عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 14-08-2025, 04:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح

من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح .. مسيرةٌ مباركة ودعوةٌ راسخة.. (الحلقة الرابعة)


  • عُرف الشيخ عبدالوهاب الفارس رحمه الله تعالى بالصلاح والتقوى والورع والتسامح وكان موقرًا مهيبًا عند الكبير والصغير ومشهورًا بالورع والعِفة
  • كان الشيخ ابن جراح يجيب عن الأسئلة التي ترد إليه من الناس لأنه كان موضع ثقة الناس لما عرف عنه من علم وورع
  • أسرة الدعيج أخرجت عددا من العلماء والمهتمين بالعلم وطباعة كتب أهل العلم، مثل الشيخ محمد بن عبدالمحسن الدعيج تلميذ الشيخ العلامة الدحيان
  • حُبب للشيخ الجرّاح العلم وإفادة طلبة العلم فكانت دروسه يوميا في مختلف العلوم ولا سيما في كتب المذهب الحنبلي الذي كان الشيخ من أعلم الناس فيه
  • كان الشيخ محمد الدعيج كثير الثناء على الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب، ويعد ابن تيمية وابن القيم وابن عبدالوهاب من بقايا السلف كما في رسالته للشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي
  • تفرغ الشيخ العتيقي رحمه الله للدعوة السلفية والتعليم فتنقل بين الجزر الأندونيسية لنشر الدعوة والتصدي لافتراءات المفترين على الدعوة السلفية
ذكرنا في الحلقة الماضية أن من أعظم ما تميزت به دولة الكويت منذ نشأتها الحديثة، ظهور دعوة مباركة، قامت على تجديد ما اندرس من معالم الدين، وعلى ترسيخ عقيدة التوحيد (عقيدة أهل السنة والجماعة) وهي الدعوة السلفية التي بزغ فجرها على أيدي ثلة من العلماء الربانيين، الذين فهموا الدين فهمًا صحيحًا، ونقلوه للناس بعلم وعدل ورحمة وعلى بصيرة، وذلك في العشرينيات من القرن الماضي، حين نهض بها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، من أمثال الشيخ عبدالله خلف الدحيان، والشيخ عبدالعزيز الرشيد، والشيخ محمد بن سليمان الجراح، والشيخ يوسف القناعي، وغيرهم من العلماء الذين تأثروا بمدرسة التوحيد التي ظهرت في نجد والحجاز.
ثم ما لبثت تلك الدعوة الفردية أن تطورت إلى عمل مؤسسي، أثمر لاحقًا عن إنشاء جمعية إحياء التراث الإسلامي في الثمانينيات، وهي التي أصبحت حاضنةً لأبناء الدعوة السلفية ومشايخها وطلابها، تنشر العلم، وتُربي الأجيال، وتخدم المجتمع، وتدافع عن ثوابت الدين.
الشيخ محمد بن أحمد الفارسي رحمه الله
ولد في أسرة متدينة محافظة في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، وعّرف عنه الذكاء وحبّ العلم، وقد حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم تعلم اللغة العربية وغيرها من العلوم الشرعية، قال الشيخ القناعي: «كان آية في الذكاء والحفظ».
تحصيله العلمي:
رحل في طلب العلم الشرعي إلى بلدان عديدة؛ فتعلم في برّ فارس في المدارس التي كانت تعلم العلم الشرعي حينئذ، واستفاد من المدرسين فيها، ورحل إلى مكة والمدينة والإحساء والعراق وعمان والإمارات طلبًا للعلم، ثم رجع إلى الكويت بعد أن حصل العديد من العلوم في رحلاته الكثيرة.
أعماله:
اشتغل بالإمامة فكان إمامًا في جامع السوق الكبير، ثم انتقل إلى مسجد الخليفة، وكانت له العديد من المجالس الوعظية والتدريس لكتاب الله وتحفيظه للطلبة، وحصل له من الإقبال ما لم ينله أحد في الكويت من طلبة العلم، وقام بزيارة بعض البلدان الخليجية مثل البحرين، وقطر ودبي للوعظ والإرشاد.
مؤلفاته:
  1. الخطب الجمعية في المواعظ الأسبوعية.
