الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #125  
قديم 08-10-2025, 11:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,886
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1279

الفرقان



الصحة النفسية لأبنائنا
ليس بخافٍ ما للأسرة من دورٍ في حياة الأطفال، ومدى تأثيرها في تَنشئتهم عقليًّا وانفعاليًّا، واجتماعيًّا وسلوكيًّا، فهي أولى المصادر التي تلبِّي احتياجاتهم على اختلافها، مما يجعل الأسرةَ مركز التأثير الأكثر عُمقًا في النموِّ العام للأطفال، ومصدرَ كلِّ تربية يتأثَّرون بها.
لعل أهم احتياجات النمو النفسي لدى الطفل تبدأ بالحب والعطف والحنان، والأمن والطمأنينة والانتماء، وإلى الجو الأُسري المُفعم بالدِّفء، والمودَّة والرَّأْفة، القائم على التفاهُم والثِّقة والاحترام، ولا سيَّما في مراحل الطفولة الأولى، باعتبار هذه الاحتياجات تَضمن للطفل جانبًا مهمًّا من الاستقرار العاطفي والنمو الانفعالي السليم، وتُعزِّز لَدَيه الشعور بالأمان والثقة بالذات، كما أنَّ الطفل يحتاج إلى إشباع احتياجاتٍ عدَّة أخرى؛ كالحاجة إلى ممارسة الاستقلال الشخصي، وإلى اكتساب بعض المهارات العقليَّة والحركيَّة والاجتماعيَّة الأساسية، وبعض المعايير الأخلاقيَّة المهمَّة في المجتمع، جاء أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: أتُقبِّلونَ الصِّبيانَ؟ فما نُقبِّلُهم فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وما أملِكُ لك أنْ نزَع اللهُ الرَّحمةَ مِن قلبِك»، قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: فيه دليلٌ على أن الله -تعالى- قد أنزَلَ في قلب الإنسان الرحمة، وإذا أنزل الله في قلب الإنسان الرحمة فإنه يَرحَم غيرَه، وإذا رَحِمَ غيره رَحِمَه الله -عزَّ وجلَّ-، كما في الحديث الثاني حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله».
قوة ضبط النفس
لقد علّمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن القوة الحقيقية ليست قوة البطش ولا سرعة الغضب، بل قوة ضبط النفس عند الشدة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ليس الشديد بالصرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، فإذا نزل بالإنسان ما يهزّ قلبه، فليتذكر وعد الله للصابرين: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر:10)، وليوقن أن البلاء مهما طال فله أجل، وأن مع العسر يسرًا، وأن ما عند الله خير وأبقى.
الطريق إلى ثبات النفس
الطريق إلى ثبات النفس يبدأ من محراب العبادة، ومن سجدةٍ طويلة، ودعاءٍ موقن بالإجابة، وتلاوةٍ خاشعة، وصحبةٍ صالحة تذكّر بالله، وتعين على طاعته، فإذا امتلأ القلب بالإيمان، كان أقوى من أن تهزّه نوازل الحياة، وأثبت من أن تزلزله المكاره.
علّموا بناتكم صفات أمهات المؤمنين
كثيرٌ من النساء المسلمات في عصرنا الحالي لا يعلمن عن صفات أمهات المؤمنين ولا كيف كنّ؟ ولا ماذا أنجزن؟ وكثيرٌ من الأمهات لا يربّين بناتهن على الاقتداء بنساء الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا يُعلّمهن صفات أمهات المؤمنين، فمَن أفضل من أمهات المؤمنين قدوة لنا ولأولادنا؟ وكيف لا نحكي لهم عن السيدة عائشة التي كانت عالمة بالقرآن والفرائض والحلال والحرام، قال عروة بن الزبير - رضي الله عنه - «ما رأيتُ أحدًا أعلم بالقرآن ولا بفرائضه ولا بحلالٍ، وبلا بحرامٍ، ولا بشعرٍ، ولا بحديثِ عربٍ، ولا بنسبٍ، من عائشة -رضي الله عنها-!» وعن السيدة زينب -رضي الله عنها- التي عُرفت بكرمها وحبّها لمساعدة الفقراء والمساكين، وعن السيدة خديجة -رضي الله عنها- التي وقفت بجانب زوجها سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في أيام الوحي وكانت أوّل من صّدقه وآمن به ونصره.
الرضا وأثره في الصحة النفسية
