عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-09-2025, 10:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,741
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإنابة إلى الله

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وآله وأصحابه وإخوانه، ثم أما بعد:
فيا أيها المؤمنون، إن إنابة أولياء الله المتقين لرب السماوات والأرَضين، تكون بمحبته سبحانه وتعالى محبةً تملأُ القلوبَ إيمانًا وسكينةً ويقينًا، وتُحَرِّكُ الألسنة ذكرًا وتسبيحًا وتهليلًا، وتسابقُ الجوارح طاعةً وعملًا صالحًا وتسليمًا، وتكون بالخضوع له أمرًا ونهيًا، والإقبال عليه استجابةً وإذعانًا، والإعراض عما سواه توكلًا عليه واستغناءً به جل جلاله، فلنرجِع إلى ربنا عباد الله عن معصيته متخلين وبطاعته متحلين، صالحين ومصلحين، مَن يَذُق حلاوةَ الإيمان يَستنكر عن نفسه العصيان، ويَسعَدْ أيَّما سعادةٍ بالقرب من الرحمن، والمحرومُ من هذه الحلاوة فهو محرومٌ من السعادة، فليست السعادةُ مظاهر نتباهى بها، أو مفاخرَ جوفاءَ لا قيمة لها، وماديات يخالف ظاهرُها باطنَها، السعادة الحقيقية هي أن نعيش مع الله في كل أحوالنا، ونلجأ إليه في كل أمورنا، فقد يُصاب المؤمن بعظيم البلاء وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان، واثقًا بالفرج بعد الضيق، وباليسر بعد العسر، كيف لا وقلبه معلقٌ بخالق الكون، ومدبر الأمور؟! فأمره إذا أراد شيئًا أن يقول له: كن فيكون، لا يُعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، سبحانه وتعالى.

أيها الباذلون لنيل محبة الله، إن الله أمَر نبيَّه أمرًا يشملُ أمته: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الروم: 30، 31]، ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ﴾ [الروم: 33].

فادعوا الله عباد الله دعاءَ الخائف الوجل المنكسر بين يديه، ادعوه وأنتم واثقون به ثقةَ يقين أن دعوة المضطر لا تُرَد، ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62].

فاللهم يا كاشفَ الكربات ويا قاضي الحاجات، ويا مُجيبَ الدعوات، ارفَع عنا البلاء والأوبئة والكربات.

اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرَقت له السماوات والأرض - أن تجعلنا في حِرزك وحفظك وجوارك، وتحت كنَفِك.

اللهم يا حفيظُ احفَظنا، اللهم احفَظنا واكْلأنا برعايتك.

اللهم إنا نَلتجئ بك ونعتصم بك، ونتوكل عليك، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، اللهم نعوذ بك من البرَص والجنون وسيء الأسقام.
حان اللقاءُ ببيتِ الله فابتدِرُوا
يا عامرينَ لها والشوقُ يَستعرُ
منذ الوداعِ لها في يوم جائحةٍ
والدمعُ منهمرٌ والقلبُ يَعتصرُ
وعْدُ الإله لنا قد جاء موعدُهُ
العسرُ يَتبعه يا معسرًا يُسُرُ
الله أكبرُ فاصدَح يا بلالُ بها
ولتَسْمَعِ الأرضُ والأشجارُ والحجرُ
يا مسجدًا كانت الأشياخُ تَعمُرهُ
لو كنتَ في جبلٍ لم يَثْنِهم كِبَرُ
حان العِناقُ لأرضٍ فيك تَعرِفهُم
وتعرِف النورَ في شيبٍ كما القمرُ
إنَّا لفي فرحٍ لو كان يعلَمُهُ
الملحدون بربِّ الكون ما كفَروا
إنَّا لفي ثقةٍ بالله خالقِنا كشْف
العذاب الذي في الأرض يَنتشرُ
ثمَّ الصلاة على المحمود كاملةً
تَجلو الهمومَ فلا تُبقي ولا تَذَرُ








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.80 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]