  2. إرشاد الحجاج وكفاية المحتاج.
  3. الحجج الواضحة في تلقين الميت.
وغيرها من الرسائل المطبوعة والمخطوطة.
موقفه من الدعوة السلفية:
  • قال الشيخ محمد الفارسي -يرحمه الله- في دعوته لاتباع مذهب السلف: «ألا إن آخر هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أولها فلنحزم الرأي».
  • يقول في موقف علماء الكويت من الشركيات والبدع وأهلها في قصيدته «كشف الغبار عن المنار»:
وَمَا زَالَ هذا الدين أنصاره
أولو جهاد إلى أن ينتهي الخصماء
وأن يرث الله البلاد وأهلها
فيقضي بما شاء وذاكَ قَضَاءُ
  • ويقول: «إِنَّ العبادة له وحده دونما سواه، تأمَّل ما جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ: «يا معاذ، هل تدري ما حق الله على عِبادِهِ، وما حق العباد على الله؟ قال معاذ: الله ورسولُهُ أَعْلَمُ، قال: فإنَّ حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئا، وحق العباد على اللهِ أَلَّا يُعَذِّبَ مَن لا يُشرك به شيئًا».
وفاته:
توُفي -يرحمه الله تعالى- في ٢٨ ربيع الثاني ١٤٠٢هـ الموافق ٢٢/٢/١٩٨٢م، بعد مرض أصابه، فما لبث أن مات -رحمه الله-.
الشيخ عبدالوهاب عبدالرحمن الفارس يرحمه الله
ولد الشيخ في روضة سدير عام (١٣١٦هـ -١٩٠٠م)، ثم استوطن الكويت، ونشأ في بيت اشتهر بالعلم الشرعي، فجدّه الشيخ محمد الفارس كان مثالاً للورع والتقى، وهو عالم الكويت في وقته، وهو الذي نقل المذهب الحنبلي إليها.
تحصيله العلمي:
درس في الكُـتَّاب، وتعلم مبادئ الكتابة والقراءة ثم أخذ عن علماء بلده، ثم رحل في سبيل ذلك، وكانت البيئة التي تربى فيها الشيخ من أهم الدوافع التي دفعت الشيخ إلى طلب العلم؛ فهذه الأسرة يغلب على أفرادها طلب العلم الشرعي؛ لا سيما وأن مؤسس الأسرة في الكويت كان عالماً وهو الشيخ محمد بن عبدالله الفارس، ويأتي تشجيع جده وأبيه له في طلب العلم الشرعي من أكثر الأسباب التي دفعت الشيخ لطلب العلم؛ حيث درس على الشيخ عبدالله الدحيان الفقه الحنبلي وتخرج على يديه وعلى الشيخ يوسف القناعي، وبعدها انكبّ الشيخ على القراءة ولاسيما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وكان محبا لهما حريصا على الاستفادة من كتبهما ورسائلهما. كان من عادته أنه يجلس بعد صلاة الفجر ويجمع أولاده وأحفاده لمدارسة القرآن إلى أن ترتفع الشمس، وهو الكويتي الوحيد الذي أمّ المصلين في المسجد النبوي طيلة شهر رمضان.
أعماله:
  • أولاً: الإمامة:
تولى الإمامة بمسجد الفارس بعد والده، وكان من قبلُ جده الشيخ محمد الفارس، وظل إماماً لمدة أربعة وخمسين عاماً. ثانياً: التدريس (1) التدريس بمدرسة السعادة. (2) التدريس في المعهد الديني.
  • مؤلفاته:
1- كتاب (تلخيص مختصر المقنع وهو كتاب في الفقه الحنبلي). 2- مذكرات فقهية عدة ، ألفها لطلبة العلم لما كان مدرسا في المعهد الديني، وما زالت مخطوطة لدى ورثته. 3- قام بتحقيق كتاب (كشف المخدرات بشرح أخصر المختصرات على مذهب الإمام أحمد بن حنبل) بالاشتراك مع بعض زملائه منهم الشيخ محمد سليمان الجراح، وما زال هذا الكتاب المحقق مودعاً في مكتبة الأوقاف في الكويت تحت رقم (313).
