمان الراسخ بالله -تعالى-: فقد أدركت كل واحدة منهن طبيعة المهمة الملقاة على عاتقها منذ اليوم الأول من انتسابها إلى البيت النبوي، فحرصن -رضي الله عنهن- على تعزيز الصلة بالله -تعالى-، وتوثيق العلاقة به -سبحانه-، وحافظت كل واحدة منهن على أداء العبادات على أفضل وجه، وأكمله، وأقومه، والاستكثار من ذلك؛ ابتغاء إصلاح أنفسهن، وطلبًا للأجر والمثوبة من الله -تعالى-. ومن ذلك ما روي أن عائشة -رضي الله عنها- كانت تسرد الصوم، ولا تفطر إلا يوم أضحى أو يوم فِطْر، وكانت تطيل القيام في الصلاة، والبكاء من خشية الله -تعالى-، ومثلها حفصة -رضي الله عنها-، فقد روي أنها كانت صوَّامة قوَّامة بشهادة من جبريل -عليه السلام-.
  • وكانت أمّ سلمة -رضي الله عنها- تحرص على أداء العبادة، ولا تُبالي بما يصيبها من تعب ونصب: روي أنها قَالَتْ: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي أَشْتَكِي، فقَالَ: «طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ».
  • وتلك زينب بنت جحش-رضي الله عنها- الخاشعة الراضية الأواهة الداعية، التي يشهد لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعبادة والتبتّل والخشوع، فيقول عنها: «إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَوَّاهَةٌ، أي خاشعة متضرعة»، كما تشهد لها أم سلمة -رضي الله عنها- بذلك فتقول: «كانت زينب بنت جحش امرأة صالحة صوامة قوامة»، ولحرصها على العبادة اجتهدت -رضي الله عنها- في ابتكار ما يعينها على إطالة زمن عبادتها، والإكثار منها، حتى وإن أصابها رهق وتعب، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستنكر عليها ذلك، ويوجّهها إلى الاقتصار على القدر المستطاع دون تكليف النفس فوق ما تُطيق: دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: «مَا هَذَا الحَبْلُ؟» قَالُوا: هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ، حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ».
أهمية القدوة للمرأة المسلمة
تكمن أهمية القدوة للمرأة المسلمة في أنها تمثل نموذجًا عمليا وملهمًا لتطبيق القيم الإسلامية؛ فالقُدوة الحسنة تمنح المرأة المسلمة البوصلة لتحديد طريقها الصحيح، وتوضّح لها كيفية سلوك هذا الطريق، وتؤكد لها أن الوصول إلى الأهداف العالية أمر ممكن، كما أنها تعزز مكانة المرأة ودورها الفعّال في المجتمع، وتحميها من الانحرافات الدينية والأخلاقية والفكرية.
تحصين عقول الأبناء مسؤولية الآباء
لا شك أن الأسرة المسلمة المتمثلة في الأب والأم هما الحاضن الأول للأبناء ومسؤوليتهما التربوية تبدأ منذ وقت مبكر، وهذه المسؤولية سيسألان عنها يوم القيامة قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} (التحريم: 7)، ومن مستلزمات هذه التربية تحصين عقول الأبناء من غزو الأفكار المنحرفة التي تمثل خطرا عظيما أشد فتكا بهم من الأخطار الجسدية؛ فالتربية الأسرية السليمة والواعية هي الملاذ الآمن والواقي الذي يجعل عقل الطفل محصنا ضد الفساد والانحراف، وهي التي تثبت الفطرة السليمة عندهم أو تنحرف بها عن مسارها الصحيح.
