الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #118  
قديم 14-08-2025, 05:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,047
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1272

الفرقان



الأسرة مسؤولية مشتركة بين الزوجين
أكدت الشريعة الإسلامية السمحة التكافل بين أفراد الأسرة، وجعلته الرباط المحكم الذي يحفظ الأسرة من التفكك والانهيار، ويبدأ هذا التكافل من الزوجين بتحمل المسؤولية المشتركة في القيام بواجبات الأسرة ومتطلباتها؛ كل بحسب وظيفته الفطرية التي فطره الله عليها.
فالرجل وظيفته القوامة، والمرأة وظيفتها التربية، وبالتعاون بين الزوجين يتحقق التكامل والاستقرار داخل الأسرة، يقول الله -جل شأنه-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}(النساء:34)، وقال رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ - قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ - وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه»، ويأتي تقسيم المهام وتوزيع المسؤوليات داخل الأسرة المسلمة بين الرجل والمرأة بما يضمن قيام الأسس المادية والمعنوية التي تقوم عليها الأسرة، وبما يضمن السعادة لأفرادها. والمسؤولية المشتركة بين الزوجين تتضمن النصح والتوجيه؛ فكلما وجد أحدهما في الآخر تقاعسًا أو تقصيرا نبهه وأرشده إلى الخير ورغبه فيه، قال الله -سبحانه وتعالى-: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ}(التوبة:71)، ويقول الباري -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم:6)، ويقول عز من قائل: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(الروم:21).
سبيل نجاح الأسرة
الزوج والزوجة هما سبيلا نجاح الأسرة، إذا تفاهما وتعاونا وتحابا صلحت الأسرة، وإذا تنافرا وتنازعا وتشاجرا فسدت الأسرة، وهذا التنازع والخصام هو الذي يسعى إبليس اللعين لتحقيقه لتنفصم تلك العقد، ويتفكك ذاك الميثاق الغليظ، ولذلك فإن أمنية كل شيطان من شياطين الإنس والجن أن تنكسر الأسرة، ويضيع الأولاد ويتمزقوا.
الزوجة الصالحة والزوج الصالح
إن الأسرة هي المحضن الأول للطفل، فإذا كان الزوج والزوجة صالحين، نشأ الطفل تنشئة صالحة؛ لذلك وجب من البداية وقبل البناء اختيار الأم الصالحة ذات الأخلاق الحسنة والأب الصالح ذي الأخلاق الحسنة، فالخلق أساس في شخصية المؤمن والمؤمنة.
أهمية الأسرة في المجتمع
تكمن أهمية الأسرة في كونها المصدر الأول للتنشئة الاجتماعية والثقافية؛ حيث يتعلم الطفل داخل الأسرة، أولى كلماته، ويكتسب عاداته وتقاليده، ويتشرب القيم الأساسية للمجتمع، وهذه العملية المستمرة بمثابة الأساس الذي سيبني عليه الفرد شخصيته وتفاعلاته الاجتماعية المستقبلية، وهي الحاضنة الأساسية للقيم والأخلاق؛ حيث إن للأسرة دورًا محوريا في غرس القيم الأخلاقية والمبادئ السامية في نفوس أفرادها، من خلال التوجيه المباشر والقدوة العملية، وتساهم الأسرة في تكوين المنظومة الأخلاقية للمجتمع كله.
التعامل مع مشكلات المراهقة
التعامل مع مشكلات المراهقة يتطلب فهمًا عميقًا لهذه المرحلة العمرية، مع التركيز على بناء علاقة قوية مع المراهق قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم، وتشجيعه على استكشاف اهتماماته وتطوير مهاراته، وأهم النقاط التي يجب مراعاتها عند التعامل مع مشكلات المراهقة:
  • فهم مرحلة المراهقة: المراهقة فترة انتقالية مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية والعاطفية، ومن الضروري تفهم هذه التغيرات والتعامل معها بصبر وحكمة.