أخلاقه وصفاته:
عُرف الشيخ عبدالوهاب الفارس -رحمه الله تعالى- بالصلاح والتقوى والورع والتسامح، وكان موقرا مهيبا عند الكبير والصغير، مشهورا بالورع والعِفة.
موقفه من الدعوة السلفية:
  • وكان مُكبّا على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وكان مُحباً لهما حريصاً على الاستفادة من كتبهما ورسائلهما.
  • قال في الورقة الأخيرة من (ديوان المتنبي) الذي نَسَخَهُ بِخَطْه الجميل: «وكان الفراغ من رقمه غداة يوم الخميس لثلاثة وعشرين خَلَتْ من شهر صفر الواقع في سنة إحدى وستين بعد الألف والمائتين من الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام، بقلم أفقر الورى وخادم العلماء الذي إن غاب لم يُفقد، وإذا حضر لم يعد، عبده: محمد بن عبدالله بن محمد الفارس التميمي أصلا، والنجدي منشأ، والكويتي مسكنا، والسلفي اعتقادا والحنبلي مذهبا، غفر له ولوالديه ولمن دعا له بالمغفرة ولجميع المسلمين...».
  • قال عنه تلميذه الشيخ عبدالله بن خلف الدحيان في ترجمته له: «هو العالم العامل، والفاضل الكامل الشيخ محمد بن فارس التميمي نسبًا، الحَنْبَليُّ مَذْهَبًا، السَّلفيُّ اعتقادًا وَمَشْرَبًا».
وفاته:
توفي -يرحمه الله- في صباح يوم الخميس 22 ربيع الأول 1403هـ الموافق 12 يناير 1983م أثر حادث سيارة تعرض له، وهو عائد إلى منزله، عن عمر يناهز 83 عاماً، قضاها في أعمال البر والتقوى والدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى-.
الشيخ محمد بن سليمان بن عبدالله الجراح يرحمه الله
تحصيله العلمي:
حفظ القرآن وتعلم مبادئ العلوم، وتعلم القرآن الكريم في مدرسة الحرمي، فوصل عنده إلى قوله -تعالى-: {ولربك فاصبر} من سورة المدثر، ثم أكمل القرآن في المهيني، وتعلم القراءة والكتابة والحساب وقسمة المواريث في مدرسة الحنيان، وقد حُبب إليه طلب العلم منذ أول شبابه فحفظ منظومة الرحبية في المواريث، ومنظومة الآداب، والدرة المضيئة للسفاريني وقد حفظها في ثلاثة أيام، ومتن دليل الطالب في الفقه الحنبلي للشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي، ثم أخذ يطلب العلم على المشايخ أمثال الشيخ عبدالله بن خلف الدحيان والشيخ عبدالعزيز قاسم حماده وأخذ الفقه على الشيخ عبدالوهاب الفارس وعلى جماعة من أهل العلم.
أعماله:
  • أولا: الإمامة والخطابة:
تولى الشيخ محمد بن الجراح في بادئ الأمر وظيفة الإمامة في مسجد العثمان في حي القبلة، ثم تولى الإمامة في مسجد عباس بن هارون، ثم منطقة عبدالله السالم، وتولى الإمامة في مسجد السهول والخطابة في مسجد المطير.
  • ثانيا: الفتوى:
كان الشيخ بن جراح يجيب عن الأسئلة التي ترد إليه من الناس؛ لأنه كان موضع ثقة الناس لما عرف عنه من علم وورع.
  • ثالثا: التدريس:
وقد حُبب للشيخ العلم وإفادة طلبة العلم، فكانت دروسه يوميا في مختلف العلوم ولا سيما في كتب المذهب الحنبلي الذي كان الشيخ من أعلم الناس فيه، وكانت جميع دروسه في المسجد الذي يصلي فيه.
أخلاقه:
كان الشيخ مضرب المثل في الزهد والورع والتواضع والخوف من الشهرة، وكان محبا للعلم، وكثيرا ما يحث الطلاب على الجد والاجتهاد في طلبه، ألقى الله محبته بين الناس مع ما كان له من هيبة له في قلوبهم، حسن السمت، صابرا على الأذى، وعرف عن الشيخ الجد والمثابرة في نشر العلم.