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «انظُروا إلى مَن هوَ أسفَلَ منكُم ولا تَنظُروا إلى من هوَ فوقَكم؛ فإنَّهُ أجدَرُ أن لا تزدَروا نِعمةَ اللَّهِ»، قال العلامة السعدي -رحمه الله-: يا لها من وصية نافعة، وكلمة شافية وافية! قد أرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا الدواء العجيب والسبب القوي لشكر نعم الله، وهو أن يلحظ العبد من هو دونه في العقل والنسب والمال، وأصناف النعم، فمتى استدام هذا النظر، اضطره إلى كثرة شكر ربه والثناء عليه، فإنه لا يزال يرى خلقًا كثيرًا دونه بدرجات في هذه الأوصاف، ويتمنى كثيرٌ منهم أن يصل إلى قريب مما أوتيه من عافية ومال ورزق، وخَلق وخُلُق، فيحمد الله على ذلك حمدًا كثيرًا، ويقول: الحمد الله الذي أنعم عليَّ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً.
أسماء بنت يزيد رضي الله عنها
أسماء بنت يزيد، امرأة متعددة المواهب، تميزت بفطنتها وفصاحتها، وقوة شخصيتها وحكمتها، وانضمت إلى جيوش المسلمين في مناسبات عديدة، حتى أنها رافقت النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوته التي أدت إلى فتح مكة، وشاركت في غزوة اليرموك الكبرى، وإلى جانب جهودها الحربية، كانت من أعلم صحابيات النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما كانت روائية موثوقة في الحديث؛ حيث روى لها كبار العلماء، مثل أبي داود والترمذي، ما مجموعه 81 حديثًا. وعندما نستعرض بإيجاز قصص هؤلاء النساء الرائعات، نأمل أن نحمل في داخلنا روح صحابيات النبي - صلى الله عليه وسلم - وكرمهن وشجاعتهن - ونحن نواصل مسيرتنا في حياتنا.
أمهات المؤمنين والإيمان الراسخ
أدركت كل واحدة من أمهات المؤمنين طبيعة المهمة الجسيمة الملقاة على عاتقها منذ اليوم الأول من انتسابها إلى البيت النبوي؛ فحرصت على تربية نفسها، وتقويمها، وتدريبها للقيام بهذه المهمة؛ لتكون أهلاً لها، وقادرة على حملها، فحرصن -رضي الله عنهن- على تعزيز الصلة بالله -تعالى-، وتوثيق العلاقة به -سبحانه-، وحافظت كل واحدة منهن على أداء العبادات على أفضل وجه، وأكمله، وأقومه، والاستكثار من ذلك؛ ابتغاء إصلاح أنفسهن، وطلبًا للأجر والمثوبة من الله -تعالى-، من ذلك ما روي أن عائشة -رضي الله عنها- كانت تسرد الصوم، ولا تفطر إلا يوم أضحى أو يوم فِطْر، وكانت تطيل القيام في الصلاة، والبكاء من خشية الله -تعالى-، ومثلها حفصة -رضي الله عنها-، فقد روي أنها كانت صوَّامة قوَّامة بشهادة من جبريل -عليه السلام-، ـوكانت أمّ سلمة -رضي الله عنها- تحرص على أداء العبادة، ولا تُبالي بما يصيبها من تعب ونصب: روي أنها قَالَتْ: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي أَشْتَكِي، فقَالَ: «طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ».
خطورة القسوة في معاملة الأطفال
إنَّ الاتجاه السليم في التربية النفسية، هو إيجاد نوعٍ من التوازن المُمكن بين العطف والشدَّة، وبين الحب والحَزم، أو الحب المعتدل والنظام الثابت، وبين الحرية والتوجيه، إلى جانب خَلْق بيئة مواتية لعلاقات تعاطُف وتعاون بين الأبناء، والاتفاق على نَهْجٍ تربوي واضح بين الوالدين، فالقسوة في معاملة الأطفال يؤثِّر سلبًا على صحتهم النفسية والعقلية؛ إذ يجعلهم عُرضة للخوف والعجز والفشل، ويقلِّل من قدراتهم على مواجهة المواقف الاجتماعيَّة، ويَخلق لَدَيهم مشكلات عدَّة؛ كالاكتئاب والقلق والكذب، والعُزلة والانطواء والسلوك العدواني.
نِعَم الله عز وجل
نعم الله -عزوجل- على عباده لا تعد ولا تحصى، ومن أجل النعم بعد نعمة الإسلام والإيمان: نعمة الصحة، فهي نعمة عظيمة، لا ينتبه لها كثير ممن يتمتعون بها، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ»، ومن تمتع بالصحة، وكان آمنًا، ولديه قوت يومه، فكأنما ملك الدنيا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أصبح منكم آمناً في سربه، مُعافىً في جسده، عنده قُوتُ يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها».

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.76 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]