الأطفال ومواقع التواصل الاجتماعي
  • لا شك أنَّ ترك الطفل يستخدم مواقع التواص الاجتماعي، قبل أن يبلغ من النضج ما يحميه من الانحرافات والمخاطر، يُشبه تسليمه أمانة أو مالا لا يحسن تدبيره؛ لذلك لابد أن يتنبه أولياء الأمور إلى هذا الأمر؛ فمخاطر مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن تداركها على المدى البعيد، ومن أهم هذه المخاطر ما يلي:
(1) المخاطر النفسية والاجتماعية:
  • القلق والانعزال بسبب المقارنات الدائمة بالآخرين.
  • ضعف التركيز الدراسي نتيجة الانشغال المستمر بالإشعارات والتصفح العشوائي.
  • التعرض المبكر للتنمر الإلكتروني أو لمحتويات غير مناسبة للسن.
(2) المخاطر الفكرية والدينية:
  • التطبيع مع السلوكيات المنحرفة نتيجة التكرار والمشاهدة المستمرة.
  • زعزعة الثوابت العقدية؛ بسبب انتشار الإلحاد أو الشبهات الفكرية.
  • ضعف الانتماء للأسرة والمجتمع تحت تأثير النماذج الغربية في الحياة.
مكارم الأخلاق وعظيم الصفات
اتصفت أمهات المؤمنين -رضوان الله عليهن- بمكارم الأخلاق وعظيم الصفات، ومن الخلال الحميدة التي سار على هديها أمهات المؤمنين الحِلم، وممّن اشتُهرت به صفية بنت حيي -رضي الله عنها-، ومن مواقفها الحليمة: ما روي أن جارية لها أتت عمر بن الخطاب، فقالت له: «إن صفية تحب السبت، وتصِل اليهود»، فبعث عمر -رضي الله عنها- يسألها، فقالت: «أما السبت، فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة؛ وأما اليهود، فإن لي فيهم رحما، فأنا أصلها»، ثم قالت للجارية: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: الشيطان، قالت: فاذهبي، فأنت حرة.
لنجعل من التربية رحلة واعية ممتعة
على الوالدين الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في تربية الأطفال من خلال القدوة الحسنة، واللعب، والرحمة بهم، وقد كان من أساليبه أيضًا -[- تعليمهم العقيدة الصحيحة والصلاة والصيام، وحثهم على الصدق والأمانة، وإظهار المحبة وتقدير آرائهم، والدعاء لهم، فلنجعل من التربية رحلة واعية ممتعة، نرشد فيها أبناءنا، ونزرع فيهم القيم، لنخرج أجيالا مؤمنة، قوية، ومسؤولة، تساهم في خير مجتمعها، وتكون قدوة حسنة في عالم يتغير بسرعة.
بدائل مناسبة وآمنة عن مواقع التواصل
إن حماية الأطفال في الفضاء الرقمي مسؤولية دينية وأخلاقية واجتماعية، تعكس حرص الشرع على سلامتهم النفسية والفكرية والأمنية، ومهما توفرت الوسائل التقنية، يبقى التوجيه الأسري المبكر والوعي بالقيم الدينية والأخلاقية هما الدرع الأقوى في حماية الطفل من الانحرافات والمخاطر، لتنشئته على الفطرة السليمة والقدرة على استخدام التقنية بما ينفعه ويعود بالنفع على مجتمعه، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف»، وهذا يشمل القوة النفسية والاجتماعية التي تُبنى عبر بدائل تربوية صحية، بعيدًا عن الاعتماد المبكر على الفضاء الرقمي، فكل نشاط مفيد، وكل لعبة تعليمية، وكل تجربة جماعية، تسهم في بناء شخصية الطفل القوية، القادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة وحكمة، وعليه يمكن للأسرة أن تقدم بدائل تعليمية وترفيهية تناسب أعمار أطفالهم، مثل: «المنصات التعليمية أو تطبيقات تعلم اللغات، ومنصات ترفيهية آمنة للأطفال مع الرقابة الأسرية، وإشراكهم في أنشطة جماعية مباشرة كالنوادي الرياضية، وورش القراءة، والفعاليات الثقافية».

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.74 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]