من مؤلفاته المطبوعة:
(1) كفاية الناسك لأداء المناسك. (2) نيل المطالب شرح دليل الطالب. (3) الإفصاح عن أجوبة ابن جراح. (4) رسالة في بيان التوحيد والتحذير من الشرك. (5) مجموعة من الرسائل المتنوعة التي كان يكتبها ويعلقها في المسجد ليقرأها الناس.
موقفه من الدعوة السلفية:
  • كان ينتسب للسلفية كما يعرفُهُ مَن عَرَفَ الشيخ، وقد ذكر ذلك عنه أحد تلاميذه في ترجمته له -رحمه الله-، ومَدَحَ هو شيوخه بانتسابهم للسلفية.
وفاته:
تُوفى الشيخ في يوم الخميس 15 جمادي الأولى 1417هـ الموافق 28 سبتمبر 1996م، وشيع إلى مثواه عصر ذلك اليوم، وفجع الناس به وحزنوا عليهم، وافتقده طلبة العلم، فرحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته.
الشيخ محمد بن عبدالمحسن الدعيج يرحمه الله
تحصيله العلمي:
أسرة الدعيج أخرجت عددا من العلماء والمهتمين بالعلم وطباعة كتب أهل العلم، مثل الشيخ محمد بن عبدالمحسن الدعيج تلميذ الشيخ العلامة الدحيان.
أعماله:
أم المصلين في مسجد العتيقي (المطران) لمدة سبعين عامًا، يحدث فيه ويفتي، كان محبا لأعمال البر والخير وله في ذلك مساع مشكورة منها: 1- طباعة المصحف. 2- طباعة كتاب ابن سعدي تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن وغيرها من الكتب.
موقفه من الدعوة السلفية: كان الشيخ محمد الدعيج كثير الثناء على الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب، ويعد ابن تيمية وابن القيم وابن عبدالوهاب من بقايا السلف كما في رسالته للشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي، فقال السعدي في جوابه على رسالة الدعيج: وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم وأصحابهم، والشيخ محمد بن عبدالوهاب هم بقايا السلف، فهؤلاء لا شك أنهم على طريقة السلف الخالصة، وأن كتبهم هي التي لا يُمكن في هذا الوقت ولا ما قبله أنفع منها وبها السبب الوحيد إلى سلوك مذهب السَّلفِ، مع أن غيرهم من أهل العلم والدين في بقية الأمصار. وفاته: توفي الشيخ في (١٣٩٦هـ) الموافق (١٩٧٦م)، -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته.
الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن سليمان العتيقي يرحمه الله
تحصيله العلمي:
كان الشيخ عبدالعزيز العتيقي من بيت علم، فجدّه لأمه الشيخ إبراهيم بن محمد العتيقي، إبان طفولته حفظ القرآن، وأخذ مبادئ العلم الشرعي، وكان الشيخ توّاقا لطلب العلم، والاستزادة منه، فرحل إلى الزبير والبصرة، والتقى فيها الشيخ محمد رشيد رضا، ودرس على يديه.
أعماله:
  • كان مدرّساً في المدرسة المباركية، ثم كان ناظراً للمدرسة القِبلية، وبعد افتتاح أول مدرسة في الفحيحيل انتقل إليها ناظراً حتى تقاعد لكِبر سنّه -رحمه الله-.
موقفه من الدعوة السلفية:
  • تفرغ الشيخ العتيقي -يرحمه الله- للدعوة السلفية، وذكر أحد أبنائه أنه كان في البحرين ثم تركها وظل يتنقل في بلدان الشرق؛ حيث تفرغ للدعوة السلفية والتعليم؛ فتنقل بين الهند والملايو وأندونيسيا واستقر بها فترة من الزمن، وكان يتنقل بين الجزر الأندونيسية لنشر الدعوة والتصدي لافتراءات المفترين على الدعوة السلفية.
  • قام بالدعوة في الهند لتوضيح العقيدة السلفية ودفع الشبهات عنها.
وفاته:
توفي الشيخ بعد عمر أمضاه في الدعوة والتعليم في (۱۳۸۸هـ الموافق 1969)، -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته.


اعداد: ذياب أبو سارة





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.79 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.00%)]