الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #119  
قديم 20-08-2025, 10:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,195
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1273

الفرقان



ما لا يسع المرأة المسلمة جهله
المرأة المسلمة بحاجة إلى معرفة أمور دينها؛ لتؤدي عبادة ربها -عز وجل- على الوجه الصحيح؛ فهي الغاية التي من أجلها خلق الله الثقلين، قال -تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56)؛ لذلك يتوجب عليها بذل الجهد في سبيل طلب العلم الشرعي النافع، قال - صلى الله عليه وسلم -: «طلب العلم فريضة على كل مسلم».
وهناك أمور لا يسع المرأة المسلمة جهلها ولابد من تعلمها، ولا سيما فيما يخص العقيدة الصحيحة؛ فعليها أن تعرف معنى توحيد الربوبية، وهو توحيد الرب بأفعاله كالخلق والتدبير وغيرهما، وتعرف معنى توحيد الألوهية، وهو إفراد الله -تعالى- بالعبادة، كالدعاء والذبح والنذر وغيرهم، وتعرف كيف توحد الله -تعالى- في أسمائه وصفاته؟ وهو أن تعبد الله -سبحانه وتعالى- بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك بإثبات ما أثبته، ونفي ما نفاه، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، وأن تؤمن بأن الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، ثم تتعلم الأصول الثلاثة التي يجب على المسلم تعلمها، وهي: معرفة العبد دينه، ومعرفة العبد نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، ثم تتعلم أن الإسلام يعني الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله، ثم تفهم معنى الإيمان، وأنه تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان، وكذلك الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
أثر العقيدة على حياة المرأة المسلمة
تنعكس العقيدة الإسلامية الصحيحة إيجابًا على حياة المرأة المسلمة؛ حيث تعد أساسًا لتوجيه سلوكها وتصرفاتها، وتمنحها القوة والثبات في مواجهة تحديات الحياة؛ فالعقيدة تزرع في قلبها اليقين بالله والإيمان باليوم الآخر، كما أنها تعزز لديها الرضا بالقضاء والقدر، وتدفعها إلى التوكل على الله في كل أمورها.
وعْي المرأة المسلمة
وعي المرأة المسلمة يشمل إدراكها لدورها ومسؤولياتها في الإسلام، وفهمها لحقوقها وواجباتها، وقدرتها على التفاعل الإيجابي مع مجتمعها، وأهم ما يجب أن يشمله هذا الوعي، أن تفهم دينها حق الفهم وفق الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، فضلا عن الوعي بدورها الأساس في بناء أسرة صالحة، وأن هذه هي الوظيفة التي اختصها الله -تبارك وتعالى- بها.
تحقيق السّكن والمودة بين الزوجين
نبهت السنة النبوية المطهرة إلى أن من مقاصد هذه العلاقة بين الزوجين أن يسكن كل من الزوجين إلى الآخر، وأن يكون بينهما مودةٌ ورحمةُ وتآلفٌ وتعاون على البر والتقوى؛ فاهتمت السنة النبوية المطهرة أيما اهتمام! بتحقيق هذا المقصد وتفعيله في حياة الزوجين، وذلك من خلال: الدعوة إلى التعامل بالمعروف بين الأزواج، وفي ذلك يقول رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا»، وقال أيضا - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إن كره منها خلقا رضي منها آخر».
من مقاصد الشريعة حفظ التدين في الأسرة
اعتنت الشريعة الإسلامية بحفظ التدين داخل الأسرة، ولفتت الأنظار إلى أهميته ومسؤولية رب الأسرة عن العناية بذلك، ومن أجل تحقيق هذا المقصد دعت السنة النبوية إلى ما يأتي:
  • الدعوة إلى اختيار المرأة ذات الدين، وتقديم ذلك على المال والنسب والحسب والجمال؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، وحسبها، وجمالها، ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك».
  • أمر الأبوين بتنشئة الأولاد على العقيدة الصحيحة السليمة، واجتناب ما يهدمها أو يضعفها، قال رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم -: «كل مولود يولد على الفطرة؛ فأبواه يهودّانه أو ينصّرانه أو يمجسانه».
  • دعوة الزوج إلى تعليم الزوجة والأولاد أحكام دينهم، وتربيتهم على الأخلاق الفاضلة، قال رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته».
خطورة التفكّك الأسري
التفكك لُغةً هو الفصل، أما التفكك الأسري اصطلاحًا فهو فشل أحد أعضاء الأسرة بالقيام بواجباته نحو أفراد أسرته، مما يؤدي إلى خلل في العلاقات ونشوء التوترات في الأسرة، ومن ثم تمزقها، ولقد كانت الأسر في مجتمعاتنا تتمتع بروابط متينة تجمع بين أفرادها، ويطغى على تلك الأسر العديد من العادات والتقاليد المحمودة التي تشد من أزرها، لكن في زمننا هذا أصبحت تلك الروابط هشة؛ حيث بدأت أغلب الأسر تنحرف شيئًا فشيئًا عن تلك العادات والتقاليد الأصيلة التي ورثوها جيلاً عن جيل، وللتفكك الأسري أسباب كثيرة ومتنوعة قد يصعب حصرها وتحديدها، وتتباين تلك الأسباب تبعًا للمجتمع المستهدف والبيئة الحاضنة له، وللزمن الذي تحصل فيه المشكلة الأسرية، فضلا عن إمكانية أن تتداخل أسباب عدة مع بعضها بعضا، وتتغير تلك الأسباب تبعاً للظروف والتطورات من تغيرات اقتصادية واجتماعية وتقنية.
من الأخطاء التي تقع فيها المرأة المسلمة
من الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء الذهاب إلى السحرة والمشعوذين والكهنة، لمرض أو عين أو فك سحر أو عمل، والرسول - صلى الله عليه وسلم - حذَّر من إتيانهم! فقال - صلى الله عليه وسلم -: «من أتى عرّافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً»، بل إن تصديقهم كفر، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد».
الأسرة والتنشئة على الإسلام
الأسرة هي النواة الأولى لتنشئة الإنسان على الإسلام عقيدة وعملا وسلوكا، وحفظ التدين في الأسرة يعد من الضروريات؛ وذلك لما يترتب على فقدانه في البيئة الأسرية من فساد وتفكك وسوء تربية الأجيال التي ستحمل مسؤولية المستقبل.
مكتبة المرأة المسلمة
من الكتب المهمة التي يجب على المرأة المسلمة الاهتمام بها كتاب: أحكام النساء عن الإمام أحمد بن حنبل، ويعد هذا الكتاب من أهم الكتب للطلاب المهتمين بالدراسات الإسلامية، ويوضح الكتاب أصول الفقه والعقيدة والسيرة النبوية، كما يوضح أيضًا فروع العلوم الشرعية للنساء المسلمات، وجدير بالذكر أن الكتاب من تأليف الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- رواية عن أبي بكر الخلال.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.18 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]