  • بناء علاقة قوية: يجب على الأهل بناء علاقة قوية مع المراهق قائمة على الثقة المتبادلة والاحترام، فكونوا صبورين في الاستماع إلى مخاوفهم ومشكلاتهم.
  • توفير الدعم النفسي: المراهقون قد يواجهون ضغوطًا اجتماعية ونفسية، فيجب توفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم، وتشجيعهم على طلب المساعدة إذا لزم الأمر.
  • تشجيعهم على اتخاذ القرارات: امنحوهم بعض المساحة لاتخاذ القرارات بأنفسهم، ولكن وجهوهم بحكمة وساعدوهم على تحمل مسؤولية قراراتهم.
  • الاهتمامات والمهارات: ساعدوا المراهقين على اكتشاف اهتماماتهم ومواهبهم، وشجعوهم على تطويرها.
  • التواصل الفعال: يجب على الأهل التواصل مع المراهقين بفعالية، وتجنب إصدار الأحكام أو الانتقادات.
  • مراعاة الفروق الفردية: يجب على الأهل أن يدركوا أن كل مراهق فريد من نوعه، وأن لديه احتياجات وقدرات مختلفة.
أهمية التربية على القِيم
من الواجب اللازم على أولياء الأمور الجدية في تربية الأبناء؛ لكي ينشأ جيل قوي متحمل للمسئولية، ولديه إحساس بواجبه نحو إخوانه المسلمين من أمر بمعروف ونهي عن منكر، وتقديم يد العون لهم بالمساعدات الحسية والمعنوية إما بالمال أو الجهد في تبليغ هذا الدين والحرص كل الحرص في تنمية الشعور لدى أبنائنا أنهم جزء من الأمة الإسلامية وعضو منها ويلزمهم واجبات اتجاه هذه الأمة لكي تنهض، فإن أبناءنا هم عماد الأمة والطاقة الشابة التي نرجو أن تكون همهم عالية في حماية ديننا والنهوض بأمتنا.
غرس العقيدة الصحيحة في قلوب الأبناء
التربية الصحيحة تبدأ بتعليم الأبناء العقيدة الصحيحة والإيمان بالله وتوضيح مفهوم التوحيد، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا غلام، إني أُعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك...»، وتعليم الأبناء أسماء الله وصفاته، وغرس حب الله ورسوله في قلوبهم، مما يخلق لديهم أساسًا إيمانيا قويا يساعدهم على الثبات في وجه الفتن.
دراسة سِير أمهات المؤمنين
إن أهمية العلم بسِير أمهات المؤمنين، اللاتي طهرهن الله واختصهن بمكانة عالية، ليكنّ مدارس للتربية والفضيلة، ومنارات هادية للأخلاق والقيم الإسلامية، تكمن في نقلهن لأجيال المسلمين الحكمة النبوية والأخلاق الحميدة من خلال عيشهن في بيت النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، ليصنعن نموذجاً مثاليا للمرأة المسلمة الصالحة، المتعلمة والعاملة، والصابرة الزاهدة، فلقد اختار الله لرسوله ونبيه الكريم زوجات فضلهن بالمناقب الجلية، والأخلاق الزكية، وطهرهن من الدنس، وسلمهن من خصلة ردية، وكن بحق مدارس في التربية والعلم والتزكية، ومنارات مضيئة تهدي إلى الإسلام ومبادئه وأحكامه وآدابه، واختصت كل واحدة منهن بمزايا وخصائص، لا توجد في نساء العالمين، كيف لا؟ وقد زكّاهن الله في كتابه الكريم فقال -سبحانه-: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (الأحزاب)، وقد نقلت أمهات المؤمنين ما كان يجري في البيت النبوي، من الهدي والسمت إلى الأمة الإسلامية ؛ حيث كن يرين أعماله ويسمعن أقواله، ويلاحظن تصرفاته، ثم يروين للأمة أحاديثه وأقواله وتقريراته.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.18 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]